تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"قال ـ الأهوازي ـ وسمعت جماعة من شيوخنا يقولون: لا يجوز للمقرئ أن يقرئ منها () بخمسة أضرب: بالترعيد والترقيص والتطريب والتلحين والتحزين، وأجازوا الإقراء بالخمسة الباقية، إذ ليس للخمسة أثر ولا فيه نقل عن أحد () من السلف"" ().

ثم بعد شرح المراد بالترعيد والترقيص وباقي الأضرب الممنوعة في القراءة انتقل إلى شرح الأضرب الجائزة فقال: "وأما الحدر فإنه القراءة السهلة السمحة الرتلة العذبة الألفاظ اللطيفة () المعنى، التي لا يخرج فيها القارئ () عن طباع العرب .. قال: "والحدر عن نافع، إلا ورشا، وابن كثير وأبي عمرو".

"وأما التجويد فهو أن يضيف إلى ماذكرت في الحدر مراعاة تجويد الإعراب وإشباع الحركات وتبيين السواكن وهو على نحو قراءة ابن عامر والكسائي".

"وأما التمطيط فهو أن يضيف إلى ما ذكرت زيادة المد في حروف المد واللين، مع جري النفس في المد، ولا تدرك حقيقة التمطيط إلا مشافهة، وهو على نحو ما قرأت به عن ورش عن نافع من طريق المصريين عنه".

ثم قال في استيفاء باقي الأقسام:

"وأما اشتقاق التحقيق فهو أن يزيد على ما ذكرت من التجويد روم السكوت على كل ساكن ولا يسكت، فيقع للمستمع أنه يقرأ بالتحقيق".

"وأما التحقيق فهو حلية القراءة وزينة التلاوة () ومحل البيان، ورائد الامتحان، وهو إعطاء الحروف حقوقها وتنزيلها مراتبها، ورد الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، ولطف النطق به، ومتى ما غير ذلك زال الحرف عن مخرجه وحيزه" ().

ثم انتقل أبو الحسن بن سليمان إلى القسم الثاني من كتابه إي: إلى "باب بيان الجمع بين القراءات وما يحذر فيه من الإخلال باللفظ والمعنى وتخليط الروايات، فقال:

"اعلم أن ثمرة الجمع بين القراءات إنما هي الاختصار وعدم التكرار لغير موجب، وأما التكرار لموجب فلا بد منه لاختلاف الروايات .... ().

ثم انتقل إلى التمثيل فقال: "فمن الاختصار في الجمع بين الروايات كثرة المواقف الجائزة، لأنه يسقط بها كثير من التكرار، فإن كان في ذلك مد مشبع أو متوسط قرأه لورش بالترتيل، وكذلك لحمزة…وقرأه لقالون بالحدر من أجل المد أيضا، وكذلك لسائر القراء غير ورش وحمزة، لأنهم مشتركون في جواز الحدر لكل واحد منهم …قال: "ويفصل بين الروايات بالوقف على الأولى دون الثانية، ولا يفرق بين العامل والمعمول والتابع والمتبوع والصلة والموصول والمضاف والمضاف إليه والمعطوف والمعطوف عليه".

ثم انتقل إلى التطبيق على ذلك فقال: "فإذا قرأت لنافع جمعا بين روايتي ورش وقالون عنه أو لغيره من السبعة جمعا أيضا بين روايتين مثلا آية الاعتبار من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار… إلى قوله تعالى "لقوم يعقلون"، فتقرؤها كلها إلى آخرها لورش بالترتيل من أجل المد كما ذكر قبل، ولا تقف على شيء من أصناف المخلوقات المذكورة فيها دون ما بعدها، فتفرق بين المعطوف والمعطوف عليه مع اشتراكهما في الإعراب والحكم، وهو الاعتبار بوجودها على ما هي عليه من صفة الإحكام والإتقان وغير ذلك .. وتقرؤها ثانية لقالون بالحدر، من أجل المد كما تقدم".

"وإن كنت قارئا هذه الآية بالجمع الكبير بين القراء السبعة، فتدخل مع قالون في هذه الكرة ابن كثير وأبا عمرو وابن عامر وعاصما، لاشتراكهم في جواز الحدر لهم كما تقدم، إلا أنك تقرأ لأبي عمرو وحده صدر الآية إلى قوله "والنهار" فتميله له، وتقف كمن انقطع نفسه، ثم ترجع من أول الآية إلى قوله "والنهار" فتفتحه لغيره، وتشرك معهم أبا عمرو في باقي الآية إلى آخرها، فتردفه عليهم، ثم تقرؤها كرة ثانية لحمزة بالترتيل من أجل المد كما تقدم، تضيف إلى ذلك السكوت على لام المعرفة من "الأرض" في المواضع الثلاثة، وفتح "فأحيا" وترك الغنة لخلف في قوله "لقوم يعقلون"، ثم تكرر قوله "لآيات لقوم يعقلون" بإبقاء الغنة لخلاد، فتردفه على خلف، لاشتراكه معه في أول الآية إلى قوله "لقوم" ثم تقرؤها كرة رابعة للكسائي بالحدر كما تقدم، إلا أنك تقرأ صدرها للدوري بإمالة "النهار"، وتقف كما فعلت معه في قراءه أبي عمرو بن العلاء، ثم ترجع فتقرأ ذلك لأبي الحارث بفتح "النهار"، وتشرك بينهما في باقي الآية بإمالة "فأحيا"، ولا تغفل عن اعتقاد تشريك من ذكر تشريكه مع غيره في كرة منها فتكون قارئا بعض

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير