[الكوثر و المطففين ... مكية أو مدنية ... نوم أو يقظة]
ـ[محمود المصري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:31 م]ـ
السلام عليكم إخواني
عندي ثلاث أسئلة عن سورتي الكوثر والمطففين:
1) سورة المطففين مكية أو مدنية؟
كثير من المصاحف يذكر فيها أن سورة المطففين مكية, وبعضها يذكر أنها اخر ما نزل في مكة فما الدليل على ذلك, فابن كثير -رحمه الله- ذكر أنها مدنية واستدل بالحديث التالي:
قال النسائي وابن ماجة: أخبرنا محمد بن عقيل -زاد ابن ماجة: وعبد الرحمن بن بشر-قالا حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، عن يزيد-هو ابن أبي سعيد النحوي، مولى قريش-عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فحسنَّوا الكيلَ بعد ذلك (1).
فهل من تفصيل في هذا الأمر؟
2) ما دليل من قال أن سورة الكوثر مكية؟
3) الكوثر نزلت في نوم أو يقظة؟
روى الإمام مسلم وأبو داود والنسائي، من طريق محمد بن فضيل، وعلي بن مُسْهِر، كلاهما عن المختار بن فُلْفُل، عن أنس. ولفظ مسلم قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا في المسجد، إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسما، قلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "أنزلت علي آنفا سورة"، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنه نهر وَعَدنيه ربي، عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض تَرِدُ عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم (2) فَيختلجُ العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك". (3) (تفسير ابن كثير - الشاملة)
وقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله- في شرحه للحديث:
والخبر قوله: بينا أظهرنا أي بيننا. قوله: (أغفى إغفاءة) أي نام
ولكن ذكر الشيخ مناع القطان في كتابه "مباحث في علوم القرآن" ص34 بعد ذكره الوحي بالرؤيا الصالحة: "وليس في القرآن شيء من هذا النوع لأنه نزل جميعه يقظة, خلافا لمن ادعى نزول سورة الكوثر مناما للحديث الوارد فيها" ثم ذكر الحديث المذكور أعلاه ثم علق عليه رحمه الله وقال: "فلعل الإغفاءة هذه هي الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي"
وهذا ما أميل إليه فهل من مزيد في هذا الأمر؟
وجزاكم الله خيرا