ولهذا فقد تمنيت أن تكون نقلت عنهم لا أن يكون الكلام لك.
وها أنت قد صرحت بأنك إنما تنقل ما ذكروه.
شكرا للتوضيح.
وهذا الكلام عليه أكثر من جواب.
لكن في عجالة الآن يمكن أن نجيب جواب عام وهو أن المصدر الوحيد للمسلمين هو الكتاب والسنة فهما مصدر الدين وعليهما يقوم الإجماع والقياس وسائر الأصول والقواعد التي تفرعت عن الكتاب والسنة.
فلا عبرة بإجماع الدنيا كلها على خلاف الكتاب والسنة مثلا.
المهم أن المصدر هو الكتاب والسنة وقد نزلا بلغة العرب وعلى قوم عرب فلزم أي إنسان أكاديمي يريد أن يفهمهما حق الفهم أن يعود للعرب الذين عاصروا عصر النزول وهم الصحابة وأن يعود للغة العرب ليفهم الكتاب والسنة.
ومن ناحية أخرى لا يوجد معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكل أحد يؤخذ من قوله ويُرد سوى النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد عن الإمام مالك رحمه الله.
فسواء أصاب ابن تيمية في كلامه أو أخطأ فالأصل أن نرجع للكتاب والسنة ونتحاكم إليهما ونحاكم كل كلام إليهما سواء كلام ابن تيمية أو غيره ونأخذ بما في الكتاب والسنة ونترك ما خالف الكتاب والسنة.
وأهل السنة لا يقدسون الأشخاص كما تقدسهم الصوفية.
فلو سلمنا جدلا -وأقول لو سلمنا جدلا- أن كل كلام الصوفية عن ابن تيمية صحيح بل لو سلمنا بما هو أكثر من هذا وقلنا بأن الله عز وجل لم يخلق ابن تيمية أصلا فهل سيضيع الدين؟
بالطبع لا
والشيخ ابن تيمية رحمه الله قد شرفه الله ببيان الكتاب والسنة وأنه من علماء الدين الكبار فهذا تشريف له ونحن نُشرِّف من شرّفه الله.
لكن لا نقبل من أي إنسان مخالفة الكتاب والسنة.
وعلى الصوفية الآن وغدا وفي كل وقت أن يذكروا أدلة على كل كلمة من الكتاب والسنة ولن يجدوا أي دليل على تخاريفهم التي ذكروها أو غيرها.
وأما حكم كلام ابن تيمية المذكور فإن كان موافقا للكتاب والسنة فهو صحيح وإن كان مخالفا فهو غير صحيح ويرد ولا يُؤخذ به.
ومع هذا فالشيخ ابن تيمية له عشرات الكتب يعني مجموع الفتاوى له 35 مجلد وعندك كتب أخرى كبيرة مثل منهاج السنة ودرء تعارض العقل والنقل وغيرها كثير.
يعني لو قلنا مثلا أنه ألف حوالي 70 مجلد تقريبا وقلنا جدلا أنه أخطأ في عشرة مجلدات يبقى له 60 مجلد وهذه نسبة كبيرة جدا.
مع أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله كغيره من العلماء إصاباته بحمد الله أكثر وأكثر وله معرفة قوية جدا بمذاهب أهل العلم ولا يحتاج لثناء أصلا فهو مفخرة للمسلمين.
يعني أنه حتى لو أخطأ في مائة مسألة بل في مجلد أو حتى في عشرة مجلدات جدلا لا يضره ذلك ولا يسقطه لأن صوابه لا زال بحمد الله أكبر من خطئه فلا ضرر عليه.
وهذا كله كلام تقريبي جدلي وأنا لا أسلم به أصلا ولكن أقول لو سلمنا جدلا بصحة هذا الكلام مع أنه لا يصح.
فالحجة يا أخي على أهل السنة والجماعة هي الكتاب والسنة لأنهم لا يعتقدون العصمة في أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فمن أراد أن يحتج عليهم فليأتِ بدليل من الكتاب والسنة.
وهيهات أن يأتي الصوفية بربع دليل على تخاريفم.
وأما الجواب المفصل على كل مسألة من المسائل السابقة فقد أجبتُك عن واحدة كمثال.
ولعل المشايخ الكرام في الملتقى يذكروا لك الجواب عن الباقي إن رأوا هذا الموضوع.
هداني الله وإياك لما فيه الخير.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 07:01 ص]ـ
بارك الله فيك يااخي والله لقد أنرت الي الطريق بكلامك وازداد نور العقيدة الصافيه والاتباع الحق للكتاب والسنه بفهم السلف االصالح في عقلي وقلبي ويشهد الله تعالى أنني لم أرد الا الاصلاح والذب ببصيرة عن عرض شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله.
وان للشيخ الفوزان حفظه الله رد مفصل على ابي زهره فيما اتهم به شيخ الاسلام ابن تيميه وشيخ الاسلام محمد ابن عبدالوهاب رحمهما الله.
وخشيت انني ربما اذا مشيت على نفس طريقتي في رد شبههم ان اكون قد افسدت اكثر مما اصلحت وتجاوزت ضوابط الكتاب والسنه في الرد.
وعندما قلنا لهم اننا لسنا تيميين ولاقيميين ولا وهابيين وانما حجتنا الكتاب والسنه بفهم مجموع السلف ردوا علينا بباطل اشد من باطلهم الاول وهي ((أننا نتبرأ من علمائنا)).
¥