[موضوع للحوار: مع قدوم الاجازة .. دعوة للتجديد في طريقة تدريس العقيدة؟!]
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
مع قدوم الاجازة ـ جعلها الله اجازة خير و بركة ـ تختلف توجهات الناس و اهتماتهم في طريقة استغلالها، فمنهم من يخصصها لطلب العلم، و ارخ للحفظ و الثالث للدعوة الى الله، و الموفق من استطاع الجمع بين هذه الامور و امورا اخرى معها.
و حديثي للاخوة الدعاة، انا لي ـ لا اقول تجربة ـ انما محاولة في الدعوة الى الله و تعليم الناس دين الله سبحانه ـ و اسأله سبحانه القبول و ان يجعله خالصا لوجهه ـ فطرأت لي بعض الافكار و الاقتراحات في طريقة تعليم الناس و تديسهم ... اطرحها بين ايديكم للحوار و النقاش حولها ...
ان العقيده هي من اهم الامور التي يجب على الداعية الالمام بها و تدريسها للناس و مخاطبة كل نفر من الناس بما عندهم من مخالفات او شركيات و بدع
و انطلاقا من احساسي بهذه الاهمية ارى ان هناك خلالا ففي طريقة ايصال العقيدة للناس و سأطرح ما ارى على شكل نقاط:
اولا: يجب ان يفرق الداعية بين ما يتعلمة و يؤصل نفسه به في علم العقيدة و بين ما يعلمة للناس، فما تعلمه المفترض ان يكون حصيلة و ركنا ركينا يعينة على ايصال العقيدة بالطريقة التي تناسبهم، لا ان يعلمهم بنفس الطريقة التي تعلمها.
ثانيا: ارى اننا في طريقة تعليمنا للعقيدة نسير في طريقة معقدة، و خصوصا اذاكنا نخاطب العامة، فنخاطبهم بنفس التقاسيم التي وضعها العلماء، و التفريعات، و ما كل ما كان للعلم يصلح للتعليم، فالهدف من التعليم التأثير فيجب ان اقيس التأثير لا اقيس الكم من المعلومات الموصلة للمتعلم.
ثالثا: يجب ان اخاطب كل ناس بما يناسبهم فمثلا: الذين ليس عندهم خلالا و دخلا في الاسماء و الصفات فلماذا احدثهم عن الاشاعره؟! او لماذا اعلمهم مذهب اهل السنة و الجماعه في الاسماء و الصفات؟!
رابعا: انا دعوتي ان نبسط العقيدة للعامة و الناس اجمعين كما كانت بسيطة في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد قال للجارية: اين الله؟! قالت: في السماء!! قال: اعتقها فانها مؤمنة.
فهل نحن نقدم العقيدة بهذا الاسلوب.
خامسا: ارى ان استغراق الكثير من طلبة العلم في دراستهم للعقيدة على المنهج الكلامي، و الذي هو السائد في الكتب المتاخره اذهب من العقيدة جوهرها و جمالها، و روحانيتها، و المشكلة اذا انجر هذا على طريقة التعليم.
سادسا: انا لا ارى ان تذكر تقاسيم التوحيد: الربوبية و الالوهية و الاسماء و الصفات، انما تغرس في الاذهان و الافهام دون الحاجة الى ذكر هذه التفاصيل.
مثلا: يكفي ان اقول ان الله هو الرازق او هو المحيي و المميت، او كذلك تعريفهم بربهم و برحمته و عظمته .. يكفي هذا للتدليل على الانواع الثلاثة، و يكفي كذلك لقطع الطريق امام كل بدعة قد تقف بين العبد و ربه.
سابعا: اعتقد انه من الخطأ السير على كتاب معين في التعليم، ةان المنهجية مهمة للترتيب الافكار، و لكي آمن على نفسي عدم التكرار و الالمام، و لكن لماذا ارتبط بشرح الفاظ المؤلف.
ثامنا: رأيت اناسا لا يعرفون قرأة الفاتحة، ففي ذمة من هؤلاء؟ و لماذا ضياع الوقت في شرح تفصيلات لا حاجة لها، ان العقيدة يجب ان تخاطب القلوب قبل العقول، فان القلب اذا اشرب العقيدة و حب الله سبحانه اصبح هينا لينا تشكلة كيف شئت.
اذكر كنا ندرسهم: قل هو الله احد ... فكان اذا اراد يرددها قال: الله احد. فاشار علي احد الاخوة ممن لهم خبرة قائلا: قل له ... قل قل هو الله احد.
فهو يفهم قل التي من السورة امر بالقراءة و ليست من صلب السورة.
ناهيك عن جهلهم باذكار الصلاة و غيرها من الامور.
تاسعا: ان خير كتاب يشرح هو كتاب الله سبحانه و سنة نبية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فان المهم ربطهم به و شرح تلك الايات، و من المهم في الشرح الا تكون مسأله كثيرة انما التأكيد على بعض المسائل المهمه.
ان الخواطر كثيرة و الموضوع للحوار و قابل للاخذ و الرد، و لكني سأختم بالاتي:
لماذا لا نعود بالعقيده كما كانت في عهد الصحابة، لماذا لا نعلم الناس العقيدة التي تربى عليها اصحاب رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، عقيدة صافية نقية، بالتجربة ان افضل طريقة لتدريس العقيده هو الجانب الوعظي العلمي، الذي يجعل العقيده حية، من المهم اشعار المتعلم انك تتحدث عن الله سبحانه!! و ان تؤكد على هذا الامر، و كم من مرة القيت فيها كلمات يسيرات و يعلم الله انها قد تكون بقلب لاهي خالي يفكر في امور اخرى غير التي يتحدث بها اللسان فما ينبهني لما انا فيه من غفلة ـ و انا المعلم الواعظ!! ـ الا دمعات من قلوب المستمعين و هم من العامة الذين لا يقرؤن الفاتحه، كم مرة خجلت من نفسي المقصرة اذا رأيت تفاعل هؤلاء و بكائهم، بينما ارى ان البعض و هم اكثر علما مني و اكثر صلاحا و تقى و لكنهم بسبب تمسكهم بعبارات يشرحها قد يعرض عنهم المستمع.
و لعلي في رد اخر او موضوع اخر اذكر تجربتي مع الشيخ علي جابر الحكمي ـ رحمه الله رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته ـ في تديس العقيده في كلية الشريعه بالرياض.
هذه بعض الخواطر التي اتمنى ان يدور الحوار حولها، و بعلم الله اني لم اذكرها او اذكر بعضا من محاولتي للمشاركة في الدعوة الا ارادتي نفع الاخوان لا الحديث عن الذات، رزقني الله و اياكم الاخلاص في القول و العمل
¥