46. وأنهم أحسن الناس أجساما تعجب الرائي أجسامهم والسامع منطقهم فإذا جاوزت أجسامهم وقولهم رأيت خشبا مسندة ولا إيمان ولا فقه ولا علم ولا صدق بل خشب قد كسيت كسوة تروق الناظر وليسوا وراء ذلك شيئا
47. وإذا عرض عليهم التوبة والاستغفار أبوها وزعموا أنهم لا حاجة لهم إليها إما لأن ما عندهم من الزندقة والجهل المركب مغن عنها وعن الطاعات جملة كحال كثير من الزنادقة وإما احتقارا وازدراء بمن يدعوهم إلى ذلك
48. ووصفهم سبحانه بالاستهزاء به وبآياته وبرسوله
49. وبأنهم مجرمون
50. وبأنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
51. ويقبضون أيديهم عن الإنفاق في مرضاته
52. ونسيان ذكره
53. وبأنهم يتولون الكفار ويدعون المؤمنين
54. وبأن الشيطان قد استحوذ عليهم وغلب عليهم حتى أنساهم ذكر الله فلا يذكرونه الا قليلا
55. وأنهم حزب الشيطان
56. وأنهم يوادون من حاد الله ورسوله
57. وبأنهم يتمنون ما يعنت المؤمنين ويشق عليهم
58. وأن البغضاء تبدو لهم من أفواههم وعلى فلتات ألسنتهم
59. وبأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم
ومن صفاتهم التي وصفهم بها رسول الله
60. الكذب في الحديث
61. والخيانة في الأمانة
62. والغدر عند العهد
63. والفجور عند الخصام
64. والخلف عند الوعد
65. وتأخير الصلاة إلى آخر وقتها
66. ونقرها عجلة وإسراعا
67. وترك حضورها جماعة
68. وأن أثقل الصلوات عليهم الصبح والعشاء
69. ومن صفاتهم التي وصفهم الله بها الشح على المؤمنين بالخير
70. والجبن عند الخوف فإذا ذهب الخوف وجاء الأمن سلقوا المؤمنين بألسنة حداد فهم أحد الناس ألسنة عليهم كما قيل:/
جهلا علينا وجبنا من عدوكم * لبئست الخلتان الجهل والجبن
71. وأنهم عند المخاوف تظهر كمائن صدورهم ومخبآتها وأما عند الأمن فيجب ستره فإذا لحق المسلمين خوف دبت عقارب قلوبهم وظهرت المخبآت وبدت الأسرار
72. ومن صفاتهم أنهم أعذب الناس ألسنة وأمرهم قلوبا
73. وأعظم الناس خلفا بين أعمالهم وأقوالهم
74. ومن صفاتهم أنهم لا يجتمع فيهم حسن صمت وفقه في دين أبدا
75. ومن صفاتهم أن أعمالهم تكذب أقوالهم وباطنهم يكذب ظاهرهم وسرائرهم تناقض علانيتهم
76. ومن صفاتهم أن المؤمن لا يثق بهم في شيء فإنهم قد أعدوا لكل أمر مخرجا منه بحق أو بباطل بصدق أو بكذب ولهذا سمي منافقا أخذا من نافقاء اليربوع وهو بيت يحفره ويجعل له أسرابا مختلفة فكلما طلب من سرب خرج من سرب آخر فلا يتمكن طالبه من حصره في سرب واحد قال الشاعر:/
ويستخرج اليربوع من نافقائه * ومن جحره بالشيخه اليتقصع
فأنت منه كقابض على الماء ليس معك منه شيء
77. ومن صفاتهم كثرة التلون وسرعة التقلب وعدم الثبات على حال واحد بينا تراه على حال تعجبك من دين أو عبادة أو هدى صالح أو صدق إذا انقلب إلى ضد ذلك كأنه لم يعرف غيره فهو أشد الناس تلونا وتقلبا وتنقلا جيفة بالليل قطرب بالنهار
78. ومن صفاتهم أنك إذا دعوتهم عند المنازعة للتحاكم إلى القرآن والسنة أبوا ذلك وأعرضوا عنه ودعوك إلى التحاكم إلى طواغيتهم قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصبتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا)
79. ومن صفاتهم معارضة ما جاء به الرسول بعقول الرجال وآرائهم ثم تقديمها على ما جاء به فهم معرضون عنه معارضون له زاعمون أن الهدى في آراء الرجال وعقولهم دون ما جاء به فلو أعرضوا عنه وتعوضوا بغيره لكانوا منافقين فكيف إذا جمعوا مع ذلك معارضته وزعموا أنه لا يستفاد منه هدى
¥