(1) قام محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي بإلغاء الطرق الصوفية ومنع الرقص (الديني) المسمى بالذكر وحظر تجمعاتهم وأبطل بيعاتهم .. (2) قام بإلغاء المذاهب! ومنع كتبها ودعا للإجتهاد. (3) دعوة محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي لجهاد (الإنجليز) المحتلين ونجح في طردهم من بلاد الإسلام. (4) السمت العام لأتباع الرجل حيث تراهم-ولليوم-يرتدون (الأنصارية) وهي ثوب قصير مع إرخاء طرف العمامة كما هو حال الأخوة المستنين من اهل السودان.
وبالرجوع لمجموع رسائل ومنشورات محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي والتي طبعت بتحقيق المرحوم بروفسور محمد إبراهيم أبوسليم بعنوان (الآثار الكاملة للإمام المهدي) نجد هذه الطوام:
(1) من الواضح ان الرجل لم يقم بإبطال الطرق الصوفية إلا لجمعها في طريقة صوفية أكبر وإن لم يسمها كذلك. وتمثيله في احد منشوراته للطرق بالسواقي (مصادر المياه الصغيرة) ولطريقته بالبحر. أما منع الرقص الصوفي فقد سبقته لذلك أحدى أقبح الطرق الصوفية وأشدها ضلالاً: الطريقة التيجانية.
(2) كذلك الحال بإلغائه المذاهب ودعوته للإجتهاد. وقد أغرب جداً في هذا وعلى كل لم أر للرجل في مارأيت عملاً يصح تسميته بالإجتهاد.
(3) محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي لم يقاتل الأنجليز ولا أخرجهم من بلاد الإسلام! وهذا خطأ تأريخي متداول. والحق أن الرجل خرج على الخلافة العثمانية واقتطع منها بلاد السودان ومهد هذا بعد بضع سنوات فقط للإحتلال الإنجليزي النصراني الكافر والذي جثم على بلاد السودان حتى العام 1956م وتم في عهده تنصير جنوب السودان ونشر اللغة الإنجليزية فيه بدلاً عن العربية تمهيداً لفصله عن الشمال العربي المسلم-وهذه جذور قضية جنوب السودان المشهورة! روج من روج ل (أكذوبة) تحرير السودان من الإنجليز بعض جهال المؤرخين وأصحاب المنفعة من ذلك, مستعملين أسماء بعض الموظفين والقادة العسكريين الأروبيين وعلى رأسهم غردون باشا! وقد ذكرت آنفاً أنه (وغيره) كانوا مستأجرين بواسطة الدولة العثمانية لمهام عسكرية أو إدارية معينة. ولم يكن السودان أبداً تحت حكم الأنجليز قبل 1898م.
(4) أدعى محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي المهدية وهذه دعوى كذب باطلة. وقد بين له بطلان ذلك معاصريه من علماء السودان في مراسلات بينهم وبينه, وأظن أني رأيت بعضها مطبوعاً.
(5) قام محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي بتكفير كل من شك في مهديته في غير ما موضع من منشوراته. كما قام بتكفير الترك جملةً (طبعاً لأنهم لم يؤمنوا له) ولعل هذا يفسر خروجه على دولة الخلافة.
(6) كذب محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي بادعاءه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخاطبه يقظةً ويخبره عن مغيبات. وهو يقول عبارته المشهورة (حدثني سيد الوجود يقظةً لا مناماً حال خلوي من كل مسكرٍ ومفتر) ويبشر جيشه وأتباعه بأشياء يزعم ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بشره بها.
(7) رأيت في منشوراته رسالةً منه لخليفته التعايشي يامره ببناء قبة على قبر والد التعايشي والذي يقال انه كان من الفقهاء. ثم رأيت رد التعايشي عليه مراجعاً لغلبة الجهل في مكان القبر وخوف الأفتتان به. رد محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي موافقاً ومثنياً على رأي التعايشي. وهذا في جملته حسن لكنه لم يكن هدياً عاماً للحركة المهدية وقد رأيتَ سابقاً كيف انهما التقيا على بناء قبة القرشي ود الزين. كذا لم أعلم من محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي ولا خليفته أنهما قاما بكسر أياً من آلاف القباب والأضرحة المعبودة من دون الله على طول بلاد السودان وعرضها! والواقع أنه وبعد وفاة محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي قام أتباعه وعلى رأسهم خليفته ببناء قبة له في أمدرمان لا تزال موجودة وتزار وتعبد من دون الله ويتبرك بترابها!! وإنما أوردت ما اوردت من خبر المكاتبة هذا إنصافاً واتباعاً لطريق البحث العلمي.
*والخلاصة أن الرجل صوفي غالٍ, كذب في ادعاءه المهدية وكذب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وادعى مشافهته وخرج على الخلافة العثمانية ومهد ذلك للأحتلال البريطاني للسودان.
وقد وفق الله مشايخنا في اللجنة الدائمة في فتواهم عن هذه الحركة المهدية المفتراة فقالوا: السؤال الثاني من الفتوى رقم (5235):
¥