تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:58 م]ـ

وهذا مقال لفضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم نقلا من موقعه بعنوان "وضع (-) أمام خانة الديانة للبهائيين"

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد انتهت الأحوال المدنية بوزارة الداخلية إلى وضع (-) أمام خانة الديانة للبهائيين بمصر، وذلك في البطاقات الشخصية بعد صدور حكم قضائي بذلك، وقد أثيرت قضية البهائيين في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتم استضافة بعضهم في القنوات الفضائية لتوضيح معتقدهم ومعاناتهم وعدم حصولهم على أوراق ثبوتية بالديانة البهائية، واضطرارهم إلى إثبات كلمة مسلم أمام خانة الديانة.

ثم جاءت أحداث الشورانية بسوهاج حيث تم إحراق بعض بيوت البهائيين واضطروا للنزوح من القرية خوفًا من الأهالي ليلقي الضوءَ على هذه القضية أكثر وأكثر، وقد أوصل البعضُ عدد البهائيين بسوهاج إلى 182، وبالشورانية وحدها إلى أكثر من 130 بهائيًا.

ومن قبل كانت قضية تنظيم البهائيين والتي حُكم فيها على الرسام بيكار بأخبار اليوم ورفاقه البهائيين.

ولنا عدة تعليقات على هذه المسألة:

أولاً: العصر الذي نعيش فيه بمثابة عصر ذهبي -باصطلاح الماديين- ليس فقط للبهائيين وإنما هو كذلك بالنسبة للأمريكان واليهود والشيعة والعلمانيين، وهو أيضًا عصر ذهبي بالنسبة للتدين والالتزام، حتى باتت الخطوط واضحة -بفضل الله- أو قريبة من الوضوح، وتشكل طوفان تدين واضح المعالم في مواجهة طوفان إلحاد وزندقة، وبين هذا وذاك طوفان ثالث يعيش نقرة ونقرة وساعة وساعة، ونتوسم أن يكون مآله إلى الخير بإذن الله.

ثانيًا: ساعدت أجواء الحريات والديمقراطيات وكلام الغرب والأمريكان على الأقليات وحقوق الإنسان على إبراز قضية البهائيين وغيرها.

والوسائل والجهات المشبوهة عندما تكيل بمكيالين وتغض الطرف عن مذابح المسلمين هنا وهناك، فهذا مستوعب، ومع حرص أعداء الإسلام والمسلمين على تحقيق مآربهم إلا أن كيدَهم يرتد إلى نحورهم، وتدبيرَهم تدميرُهم، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم. وها هي الأمة تعاود الرجوع لدين الله والالتزام بشرع الله وصار المتدينون أقرب للطوفان الهادر الذي يجرف أمامه الأباطيلَ. والمستقبلُ لدين الله بغلبته وظهوره على الأديان كلها (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).

ثالثًا: وضع (-) أمام خانة الديانة للبهائيين تميزهم، والتمايز كثيرًا ما تتحقق به المصلحة وتندفع به المضرة والمفسدة، بعكس الأوضاع المائعة والشائعة؛ فالبهائي عندما يوضع في خانة ديانته مسلم قد يترتب على ذلك زواج وميراث دون وجه حق، فالبهائي ليس بمسلم (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (النساء:141)، والإسلام يعلو ولا يُعلى، والكافر لا يَرِث ولا يُورث.

وهذا الجانب لا تجد فرقًا بين (-) الدالة على البهائي وبين أن يكتب في خانة الديانة بهائي طالما التمييز حاصل، وقولُ البعض بأن كلمة بهائي تكتب في العقيدة بالبطاقة، أما الديانة فهي لأصحاب الديانات الثلاثة، اليهود، والنصارى، والمسلمين، فهذا الكلام لا طائل تحته ولا فائدة من ورائه، فدين الحق واحد هو الإسلام، وما سوى ذلك فهذا فيه تلبيس وتغرير وتدليس، قال -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) (آل عمران:19)، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)، (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) (يونس:32)، وما الحق إلا واحد فاعرف الحق تعرفْ أهلَه، واعرف الباطل تعرف من آتاه، وما من نبي إلا ودعا قومه للإسلام، فالإسلام واحد ولكن تتعدد الشرائع، وشريعة الإسلام حاكمة ومهيمنة على سائر الشرائع.

رابعًا: مواجهة الأباطيل وأهل الديانات الفاسدة يتم بالحق وبالعدل لا بالجور والتعدي، ووفق ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبحيث تتحقق المصلحة وتندفع المضرة والمفسدة، ولابد في ذلك من النظر في عواقب الأمور، نحتاج للتثبت ولإقامة الحجة الرسالية التي يكفر مخالفها وبحيث تنتفي الشبهات وتدرأ المعاذير، ويحيى من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك أيضًا عن بينة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير