تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول: (آن الأوان لكى نعتاد عادات الأوروبيين، ونلبس لباسهم، ونأكل طعامهم، ونصطنع أساليبهم فى الحكومة والعائلة والاجتماع والزراعة والصناعة ... نحن فى حاجة إلى ثقافة حرة أبعد ما تكون عن الأديان).

وهو يرى أن (اصطناع القبعة أكبر ما يقرب بيننا وبين الأجانب ويجعلنا أمة واحدة فهو يعد القبعة " رمز الحضارة " يلبسها كل رجل متحضر).

ولا عجب فيما قال فقد حمل أتاتورك مسلمي تركيا على ارتداء القبعة كرمز لهذا التحضر المزعوم، وكان الشيخ عاطف اسكلفى - من علماء تركيا – قد ألف كتاباً أسماه (فرانك مقلد لغى) ويعنى بالتركية (مشابهة الكفار) وتناول فى ذلك الكتاب قضية التشبه بالكفار، وما أن أقام أتاتورك بالانقلاب الأثيم حتى حوكم الشيخ عاطف بسبب كتاب ألفه منذ سنتين قبل الانقلاب.

ولما مثل الشيخ أمام القاضي قال له: (إنكم أيها الشيوخ مغرقون في السفسطة الفارغة، رجل يرتدي عمامة يكون بها مسلماً، فإذا ما ارتدى قبعة صار مثل الكافر، وهذه قماش وتلك قماش؟)

فرد عليه هذا العالم قائلاً: (انظر أيها القاضي إلى هذا العلم المرفوع خلفك - أي علم تركيا- أتستبدله بعلم إنكلترا أو ألمانيا مثلاً فإن قبلت، وإلا فهي سفسطة لأن هذا قماش وذاك قماش) فبهت القاضي، ولكنه حكم عل هذا العالم بالإعدام رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

ومن المناسب ذكره ما قاله الأستاذ حمد المجذوب: (وما أجمل كلمة أستاذ جامعى لأحد طلابه إذ بصر به يعتم البرنيطة فنصحه بخلعها، ولكن الطالب أبى أن يستجيب إلا بحجة مقنعة، وجاءت الحجة حين قال له أستاذه: يا بنى: ليست البرنيطة بنفسها شيئاً مذكوراً، ولكنها شعار القوم الذين أذلوا أمتك، وسلبوك حريتك).

ويقول أغا أوغلى أحمد - أحد غلاة الكماليين -: (إننا عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين حتى الالتهابات التى فى رئيهم، والنجاسات التى فى أمعائهم).

ويقول آخر: (عرب نعم .. إسلام لا .. أنا لا ييك ـ أى لا دينى ـ).

وآخر يقول: (إذا لم تكن لنا حضارة فلنأخذ الحضارة الغربية وننتهي).

ويقول أحدهم: (درجتُ على حب الغرب والإيمان بحضارة الغرب، واستحال الحب والإعجاب إيماناً بكل ما هو غربي. لم يعتور إيماني ضعف بضرورة الحياة الغربية حتى وأنا أرى الحضارة تهددها الفاشية والنازية، وتكاد تتردى بها إلى هاوية الفناء والعدم، أغلب الناس لا يرون فى حضارة الغرب إلا صورتها المادية (الراديو والثلاجات والتليفزيون) مع أن الحضارة الغربية فى أساسها فكر وفن وفلسفة وعلم، وهذا ما يعنينا من الحضارات. من الخطأ أن نأخذ إنتاج الحضارة دون أن نتشرب أساسها. وسمة الحضارة الغربية أن العقل فيها مطلق).

ولله در القائل:

بأبى وأمى ضاعت الأحلام = أم ضاعت الأفهام والأذهان

من حاد عن دين النبى محمد = أله بأمر المسلمين قيام؟!

إلا تكن أسيافهم مشهورة = فينا فتلك سيوفهم أقلام


* مشروعية الانتفاع بما عند الكفار من العلوم الحديثة *

اعلم أن مخالفة الكفار إنما تجب فيما ابتدعوه، وكان خاصاً بهم لا فيما يشترك فيه الناس كلهم مما هو من لوازم الحياة، كأكل الخبز والنوم والاستضاءة بالكهرباء، الخ ...
والمذموم من التشبه بالكفار هو ما يخالف الكتاب والسنة، أو ما يكون سبباً في اندثار الدين ودروس شرائعه وفساد أهله.
أما ما لم يكن كذلك كالأنظمة الإدارية والمشاريع التي تعود بالخير على المسلمين والمنجزات العلمية التى تقوي شوكة المسلمين أو تيسر أموراً لمعاش وتحقق المصالح الشرعية كعلوم الكيمياء والفيزياء والفلك والطب والصناعة والزراعة والإدارة وأمثال ذلك فكل هذه العلوم وغيرها ليست مذمومة، بل قد تستحب أو تجب حسب المقاصد التي تؤدي إليها هذه الوسائل فإن الوسائل لها أحكام الغايات.
- قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الأنفال:60]
- وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم " تحصن من الأحزاب في الخندق حينما أخبره سلمان الفارسي رضي الله عنه أن الفرس يتحصنون به "
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير