[الفرق الاسلامية (الجزء التاسع) .......]
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمهذا التلخيص التاسع من كتاب فرق اسلامية تنتسب إلي الاسلام للدكتور غالب عوجي حفظه الله والابواب الاتيه تتكلم عن المرجئة و الجهمية والمعنزلة ........
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:21 ص]ـ
الباب الحادي عشر
الفصل الأول
التعريف بالإرجاء لغة واصطلاحاً
وبيان أقوال العلماء في ذلك
الإرجاء في اللغة:
يطلق على عدة معاني منها: الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء، وقد يهمز وقد لا يهمز. وإنما قيل لهذه العصابة مرجئة، لأنهم قدموا القول وأرجوا العمل، أي أخروه.
تعريف الإرجاء في الاصطلاح:
اختلف العلماء في المفهوم الحقيقي للإرجاء، ومفاد ذلك نوجزه فيما يلي:
1 - أن الأرجاء مأخوذ من معناه اللغوي؛ أي بمعنى التأخير والإمهال وهو إرجاء العمل عن درجة الإيمان، وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للإيمان لا أنه جزء منه، وأن الإيمان يتناول الاعمال على سبيل المجاز، بينما هو حقيقة في مجرد التصديق، وأنه قد يطلق على أولئك الذين يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. ويشمل جميع من أخر العمل عن النية والتصديق.
2 - وذهب آخرون إلى أن الأرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه في الدنيا حكم ما.
وبعضهم ربط الإرجاء بما جرى في شأن علي من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر، وخلصوا من هذا المفهوم إلى وصف الصحابة الذين اعتزلوا الخوض في الفتن التي وقعت بين الصحابة، إلى الزعم أن هؤلاء هم نواة الإرجاء، وهذا خطأ من قائليه؛ فإن توقف بعض الصحابة إنما كان بغرض ريثما تتجلى الأمور، واستندوا بذلك إلي الكتاب والسنة.
وليس إرجاء حكم هؤلاء الصحابة هو أساس الإرجاء البدعي، ويقول الشهرستاني:"الإرجاء على معنيين: أحدهما بمعنى التأخير كما في قوله تعالى: (قالوا أرجه وأخاه) " أي أمهله وأخره. والثاني: إعطاء الرجاء.
أما إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول فصحيح؛ لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد. وأما بالمعنى الثاني فظاهر فإنهم يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة، وقيل: الإرجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه بحكم ما في الدنيا من كونه من أهل الجنة أو أهل النار، وقيل: الإرجاء تأخير علي ?عن الدرجة الأولى إلى الرابعة.
الفصل الثاني
ما الأساس الذي قام عليه مذهب المرجئة؟
الأساس الذي قام عليه مذهب الإرجاء هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومم يتألف، وتحديد معناه. وهل الإيمان فعل القلب فقط أو هو فعل القلب واللسان معاً؟ والعمل غير داخل في حقيقته، وبالتالي لا يزيد الإيمان ولا ينقص؛ ووإلى كل قسم من تلك الأقسام ذهب فريق من المرجئة.
إلا أن أكثر فرق المرجئة على أن الإيمان هو مجرد ما في القلب ولا يضر مع ذلك أن يظهر من عمله ما ظهر، حتى وإن كان كفراً وزندقة، وهذا مذهب الجهم بن صفوان، ولا عبرة عنده بالإقرار باللسان ولا الأعمال أيضاً؛ لأنها ليست جزءاً من حقيقة الإيمان.
وذهبت الكرامية إلى أن الإيمان هو القول باللسان، ولا يضر أن يبطن أي معتقد وإن كان الكفر.
وذهب أبو حنيفة إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان، لا يغنى إحداهما عن الآخر؛ أي فمن صدق بقلبه و أعلن التكذيب بلسانه لا يسمى مؤمناً. وهو أقرب مذاهب المرجئة إلى أهل السنة لموافقتهم أهل السنة في أن العاصي تحت المشيئة، وأنه لا يخرج عن الإيمان. وخالفوهم في عدم إدخال العمل في الإيمان يزيد وينقص، فلم يقولوا بذلك.
على أن في نسبة الإرجاء إلى أبى حنيفة من الخلاف الكثير بين العلماء ما لا يخفى، وأما ماجاء في الكتاب المنسوب إليه الفقه الأكبر، ففيه شك في صحة نسبة هذا الكتاب إليه، بل كذبوا نسبته إليه.
ولا يقال: إن أبا حنيفة كان من غلاة المرجئة بالجهمية مثلاً، وذلك لموافقته أهل السنة والاعتقاد السليم في جوانب كثيرة في باب الإيمان وإن خالفهم فيما ذكر.
¥