[مختصر لكتاب فرق معاصرة لغالب العواجي (الجزء العاشر والأخير)]
ـ[أحمد الكندري]ــــــــ[29 - 12 - 09, 04:22 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو الجزء العاشر والأخير من مختصر كتاب (فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها) للدكتور غالب العواجي حفظه الله تعالى، وهذا المختصر هو على هيئة سؤال وجواب، وإن الغالب في هذا التلخيص أن اللفظ هو لفظ المؤلف نفسه، إلا ما دعت الحاجة لتغييره كصيغة السؤال وربط الجمل، علما بأن هذا الكتاب قد طلب مني تلخيصه في مقرر الفرق الإسلامية في كلية الشريعة، وهذا الجزء هو تلخيص للباب الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر.
الباب الرابع عشر: الأشاعرة أو السبعية
س: لماذا يطلق بعض العلماء على الأشاعرة (السبعية)؟
ج: لأنهم يثبتون لله تعالى سبع صفات وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، ويؤولون فيما عداها.
س: متى ظهرت الأشاعرة؟ وإلى من تنتسب؟
ج: ظهرت الأشعرية في القرن الثالث الهجري، وهى في الأصل نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، وهو علي بن إسماعيل الأشعري ينتسب إلى أبي موسى الأشعري، وهو أحد علماء القرن الثالث، تنتسب إليه الأشعري، ولد في البصرة سنة 250 هـ وقيل: سنة 270 هـ وتوفى سنة 330 هـ على أحد الأقوال، وكان أول أمره على مذهب المعتزلة، وأقام عليه مدة أربعين سنة، وتتلمذ على أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة، ثم تركه واستقل عنهم، ولقد أصبح الانتساب إلى الأشعري هو ما عليه أكثر الناس في البلدان الإسلامية، وانتساب الأشاعرة إليه إنما هو بعد تركه للاعتزال وانتسابه إلى ابن كلاب، وهى المرحلة الثانية من المراحل التي مر بها الأشعرية، ولم يدم فيها إذ رجع إلى مذهب السلف، وألف كتاب "الإبانة عن أصول الديانة"، ولكن بعض الأشاعرة ينتسبون إليه ولكن في مرحلته الثانية، ومن انتسب إليه في مرحلته الثالثة فقد وافق السلف.
س: من هم أشهر زعماء الأشعرية الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري؟
ج: أبو بكر الباقلاني المتوفي سنة 403 هـ، والبيضاوي المتوفي سنة 701 هـ، والشريف الجرجاني المتوفي سنة 816 هـ، وكذا الإمام الجويني (الأب)، وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى سنة 438 هـ، وكذا ابنه إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف المتوفى سنة 478 هـ، والجويني نسبة إلى بلدة في فارس تسمى " جوين" وقد سمي إمام الحرمين، لأنه مكث أربع سنوات ثم عرج على المدينة المنورة وكان يدرس فيهما ويناظر، ومن أولئك أيضا: أبو حامد محمد الغزالي الطوسي الملقب حجة الإسلام، توفى سنة 505 هـ، ومنهم: أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني ولد سنة 467 هـ وتوفى سنة 548 هـ، ومنهم: أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني، الرازي المولد، الملقب فخر الدين، المعروف بابن الخطيب، الفقيه الشافعي، وقدماء الأشاعرة الذين كانوا على مذهب أبي الحسن الأشعري في إثبات صفات الله تعالي فمنهم: الباقلاني: أبو بكر محمد بن الطيب، وأبو الحسن الطبري، والباهلي: أبو عبد الله بن مجاهد، وهؤلاء مشوا على الطريقة السلفية في باب الصفات، ولكن من جاء بعدهم ممن ينتسب إلى الأشعري تركوا طريقتهم وأولوا الصفات تأويلات باطلة.
س: ما موقف الأشاعرة من صفات الله تعالى؟
ج: موقف الأشاعرة في باب الصفات حاصله ما يلي: ذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى: صفات نفسية راجعة إلى الذات أي إلى وجود الله تعالى ذاته، وإلى صفات سلبية، واختاروا لها خمسة أقسام: وحدانية الله تعالى، والبقاء، والقدم، ومخالفته عز وجل للحوادث، وقيامه عز وجل بنفسه، وسموها سلبية، لأن كل صفة منها تسلب في إثباتها كل ما يضادها أو كل ما لا يليق بالله تعالى.
¥