والحَسَبُ: محركة: ما تعده من مفاخر آبائك. قاله الجوهري وعليه اقتصر ابن الاجدابي في الكفاية وهو رأي الأكثر ..
وقال شمر في غريب الحديث: الحسب الفعال الحسن له ولآبائه، مأخوذ من الحساب إذا حسبوا مناقبهم، وقال المتلمس:
ومن كان ذا نسب كريم ولم يكن ** له حسب كان اللئيم المذمما
ففرق بين الحسب والنسب فجعل النسب عدد الآباء والأمهات إلى حيث انتهي. [6]
قال صاحب تحفة الأحوذي:
فلما كان قصده صلى الله عليه وسلم بيان نسبه وهم عدلوا عن ذلك المعنى ولم يكن الكلام في ذلك المبنى " قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب " يعني وهما معروفان عند العارف المنتسب.
قال الطيبي قوله فكأنه سمه مسيب عن محذوف أي جاء العباس غضبان بسبب ما سمع طعناً من الكفار في رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو قوله تعالى:
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف
كأنهم حقروا شأنه وأن هذا الأمر العظيم الشأن لا يليق إلا بمن هو عظيم من إحدى القريتين كالوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفي مثلا فأقرهم صلى الله عليه وسلم على سبيل التبكيت على ما يلزم تعظيمه وتفخيمه فإنه الأولى بهذا الأمر من غيره، لأن نسبه أعرف. ومن ثم لما قالوا أنت رسول الله ردهم بقوله أنا محمد بن عبد الله. [7]
فلا يوجد أي تشكيك في نسبه صلى الله عليه وسلم غير في أحلام وهذيان هذا النصراني الجاهل.
ومما هو جدير بالذكر أن يعرف النصراني أن جميع ما سبق من روايات لم يَصح منه شيئاً.
فقد رويت من طريق سفيان وإسماعيل بن أبي خالد ويزيد بن أبي عطاء كلهم عم يزيد بن ابي زياد وهو ضعيف.
قال الألباني في الضعيفة:
ضعيف. وراه الترمذي (2/ 281) والفسوي في المعرفة (1/ 499) والمخلص في الفوائد المنتقاه (10/ 2 / 2) عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله ابن الحارث عن عبد المطلب بن أبي وداعة قال:
قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " من أنا؟ " قالوا: أنت رسول الله. فقال: " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله .... ".
وأخرجه الدولابي في الكني (1/ 3) من هذا الوجه إلا أنه قال: عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وهو الصواب. وقال الترمذي: " حديث حسن " كذا قال!
ويزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم قال الحافظ:
" ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن ".
قلت: وقد اضطرب في إسناده، فرواه هكذا، وقال مرة عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله ... الحديث نحوه. [8]
وقد روي الحاكم بنحوه فقال:
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد بن واقد الصفار ثنا محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال بينا نحن جلوس بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال أبو سفيان إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط التين فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام أن الله تبارك وتعالى خلق السماوات فاختار العليا فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من بني هاشم من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم. [9]
وفي سندها علتان.
الأولى:
حماد بن واقد الصفار، وهو: حماد بن واقد العيشي الصفار.
ضعفه ابن معين.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو زرعة وغيره: لين.
وقال الفلاس: كثير الخطأ والوهم. [10]
والثانية:
محمد بن ذكوان.
وهو: محمد بن ذكوان الأزدي الطاحي ويقال الجهضمي مولاهم البصري ويقال مولى المهالبة.
قال أبو حاتم: محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد منكر الحديث ضعيف الحديث كثير الخطأ.
وقال البخاري: محمد بن ذكوان مولى الجهاضم منكر الحديث.
¥