تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وآكل المرار هو بن عمرو ابن حجر بن عمرو بن معاوية بن كندة.

وكان للنبي صلى الله عليه وسلم جدة من كندة، وهي السيدة أم كِلاب بن مرة، وهي التي تحدث عنها الأشعث عندما قابل النبي صلى الله عليه وسلم.

فكان العباس وربيعة يقولون نحن بنو آكل المرار لأن بنى آكل المرار من كندة كانوا ملوكاً، فكانا يقويان بهذا ليأمنوا على أنفسهم وتجارتهم ولذلك ظنت كندة أن قريشاً منهم لقول العباس وربيعة المذكور.

فصحح لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بأن النسب يكون بالآباء لا بالأمهات.

قال الإمام العلامة شمس الدين بن القيم:

قال الزهرى وابن إسحاق: كانا تاجرين وكانا إذا سارا في أرض العرب، فسئلا من أنتما؟ قالا: نحن بنو آكل المُرار، يتعززون بذلك في العرب، ويدفعون به عن أنفسهم، لأن بنِى آكل المُرار من كندة كانوا ملوكاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا، ولا ننتفى من أبينا.

وفى المسند من حديث حماد بن سلمة، عن عقيل بن طلحة، عن مسلم ابن هيضم، عن الأشعث بن قيس، قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد كندة، ولا يرون إلا أنى أفضلهم، قلت: يا رسول الله؛ ألستم منا؟ قال: لا، نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمنا ولا ننتفى من أبينا، وكان الأشعث يقول: لا أوتى برجل نفى رجلاً من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد.

وفى هذا من الفقه، أن من كان من ولد النضر بن كنانة، فهو من قريش.

وفيه: أن من انتسب إلى غير أبيه، فقد انتفى من أبيه، وقفى أمه، أى: رماها بالفجور.

وفيها: أن كندة ليس من بنو النضر بن كنانة. [4]

فكان التصحيح منه صلى الله عليه وسلم حينما قال: " نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا، ولا ننتفى من أبينا " أي لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب للأمهات فهذا كما قال الإمام بن القيم أنتفاء من الأب ورمي للأم بالفجور.

إلى هنا إنتهى كلام النصراني وما أتى به من شبهات حول نسب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وبعد أن دحضنا كل كلامه تبقي أن نعرفه طيب، وأصل، وعراقة، ومناقب نسبه صلى الله عليه وسلم.


[1] البداية ج 3 ص 361.

[2] ميزان الإعتدال ج 4 ص 181.

[3] السلسلة الصحيحة ج 5 ص 448 ح 2375، وصحيح بن ماجه 2115.

[4] زاد المعاد ج 3 ص 676.
دليل اخر قول ابو سفيان ان محمد من قريش
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِى رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ - وَكَانُوا تُجَّارًا بِالشَّأْمِ - فِى الْمُدَّةِ الَّتِى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِى مَجْلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِى يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا. فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنِّى، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ، فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ. ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّى سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَذَبَنِى فَكَذِّبُوهُ. فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَىَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِى عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ. قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ. قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ. قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير