3 " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " رواه مسلم: الصلاة (486) , والترمذي: الدعوات (3493) , والنسائي: التطبيق (1100 ,1130) , وأبو داود: الصلاة (879) , وابن ماجه: الدعاء (3841) , وأحمد (6/ 58) , ومالك: النداء للصلاة (497). وكيف نحصي خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح وحمد، وكل ثناء وكل مجد، وكل جلال وكل كمال، وكل عز وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وفضل وبر فله ومنه؟ فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هم وغم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريد إلا آواه. فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئاتوتستجلب به الحسنات. وهو الاسم الذي قامت به الأرض والسماوات، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل، وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه خقت الحاقة، ووقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عبد رب العالمين وحمد، وبحقه بعثت الرسل، وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور، وبه الخصام وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه سعد من عرفه وقام بحقه،
وبه شقي من جهله وترك حقه; فهو سر الخلق والأمر. وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلق به وإليه ولأجله. فما وجد خلق ولا أمر ولا ثواب ولا عقاب إلا مبتدئا منه ومنتهيا إليه. وذلك موجبه ومقتضاه {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} 1 إلى آخر كلامه -رحمه الله تعالى-. بدائع الفوائد"لابن القيم (1/ 22)
(الرحمن) نعت لله تعالى ولا يثنى ولا يجمع لأنه لا يكون إلا لله -جل وعزّ- وأدغمت اللام في الراء لقربها منها وكثرة لام التعريف.
و (الرحيم) نعت أيضا.
وقال ابن هشام-رحمه الله-: ((الرحمن: بدل لا نعت، وأن الرحيم بعده: نعت له، لا نعت لاسم الله سبحانه وتعالى، إذ لا يتقدم البدل على النعت)) مغني اللبيب" (2/ 89).
وتعقب ابن القيم -رحمه الله- القائلين بهذا فقال:
((قلت: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية،فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم.
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا)) بدائع الفوائد" (1/ 24).
الرحمن: ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.
الرحيم: اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أومأ إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة،والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين. وهما اسمان لله يتضمنان صفة الرحمة، واخْتُلِفَ في التفريق بينهما، وأحسن ما قيل: إن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة بالذات، والرحيم دال على تعلُّقها بالمرحوم.
فالرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله -عزّ وجلّ- ولايطلق إلاّ على الله تعالىلامطلقاً ولامضافاً، والرحمن معناه: المتصف بالرحمة الواسعة.
والرحيم يطلق على الله -عزّ وجلّ- وعلى غيره، ومعناه ذو الرحمة الواصلة، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى:
? يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ?العنكبوت21 وانظر
تيسير العزيز الحميد" (ص28 - 29) ,فتح المجيد" (1/ 11) ,شرح الصول الثلاثة لأبن عثيمين ص (11)
وأخيرا"ونلخص الدروس المستفادة من البسملة فيما يأتى:1
_انها تذكر فى سائر الأمورلبركة ذكرها ولما فيها من الثناء على الله والأستعانة به سبحانه ولذالك نحنوا مأمورون أن نأتى بها فى سائر شئون الحياة,2_أن في ذكرها اقتداء بكتاب الله تعالى واقتداء بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ,3_وفيها أثبات الألوهية لله,4_ أن فيها اثبات صفة الرحمة,5_وأثبات الرسالة حيث أن الأسماء والصفات من الأمور التوقيفية والتى لاتعلم الا عن طريق رسول ,6_فيها ثلاثة أسماء من أسماء الله تبارك وتعالى وهم الله والرحمن والرحيم, وهذة هي أهم فوائدالبسملةوتبقى شيئ يقع فيه العوام عندنا هنا_اي في مصر_ وهو أنهم لايفرقون بين التسمية والبسملة والفرق ليس كبير ولكن البسملة أعم من التسمية حيث أن التسمية مقتصرة" على قول الأنسان بسم اللله وفقط أما البسملة فهي قول العبد بسم الله الرحمن الرحيم .....
ويتبع أن شاء الله
¥