يخبر تعالى أنه يثبت عباده المؤمنين، أي: الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها، فيثبتهم الله في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومراداتها.
وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين، للجواب الصحيح، إذا قيل للميت " من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ " هداهم للجواب الصحيح بأن يقول المؤمن: " الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي "
(وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ) عن الصواب في الدنيا والآخرة، وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا أنفسهم، وفي هذه الآية دلالة على فتنة القبر وعذابه، ونعيمه، كما تواترت بذلك النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة، وصفتها، ونعيم القبر وعذابه. أ.هـ
تفسير السعدي
وقوله ((الثلاثة)):أي أن عددهم ثلاثة ,وهذا ليس أجتهادا" من الشيخ رحمة الله والله أعلم وانما هو بناها على ____ما فهمه من أثر البراء بن عازب رضي الله عنه الأنف الذكر أي من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم, والدليل على وجوب هؤلاء الثلاثة أيضا" ما جاء فى الأثروترتب من الثواب الجزيل لمن أتى بهم ,وأيضا"ما ترتب من العقاب الشديد لمن خالفهم ولم يأتى بهم.
قوله _التى يجب
أي التىيلزم \كل فرد من أفراد الم\كلفين سواء \كان ذ\كرا" او أنثى حرا" \كان او عبدا" لذال\ك عقب المصنف رحمه الله بعد قوله التى جب بقوله ...... على \كل مسلم ومسلمة تعلمها ... \
والوجب هنا مالا يعذر أحد بتر\كه, وعند الاصوليين ما يثاب فاعله ويعاقب عليه تار\كه._حاشية ابن قاسم على الاصول الثلاثة ص14طـ دار الزاحم لسنة 1423
اي يجب علىكل مسلم ومسلمة معرفة وتعلم هذة الثلاثة اصول وهي
معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً التى أشار اليها المصنف رحمه الله
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمة الله معلقا على هذة الجملة كلاما" جميلا" أنقله بنصه قال":
الأصل الأول وهو معرفة الله عز جل:
ومعرفة الله تكون بأسباب: منها النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته، وحكمته، ورحمته قال الله تعالى:} أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء {{سورة الأعراف، الآية: 185}. وقال عز وجل:} إنما أعظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا {{سورة سبأ، الآية: 46} وقال تعالى:} إن في خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب {{سورة آل عمران، الآية: 190} وقال عز وجل:} وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون {{سورة يونس، _الآية: 6} وقال سبحانه وتعالى:} إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون {{سورة البقرة، الآية: 164}.
ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها، فإذا نظر فيها وتاملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها موافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل:} أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلفا كثيراً {{سورة النساء، الآية: 82}.
ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي ن حين ساله جبريل مال الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". (أخرجه البخاري في كتاب الأيمان برقم50وطرفة برقم7774كتاب التفسير, ومسلم فى كتاب الأيمان برقم9,10 وهو عند ابو داود في سننه كتاب السنة برقم4679,والنسائي فى الأيمان وشرائعه برقم5007و5008 وهو عند أحمدبرقم186 ورقم374 والبيهقى في كتاب الشهادات برقم وابن ماجه فى المقدمة برقم64)
الأصل الثاني وهو معرفة العبد دينه:
وهومعرفة دينه الذي كلف العمل به ما تضمنه من الحكمة والرحمة ومصالح الخلق، ودرء المفاسد عنها، ودين الإسلام من تأمله حق التأمل تأملاً مبيناً على الكتاب والسنة عرف أنه دين الحق، وأنه الدين الذي لا تقوم مصالح الخلق إلا به، ولا ينبغي أن نقيس الإسلام بما عليه المسلمون اليوم، فإن المسلمين قد فرطوا في أشياء كثيرة وارتكبوامحاذير عظيمة حتى كأن العائش بينهم في البلاد الإسلامية يعيش في بعض البلاد الإسلامية يعيش في جو غير إسلامي.
والدين الإسلامي –بحمد الله تعالى- متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة: أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان أمة، فدين الإسلام يأمر بكل عمل صالح وينهي عن كل عمل سيء فهو يأمر بكل خلق فاضل، وينهى عن كل خلق سافل.
الأصل الثالث وهو معرفة الإنسان نبيه،
وتحصل بدراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من العبادة، والأخلاق، والدعوة إلى الله عز وجل، والجهاد في سبيله وغير ذلك من جوانب حياته عليه الصلاة والسلام، ولهذا ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبية وإيماناً به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه، وشدته ورخائه وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله، باطناً وظاهراً، وأن يتوفانا على ذلك انه وليه والقادر عليه. أ. ن شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين ص