الآخر، فإنه إنما يعرفه معرفة مجملة، فهكذا معرفته بمذهب أهل السنة، والحديث مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك.
وهو أعرف به من جميع أصحابه من: القاضي أبي بكر، وابن فورك، وأبي إسحاق، وهؤلاء أعلم به من: أبي المعالي، وذويه، ومن الشهرستاني، ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة، والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري، فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا وتوجيها، وهذا كالفقيه الذي يكون أعرف من غيره من الفقهاء بالحديث، وليس هو من علماء الحديث، أو المحدث الذي يكون أفقه من غيره من المحدثين، وليس هو من أئمة الفقه، والمقرىء الذي يكون أخبر من غيره بالنحو والإعراب، وليس هو من أئمة النحاة، والنحوي الذي يكون أخبر من غيره بالقرآن، وليس هو من أئمة القراء ونظائر هذا متعددة.
وقال في منهاج السنة 8/ 8:
وأما الأشعري فلا ريب عنه أنه كان تلميذا لأبي علي الجبائي لكنه فارقه، ورجع عن جمل مذهبه، وإن كان قد بقي عليه شيء من أصول مذهبه لكنه خالفه في نفي الصفات، وسلك فيها طريقة ابن كلاب، وخالفهم في القدر، ومسائل الإيمان والأسماء والأحكام، وناقضهم في ذلك أكثر من مناقضة حسين النجار، وضرار بن عمرو، ونحوهما ممن هو متوسط في هذا الباب كجمهور الفقهاء، وجمهور أهل الحديث حتى مال في ذلك إلى قول جهم، وخالفهم في الوعيد، وقال بمذهب الجماعة، وانتسب إلى مذهب أهل الحديث والسنة كأحمد بن حنبل وأمثاله، وبهذا اشتهر عند الناس، فالقدر الذي يحمد من مذهبه هو ما وافق فيه أهل السنة والحديث كالجمل الجامعة، وأما القدر الذي يذم من مذهبه فهو ما وافق فيه المخالفين للسنة والحديث من المعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية ونحو ذلك.
وأخذ مذهب أهل الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة، وعن طائفة ببغداد من أصحاب أحمد وغيرهم، وذكر في المقالات ما اعتقد أنه مذهب أهل السنة والحديث، وقال بكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة 1/ 212
[عن ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري]: كانا يخالفان المعتزلة ويوافقان أهل السنة في جمل أصول السنة. ولكن لتقصيرهما في علم السنة، وتسليمهما للمعتزلة أصولا فاسدة = صار في مواضع من قوليهما مواضع فيها من قول المعتزلة ما خالفا به السنة، وإن كانا لم يوافقا المعتزلة مطلقا.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:38 ص]ـ
وهنا فائدة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة 1/ 212
[عن ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري]: كانا يخالفان المعتزلة ويوافقان أهل السنة في جمل أصول السنة. ولكن لتقصيرهما في علم السنة، وتسليمهما للمعتزلة أصولا فاسدة = صار في مواضع من قوليهما مواضع فيها من قول المعتزلة ما خالفا به السنة، وإن كانا لم يوافقا المعتزلة مطلقا.
الذهبي أورد مثل ذلك عن ابن كلاب في تاريخ الإسلام: ذكره أنه سأل ابن تيمية عنه فأجاب بمثل ذلك أو أسهب منه ...
ولكن يعزب عني الموضع!
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 05:32 م]ـ
عندي رسالة لطيفةٌ لشيخنا المحقق أبي محمد عبد الله بن يوسف الجديع يتحدث فيها عن أبي الحسن الأشعري ويرى أن التحقيق في هذه المسألة هو: أن أبا الحسن الأشعري ليس له غير رجوع واحد، وأنه في الجملة باقٍ على عقيدة عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري، و الشيخ له إضافة على هذه الرسالة لعله يعدها للنشر بعد ذلك ..
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[14 - 01 - 10, 12:24 ص]ـ
قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
رائع والله هذا التوقيع.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 01:29 ص]ـ
عندي رسالة لطيفةٌ لشيخنا المحقق أبي محمد عبد الله بن يوسف الجديع يتحدث فيها عن أبي الحسن الأشعري ويرى أن التحقيق في هذه المسألة هو: أن أبا الحسن الأشعري ليس له غير رجوع واحد، وأنه في الجملة باقٍ على عقيدة عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري، و الشيخ له إضافة على هذه الرسالة لعله يعدها للنشر بعد ذلك ..
لا نحجر على الجديع في رأيه، ولكن رأي أئمتنا أحب إلينا منه ...
ومن قبل قال سعيد فودة: إن الأشعري رجع عن الاعتزال وهو في سن الأربعين، لا أنه بقي أربيعين سنة متعزليًا ... ولم يأت بدليل ..
وهذه الآراء المحدثة كلها بخلاف مقالات أهل التحقيق والاطلاع والاستقراء التام كابن تيمية والذهبي وابن كثير ونحوهم.
فالسلامة في أقوالهم والخير في علومهم ...
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 04:14 م]ـ
أخي الأموي -حفظك الله-ممكن تنقل لي تتبع الأئمة الذين ذكرت واستقرائهم التام بنصه ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 10:37 م]ـ
أخي الأموي -حفظك الله-ممكن تنقل لي تتبع الأئمة الذين ذكرت واستقرائهم التام بنصه ..
أحيلك على مقدمة حماد الأنصاري لكتاب الإبانة ففيه كفاية .... وكذلك راجع فهارس مجموع الفتاوى وتتبع كلام ابن تيمية فيه ... سيوافق الخبر الخبر إن شاء الله.
¥