ولتعلّم للأطفال في مدارس الأحد وللكبار ولا يكتشف الرجال والنساء أن المسيحية بها تناقض. وعندما أخذت المصحف أخذته والتحدي يملؤني أن أستخرج أشياء كثيرة جداً وعندما فتحت المصحف دون ترتيب على سورة الأنعام ووقعت عيني على الآية الكريمة: {فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125].
- وأخذت أفتح المصحف لخمس مرات وتأتى على نفس الآية فاقشعر جسدي بشدة. واستوقفتني كثيراً هذه الآية ودائماً كنت أهيم بفكري في مضمونها. وكان ذلك بداية التحول في حياتي .. وبعد مرور شهر من بحثي المتواصل في القرآن، جاءني الأسقف وكان رئيس أسقف الشباب ليعرف ما توصلت إليه بعد قراءتي للقرآن وما هي المغالطات التي أحرزتها في تلك الفترة بعد البحث العميق؟
- فأمسكت ورقة وقلما وكتبت: "لم أجد في القرآن أيَّ تناقض" وذيلت الورقة بإمضائي مجردة من لقب الأرسوزكية الذي خلعته علىَّ الكنيسة وقد تسرب أمري عن طريق زوجتي والتي كلفتها الكنيسة بمراقبتي وأعطيت الورقة إلى أسقف الشباب بإمضاء جمال زكريا فوضعها في جيبه وبعد الاجتماع وضع يده على كتفي وبعد انصراف الحاضرين قال لي: اترك ما تفكر به وانتظر مفاجأة الشهر القادم.
- وفى اجتماع الشهر التالي: قرروا تعييني قساً بعد دراسة أربعة أشهر في الكنيسة الإنجيلية بالقاهرة. فأمسكت بالميكرفون وقلت إنني لا أستحق هذا الشرف أشكركم، ومن هنا تأكدوا أنني أسير في الاتجاه المعاكس لما أرادوه منى وزوجتي توافيهم بأخباري أولاً بأول فعلموا أنني أتدارس الكتب الإسلامية وأقضى معها طيلة وقتي وكان أكثرها كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبى حامد الغزالي.
متى أعلنت إسلامك على الملأ؟ ومن شجعك على هذه الخطوة؟
ظللت في رحلتي للبحث عن الحقيقة سنوات طويلة والحيرة والقلق ينتاباني ويساورنى الشك القاتل فيما أقرأ في كتب النصرانية لدرجة أدت إلى نقصان وزنى 18 كيلو جراماً من جراء التفكير والتساؤلات. ثم هداني الله عز وجل للاتصال ببعض علماء الإسلام وقراءة بعض الكتب الإسلامية واعتبرت القضية قضية تحد حقيقي بيني وبين نفسي وظللت أطالع هذه الكتب حتى تكونت عندي مكتبة تحتوى على 1500 كتاب عن الإسلام وبعدها أدركت عظمة الإسلام.
- أما عن اليوم الذي أعلنت فيه إسلامي على الملأ ففي أثناء عملي في إحدى المؤسسات الصحفية القومية مع بعض الصحفيين كنا بجوار مسجد يقوم بتوزيع الهدايا على فقراء المسلمين. فجاءتني سيدة وأصرت أن تحدثني قائلة أنا أحق من كل هؤلاء وقبل أن تبدأ في سرد قصتها أشرت إليها أن تخاطب أحد الصحفيين وأفهمتها أنه سيساعدها فقالت: أنا كنت من أسرة غنية تدين بالنصرانية واعتنقت الإسلام وتركت كل مالي عند أهلي وتزوجت بأحد فقراء المسلمين، ثم توفى تاركاً لي ثلاثة أطفال دون أي مصدر للعيش. وباستطراد ما بقى من قصة هذه السيدة، كنت في هذا الوقت يساورنى التردد في أمر إشهار إسلامي حيث إن عائلتي بالصعيد وأنا أقيم في منزل أسرة زوجتي ولما سمعت مضمون قصة المرأة، شعرت وكأنها رسالة من الله، فأعلنت على الفور إسلامي بيني وبين نفسي، وصليت العصر بأحد المساجد، وفى اليوم التالي ذهبت مبكراً لدار الإفتاء وأشهرت إسلامي ثم عدت إلى عملي وأعلنت هذا أمام زملائي.
موقف الكنيسة منك بعد إشهار إسلامك؟
في البداية حاولوا إغرائي مادياً وبأموال طائلة ثم مساومتي على أولادي ثم بالتهديدات وكان من بين تهدياتهم أن كلفت الكنيسة بأمري عضو نقابة المحامين بلندن وشيكاغو لتبنى قضيتي وإرهابي وإذلالي .. وإعادتي إلى ظلام الجهل زاحفاً لهم؛ فقد استخدم أثنى عشر شيكاً بدون رصيد وتم حبسي ولكن النيابة أفرجت عنى وكل هذا لم يزدني إلا إصراراً على تمسكي بعقيدتي التي يريدون أن يرجعوني عنها، وأقسمت ألا أتوقف ولا أتراجع عن نشر الدعوة بين المسيحيين الذين مازالوا في أروقة ودهاليز الضلال وظلام الجهل بما عرفوه من الكنيسة ورجالها.
هل كان لك دور في إسلام أحد ومن أبرزهم؟
¥