تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجوزي، وكان سيفا مسلولا على أهل البدع رحمه الله تعالى)) اهـ

قلت: أما قوله (وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا: (صفة فعل) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات) اهـ فالواجب الذي لا يرتاب فيه البصير أن الله خاطب خلقه بما يعرفون معناه لا ما يجهلونه ثم إنه أراد منهم أن يفهموا نصوصه علي ظاهرها فلا يحرفوا الكلم عن مواضعه ولا يبدلوا النص بعد ثبوته فمعني توحيدنا لله تعالى ان نثبت له ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وكذلك ننفي عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله لأنه كما قال نعيم بن حماد شيخ البخاري: (من شبه الله بخلقه كفر و من جحد ما أثبته الله لنفسه كفر) فيمرون النصوص كما جاءت علي ظاهر معناه مع اعتقاد ان الله ليس كمثله شيء ولا يشبه شيئاً من خلقه. وأما قوله (ولم يقنعوا بأن قالوا .... إلخ) فكما قال ابن القيم:

ما ذنبهم ونبيهم قد قال ما قالوا كذاك منزل الفرقان

ما الذنب الا النصوص لديكم إذ جسمت بل شبهت صنفان

ما ذنب من قد قال ما نطقت له من غير تحريف ولا عدوان

ما ذنب أهل السنة إذ قالوا إن لله صفات موافقين ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة أن أمير رجلاً بعث أميراً علي عهد رسول الله فكان يقرأن لهم فيختم بقل هو الله أحد فسألوه عنها فقال (لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا) فأقره النبي وقال: (أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّهُ)؟!

وروي البيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 38 - 39) بسند حسن عن ابن عباس أَنَّ الْيَهُودَ جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ، وَلَمْ يُولَدْ، فَيَخْرُجُ مِنْ شَيْءٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَلا شَبَهٌ فَقَالَ: هَذِهِ صِفَةُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَتَقَدَّسَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حَدَّثَنَا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا أبو هلال محمد بن سليم، حَدَّثَنَا رجل، أن ابن رواحة البصري، سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد هل تصف لنا ربك؟ قال: نعم، أصفه بغير مثال.

ولم ينكر لفظ الصفة فيما نعلم أحد من المنتسبين إلى السنة غير ما حكاه أبو محمد ابن حزم لما قال: ((وأما إطلاق لفظ الصفاة لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظة الصفات ولا على لفظ الصفة ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات نعم ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين ومن كان هكذا فلا يحل لأحد أن ينطق به ولو قلنا أن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده بل هي بدعة منكرة قال الله تعالى. إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن تتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى.

وإنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة وحسبنا الله ونعم الوكيل)) انتهى وهذا كلام ظاهرة سوأته وبائنة عورته ولا يحل اعتقاده لمخالفته النصوص الصحيحة المتقدمة والله أعلم.

وأما قوله (قالوا: (لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على معنى نعمة وقدرة، ولا (مجيء وإتيان) على معنى بِرٍّ ولطف، ولا (ساق) على شدة)، بل قالوا: (نحملها على ظواهرها المتعارفة) اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير