رحمه الله: "المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به; لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر، وقرره المحققون من أهل العلم؛ أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله؛ لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه لا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعلمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك; كل ذلك من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، حيث قد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى فيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الموالد، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه، والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، وهذا هو الحب الصادق كما قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، فحب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله، والاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ".
وبعد: فإننا نظن أن قد بَطُلَ احتجاج من يحتج على مشروعية المولد، وتبين أنه بدعة محدثة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبصرنا ديننا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدينا ويهدي ضال المسلمين إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
بقلم أبي عبد الله محمد العبدلي
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[03 - 03 - 10, 05:57 م]ـ
الحمد لله الذي أنزل علي عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا قيما، و الصلاة و السلام علي رسول الله و نبيه محمد .. و بعد
لله در أهل السنة و الجماعة؛ فهم -بفضل الله تعالي عليهم-متي قالوا أو عملوا أجادوا و أفادوا، بحيث لا مزيد عليهم، ولا تعقيب يخالفهم.
و لقد هممت أن أكتب في هذا الموضوع، لكن الإخوة سبقوني، فقالوا أفضل مما كنت أعزم قوله،و أبانوا، فتذكرت موقف عمر (رضي الله عنه) مع أبي بكرالصديق (رضي الله تعالي عنه) يوم الثقيفة.
أحببت أن أضيف شيئا قليلا -كمزيد بيان-علي ما قاله أخي محمد بن عبد الله العبدلي حول الشبهة السابعة -علي ما أذكر-وهي (صيامه صلي الله عليه وسلم يوم الإثنين معللا ذلك صلي الله عليه وسلم بقوله: ذاك يوم ولدت فيه) فأقول:
- كان صلي الله عليه و سلم يصوم كل يوم إثنين من الأسبوع و ليس يوم إثنين بعينه.
- كان صلي الله عليه وسلم يضم إليه يوم الخميس، مبينا علة ذلك بأن الأعمال ترفع فيهما أسبوعيا؛ فأحب صلي الله عليه وسلم أن يرفع عمله و هو صائم.
- أن النبي صلي الله عليه وسلم تقرب إلي تعالي بعبادة مشروعة؛ وهى الصيام.
-لم يفهم الصحابة (رضوان الله تعالي عليهم) - وهم أكثر هذه الأمة فهما و سَدادا-أن هذا أمر منه صلي الله عليه وسلم أن يصوموا يوم الإثنين بنية الإحتفال بمولده صلي الله عليه وسلم،و الدليل أن احدهم لم يتخذ يوم مولده هو شخصيا يوم احتفاء و احتفال؛كأن يكون ولد يوم الأربعاء مثلا فيصوم هذا اليوم.
أن المنة منه سبحانه وتعالي كانت ببعثة محمد وليس بمولده؛ قال الله تعالي"لقد من الله علي المؤمنين إذ بعث فيهم ... "الآية.
هذا والله تعالي أعلي و أعلم.
و السلام عليكم و رحم الله و بركاته.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 02:56 م]ـ
شبهات وردود حول المولد
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/d.htm
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 09:23 م]ـ
جزكم الله خيرا ونفع بكم