تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن الصحابة رضوان الله عليهم في عهده صلى الله عليه وسلم وبعد عهده وكذلك التابعين كانوا يتخاطبون بأن هذه الآية ناسخة لتلك الآية وأن تلك الحادثة مشابهة لتلك الحادثة المنصوص على حكمها وأن هذا خبر واحد يستدل به على إثبات حكم شرعي وأن هذا قول صحابي في مسألة ما وأن هذه مصلحة ينبغي أن تراعى ونحو ذلك وهذه موضوعات أصول الفقه فأصول الفقه موجودة عندهم وإن لم يسموا ذللك بالمصطلحات الموجودة الآن وعلى هذا لا يكون علما مبتدعا

وأقول لهم أيضا هل كان علم الجرح والتعديل على عهد النبي والصحابة؟

وجوابهم هو جوابنا

الشبهة الثالثة: " اجتهاد الصحابة مع عدم وجود أصول الفقه "

قالوا: إنكم جعلتم علم أصول الفقه أهم شرط من شروط الاجتهاد فلا يمكن لأي شخص أن يبلغ درجة الاجتهاد إلا إذا كان عارفا مدققا في أصول الفقه، كيف يستقيم ذلك وقد كان الصحابة وأتباعهم من كبار المجتهدين، ولم يكن هذا العلم موجودا حتى جاء الشافعي وصنف فيه، وسماه بهذا الاسم؟

الجواب:

أقول: إن الصحابة وأتباعهم من كبار التباعين كانوا من أعلم الخلق بالعلوم التي يتهذب بها الذهن ويستقيم بها اللسان كأصول الفقه وعلم العربية، فالله عزّ وجلّ قد اختارهم ليكونوا أصحاب نبيه فلم يقع عليهم الاختيار إلا لأنهم خير من غيرهم في كل الأمور فهم الذين بذلوا النفس والنفيس من أجل نصرة الله ورسوله وهم الذين حملوا الشريعة إلى من بعدهم حتى وصلت إلينا

ولذلك كانوا أفهم الخلق بدلالت الألفاظ، والصحيح من الأدلة والفاسد، وكانوا عالمين بالقواعد الشرعية ومقاصد الشريعة، متتبعين لها، محيطين بها، وكانوا متمرسين على ذلك وهذه الممارسة أكسبتهم قوة يفهمون من خلالها مراد الشارع وما يصلح من الأدلة وما لا يصلح، وعرفوا كل ذلك بسبب مشاهدتهم نزول الوحي وسماعهم الحديث من في النبي صلى الله عليه وسلم ومن كانت تلك صفاتهم فإنهم عارفون لكل ما يبحث في علم أصول الفقه وإن لم يسموه بهذا الاسم

ولكن بعد ذهابهم قد فسدت الألسن وتغيرت الفهوم وكثرت الحوادث التي تحتاج إلى مجتهد لاستنباط أحكام شرعية لتلك الحوادث فالشخص الذي يريد بلوغ مرتبة الاجتهاد لاستناط تلك الحوادث من الكتاب والسنة يحتاج إلى قواعد يستند إليها؛ ليكون أخذه منهما صحيح، فوضع الإمام الشافعي قواعد لذلك وجمعها في علم مستقل وسمها بأصول الفقه وهي تسمية صحيحة مطابقة لمسمها، والمقصود: أدلة الفقه والقواعد التي يستند إليه الفقيه، إذا أراد استنباط حكم شرعي من دليل تفصيلي.

الشبهة الرابعة " القصد من تلعمه الرياء والسمعة "

أن هذا العلم لا يتعلم لقصد صحيح، بل يتعلم للرياء والسمعة

الجواب:

هذا غير صحيح جملة وتفصيلا، حيث أن المقصد من تعلم أصول الفقه هو معرفة كيفية اسنتباط الأحكام الشرعية من الأدلة

وكل شخص سيحاسبه الله عن قصده في تعلم أي علم من العلوم حتى لو كان القرآن الكريم فهل تقولون بإهمال القرآن وترك تعلمه؟!!

الشبهة الخامسة:

أن هذا العلم يتعلم للتغالب والجدال والمناظرة لا لقصد صحيح

الجواب:

إن الجدل الموجود في أصول الفقه وسيلة لحق وإذا كان الجدال بهذه الصفة لا يعاب به ولا تنقص قيمته من أجله حيث إن الجدال الحق من شأن الأنبياء والمرسلين

فقد أقام الله سبحانه وتعالى الحجج وعامل عباده بالمناظرة فقال: ((لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)) وقال: ((فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)) وقال لملائكته: ((أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) وذلك لما قالت الملائكة: ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ))

وتناظرت الملائكة، قال تعالى: ((مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ))، وتجادلت الأنبياء فيما بينهم فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (احتج آدم وموسى فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فحج آدم موسى فحج آدم موسى). ثلاثا (البخاري ومسلم)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير