يصعب جدا أن تجد في ألفاظ نابية أو قبيحة في العربية، و العرب كانوا يكنون عن أمور يمجها الذوق العربي و لا يصرحون بأسمائها، مثل كلمة الغائط تعني في أصل الوضع المكان المنخفض لكن العرب استعملته للدلالة على قضاء الحاجة. و انتقل الأمر إلى القواعد العربية، مثل ذلك قول عائشة رضي الله عنها"ما رأى مني و لا رأيت منه" أي النبي صلى الله عليه وسلم. يقول النحويون: المفعول به هنا محذوف لأن العرب تمج أن تتلفظ باسم العضو الجنسي.
و لست هنا أفاضل بين العربية و الأمازيغية، و إنما أثر في نفسي سلوك أفراد سامحهم الله، يهجرون العربية و يتحدثون بالفرنسية. أما الأمازيغية فهي لغة سامية مثل العربية.
و أضيف أمرا آخرا، هو أنه يصعب في المغرب أن تفصل بين ذوي الأصول العربية و الأمازيغية، لأنهم اختلطوا وتزاوجوا و تناسلوا جميعا، فاختلطت دماؤهم ويصعب إن لم نقول يستحيل الآن أن تجد عربي لا تجري فيه دماء أمازيغية، و العكس صحيح. إما من أمومة أو أبوة أو خؤولة أو عمومة أو مصاهرة ...
أمر آخر و هو أن المغرب لم يعرف هجرات عربية في زمن الإسلام الأول، و إن القبائل العربية التي هاجرت إلى المغرب كانت في زمن متأخر في عهد الموحدين- في عهد يعقوب المنصور الموحدين- و لم تتجاوز قبيلتين ثنتين هما بني سليم و بني هلال، و يتركزان بالأساس في منطقتي الحوز و الغرب. و كان هذا في زمن انتشر فيه الإسلام في المغرب بل صار المغاربة يدافعون و ينشرون الإسلام في أوروبا وإفريقيا. و كانت أكبر دولة إسلامية في شمال إفريقية دولة المغرب الإسلامي. و هي الدولة الموحدية. أما دخول اللغة العربية إلى المغرب فكان مع دخول الإسلام، مع العلم أنها كانت منحصرة في المدن الكبرى مثل فاس و مراكش، و أنها كانت لغة العلم و الفقه. أنا أيضا من قبيلة صنهاجة، و هي – كما يقول المؤرخون- من اليمن لكنها عندما دخلت المغرب أصبحت أمازيغية. رغم أن لسانها الآن عربي، لأنها تعربت و اختارت العربية أداة تواصل.
و بهذا تنحصر الفجوة المختلقة بين العرب و الأمازيغ.
أما هذا النقاش الذي نراه يتأجج اليوم، لم يكن معروفا في التاريخ الإسلامي، ولم تكن تثار مثل هذه القضايا، إلا مع مجيء الإستعمار الفرنسي، الذي مهد لاحتلال المغرب بالتفرقة بين أبنائه، بين عربي وأمازيغي، أي التفريق على أساس عرقي، كما استغل، الاحتلال، في المشرق المسألة الطائفية، ولهذا ركب المحتل هذه المسالة المفتعلة للتفرقة بين أبناء المغرب، و من أجل القضاء على السلم و التعايش الاجتماعي بين مكونات هذا البلد الحبيب.
أنا ضد الذين ينادون بإحياء التقاليد والثقافة الوثنية التي كان عليها الأمازيغ قبل الإسلام،
-كما كان عليه العرب قبل الإسلام- و ضد الذين يجعلون العربية لغة احتلال، و أن دين الإسلام دين دخيل، و يدعون إلى العودة إلى ما كان عليه قبل الإسلام من وثنية وشرك. وضد التوظيف السياسيوي للمسألة الأمازيغية كإديولوجية لمواجهة الصحوة الإسلامية، كما أنبه أن كثيرا من الماركسيين اخترقوا صفوف الأمازيغيين بعد فشل إيديولوجياتهم الماركسية، وصارت بضاعة بائرة في سوق الأفكار وألقي بها في مزبلة التاريخ.
أنا معك أخي في معانات الإخوة الأمازيغ، لكن ليسوا و حدهم الذين يعانون، الكل يعاني في المغرب، الشباب يعاني من البطالة، و المتدينون يعانون من مضايقات الأمن و من التفسيق و التمييع الموجه، الأمازيغ يعانون من حصر استعمال لغتهم في نطاق ضيق، لكن الآن تظهر بعض الانفراجات بعد إنشاء المعهد الأمازيغي، و تدريس الأمازيغية في المدارس، و زيادة حصص الأمازيغية في وسائل الإعلام. أما استعمال القضية الأمازيغية، باعتبارها إديولوجية، ضد العربية و الإسلام فلا أوافقها.
ـ[مصلح]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:45 ص]ـ
ما شاء الله
قصيدة رائعة
ـ[إيهوم محند]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:18 ص]ـ
الأمازيغية والتطرف العلماني
هناك تيارٌ أما زيغي عريض يتمثل في بعض الأحزاب والجمعيات التي تهتم بالدفاع عن حقوق الأمازيغي، وإعادة الاعتبار للثقافة الأمازيغية بالمغرب
¥