ألستَ بالأمس تقضي الليل في سهر * * * * بحثا تنقح ما قد خط كفاكا؟
ألستَ بالأمس تفتي كل سائلةٍ * * * * عن الشريعة إذ ترضى بفتواكا
ألستَ بالأمس تُلقي الدرسَ مجتهداً * * * * كأنََّ ربي من الأسقام عافاكا؟
هنا وقفنا وذي الآمالُ مشرِقةٌ * * * * وكم نودُّ بأن نحظى بلقياكا
غادرتَ جدةَ عبر الجو متجهاً * * * * لأرض (ألمانيا) والله يرعاكا
وعُدتَ منها إلى أرض الحجاز وقد * * * * أصبحْتَ مُغْمى فلم تظفر بجدواكا
مرَّت ثلاثةُ أيامٍ وليس بها * * * * عضوٌ تحرَّك إلا القلبُ واساكا
وقد تحرَّكت الأفواه داعيةً * * * * من كل صوب بأن يشفيْك مولاكا
وقد تفيق من الإغماء مُحتَمِلا * * * * مؤمِّلاً أن تولِّي عنك بلواكا
متمتماً بحديث الترمذيِّ كما * * * * روى أبو عزَةٍ [1] ( http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3#_ftn1) تُعلي به فاكا
حتى تشهَّدتَ عند الموت مبتسماً * * * * وفاضت الروحُ إذ عادت لمولاكا
وجاءنا الخبر المحزون بعد عشًا * * * * في يوم سبتٍ [2] ( http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3#_ftn2) بأنْ فارقتَ دنياكا
فسال دمعُ محبٍ كان يعرفكم * * * * أو لم يكن [3] ( http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3#_ftn3) كان للتحديث يهواكا
ولو نظرتَ إلى دماجَ ساعةَ أن * * * * كانتْ وفاتُك ما صدَّقْتَ مرآكا
فكلُّ فردٍ غدا يبكي فدمعتُه * * * * على رُبا الخدِّ قد سالتْ لذكراكا
مضوا يدوكون كالأيتام كنتَ لهم * * * * أبًا رحيمًا وذا ربي توفَّاكا
لو كان يُقبلُ منهم أن يُزاد لكم * * * * في العمر ما من فتىً إلا وأعطاكا
لكنْ وصيتُك العظمى تسطِّرها * * * * فيها الثبات بأن نمضي لمرماكا
فخيًم الحزْنُ في دماجَ يعقُبُه * * * * حزْنٌ، إذا ما تذكَّرنا محيَّاكا
حتى أتتْنا وصايا أن نكون على * * * * صبرٍ لما مسَّنا من عمْق بلواكا
منها وصيةُ من قد قلتَ عنه: أبٌ * * * * لدعوة الله , من بالأمس واساكا
أعني ربيعًا [4] ( http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3#_ftn4) تواسينا وصيته * * * * بأن نسير على وِفْقٍ لممشاكا
هنا أنادي بهذا الدرب كل أخٍ * * * * أنَّا نسير على ما شاد كفّاكا
فالشيخ يحي [5] ( http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3#_ftn5) سيحيي ذكركم أبدا * * * * علْماً وهدْياً على ما كان مسعاكا
فأكملِ السيرَ يا يحي فنحن لكم * * * * رِدْءٌ وأيماننا في صف يُمناكا
يا أهلَ دماجَ سُلْواناً وتعزيةً * * * * منَّا إليكم إذا ما غمَّنا ذاكا
ناصرتُم شيخَكم في مهْد دعوته * * * * حتى أزال بنور الحق إشراكا
فتلك دعوته في الناس ماثلةٌ * * * * قامتْ على سُوقها لم تخش أفاكا
فآزِرُوهَا متى ما فيكم نفسٌ * * * * فإنها العزُّ لا عزٌ سِوى ذاكا
هذا وإنَّك يا شيخي مضيتَ إلى * * * * مقابر العدْل فيها صار مثواكا
غُيٍبتَ في لَبِنات اللحْد منفرداً * * * * فكيف يهنأ شخصٌ حين واراكا؟
سقى الإله رفاتاً ضمَّها جدَثٌ * * * * ورحمةُ الله طولَ المكث تغشاكا
فإن يكن بتراب الأرض منزلكم * * * * فقد ثوى بين ذاك التُرْب شيخاكا [6] ( http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3#_ftn6)
فقرّ عيناً ونمْ نومَ العروس به * * * * فسوف نحصد ما تبذره كفاكا
وإنَّك اليوم يا شيخي مضيتَ إلى * * * * ربٍ رحيمٍ وعند الله عُقباكا
فاللهَ أسأل أن تبدو صحيفتكم * * * * يوم القيامة نورا بين يمناكا
والله أسأل أن تُجزى بجنته * * * * وأن يكون بدار الخلد مأواكا
ثم الصلاةُ على المختار من مضرٍ * * * * ما غيَّبَتْ سُحبُ الأحزان أفلاكا
كان الفراغ منها قبيل غروب شمس يوم
الأربعاء الموافق للخامس من جمادى الأولى عام (1422هـ
اليمن – صعدة – دار الحديث بدماج حرسها الله تعالى
بقلم الشاعر
أبي رواحةعبد الله بن عيسى الموري
[1] ( http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3#_ftnref1) إشارة إلى حديث أبي عزة يسار بن عبد مرفوعاً: إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة , أخرجه الترمذي وهو في ’’الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين‘‘ لشيخنا مقبل بن هادي الوادعي وكان كثيراً ما يسأل عنه ويكرره حتى أنفاسِه الأخيرة رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
¥