[مرثية بن عثيمين رحمه الله]
ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 12:31 م]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فهذه القصيدة تعد تعزية ورثاء .. في فقيه العلماء .. وعالم الفقهاء ..
وحامل اللواء .. وناشر علم السلف في سائر الأنحاء والأرجاء …
من كان متصفاً بخصال البر ودلالات الذكاء. سماحة الوالد العلامة الشيخ /
محمد بن صالح العثيمين
المدرسة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالقصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بعنيزة،
أنار الله له قبره، ورفع له في الآخرة قدره، وأسكنه فسيح الجنة عند مليك مقتدر.
كان ركنا ثابتاً فانهدما
تساءل المجد هل طود الهدى مالاً؟ * * * أم فتنة كسرت باباً وأقفالا؟
أم قد تهاوت نجوم الكون ثاوية؟ * * * في أرضنا أحدثت قرْعاً وأهوالا
فصيَّرت من رياض الأرض طائفةً * * * بلاقعاً وعيونَ الماء أوحالا
ألم يزل جُرْحُ فقْد الباز يجرحنا * * * بموته كم أمات اليوم آمالا؟
ألم تزل بقيود الحزن أفئدة * * * موثوقة؟ أُقفِلت بالغم إقفالا؟
ألم يزل ناصر للدين يؤلمنا * * * فراقه حين تاج العلم قد نالا؟
ألم تزل بفراق الشيخ تثقلنا * * * كتائبٌ من هموم البين إثقالا؟
شيخان قد تركا الدنيا زهرتها * * * لم يصحبا معهما أهلاً ولا مالا
كانا كركنين للتعليم فانهدما * * * وأصبحا في بطون الأرض أوصالا
حتى هوى ثالث الأركان حين مضى * * * ذاك العثيمين من لله قد آلا
ذالك الذي كان من أثار سيرته * * * حُسْن اللقاء وكم قد فاق أفعالا
فوجهه مشرقٌ في حُسْن طلعته * * * صبحا يهز كيان الليل إن طالا
جم التواضع في الأخلاق جامعةٌ * * * ما كان يمشي أمام الناس مختالا
تراه إن مرَّ بالصبيان قال لهم * * * سلام ربي عليكم تبْلغ الآلا
أوقاته لم تكن في القيل ضائعة * * * ولم يكن بوخيم الإفك قوالا
سامي المقام رفيع القدر منزلة * * * جنابه كم يفوق القوم إجلالا
تراه من هيبة يبدو بصورته * * * ليثا يكسِّر عبْر القيد أغلالا
علوُّ كعب بهذا العلم بل رسخت * * * أقدامه من جنا التأليف قد نالا
ألم يكن ممتعاً للناس مُمتِعُه * * * بشرحه الزاد كم قد حلَّ إشكالا
شرْح الرياض رياض في حدائقه * * * فكم يهز غصون الشوق آصالا
وانظر إلى شرحه التوحيد إن له * * * قولاً مفيداً به قد صار سربالا
أسفاره في الورى كالشمس مسفرةً * * * علومُها إذ حوت من ذاك إشكالا
هذا وإن كان في أرض القصيم فكم * * * يعطي من العلم تدريساً وأقوالا
فإن أتى نحو بيت الله كان له * * * درس يقدمه عذبا وسلسالا
وجاءنا اليوم والأمراض تنهشه * * * وكم يقاوم ألاماً وأحمالا
حتى أتته منايا الموت شاهرةً * * * صمصامها حين دمع الكل قد سالا
سقطت يا ثالث الأركان حين علت * * * أنفاسك اليوم ترجو الرب آمالا
فليس باقٍ سوى الرحمن خالِقنا * * * وأنه ضارب للخلق آجالا
وسار جثمانه بعد الصلاة إلى * * * مقابر العدل لا عمًّا ولا خالا
فجاور الباز عِلْمًا ثم جاوره * * * من بعد ذلك قبراً صار منهالا
فإن توارت أسود الأرض في زمنٍ * * * فحسبها تَركَتْ للأمن أشبالا
حررت في الساعة الخامسة والنصف قبل فجر يوم الأربعاء الموافق لليوم
السادس من شهر
ذي القعدة لعام 1421هـ
المملكة العربية السعودية – مكة المكرمة – جبل السودان
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
منقول