[أبيات قيلت في الشيب]
ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فهذه أبيات قيلت في الشيب جمعتها إجابة لطلب أخينا الفاضل
الشيخ أبي رواحة شاعر أهل السنة والجماعة عسى الله أن ينفعنا بها.
..................................................
وحبيب طوى وصالي لما * * * نشر الشيب خلتي بعد صون
ظن صبغ الشباب صبغ الليالي * * * فاصطفاها علي أكبرعون
حال حين استحال لون شبابي * * * باعني في الهوى بفاضللون
...............................................
لاحُسْن للدُّنيا لديَّ ولا أرَى * * * في العَيْشِ بعدَ أبي وصِنْوي مأرَبا
لولا التَّعَلُّلُ بالرّحيل وأننا * * * نُنْضي من الأعمال فيها مَرْكَبا
فإذا ركَضْنا للشَّبيبة ِ أدْهُما * * * جالَ المشيبُ به فأصْبَح أشْهَبا
.................................. ............
أألآنَ لَمّا اعْتَمّ بالشّيبِ مَفرِقي * * * وَجَلّى الدُّجَى عَنْ لِمّتي لَمَعانُهَا
وَنَجّذَني صَرْفُ الزّمَانِ وَوُقّرَتْ * * * على الحلم نفسي وانقضى نزوانها
تَرُومُ العِدا أنْ تُسْتَلانَ حَمِيّتي * * * وقبلهمُ أعدى عليَّ حرانها
أنَا الرّجُلُ الألْوَى الذي تَعرِفُونَهُ * * * إذا نُوَبُ الأيّامِ أُلقِي جِرَانُهَا
إذا كان غيري من قريشٍ هجينها * * * فإنّي على رغمِ العدوّ هجانها
..........................................
عَلاَ حاجِبَيَّ الشَّيْبُ حتّى كأنّه * * * ظباءٌ جرت منها سنيح وبارحُ
فأصبحتُ لا أبتاعُ إلا مؤامراً * * * وما بيعُ من يبتاعُ مثليَ رابحُ
..........................................
لون الشبيبة أنصل الألوان * * * وَالشّيبُ جُلُّ عَمَائِمِ الفِتْيَانِ
نَبتٌ بأعلَى الرّأسِ يَرْعاهُ الرّدى * * * رَعْيَ المَطِيّ مَنابِتَ الغِيطانِ
الشّيبُ أحسن غير أنّ غضارة * * * للمَرْءِ في وَرَقِ الشّبَابِ الآني
وكذا بياض الناظرين وإنّما * * * بِسَوَادِهَا تَتَأمّلُ العَيْنَانِ
لهفي على زمن مضى وكأنّني * * * مِنْ بَعدِهِ كَلٌّ عَلى الأزْمَانِ
..........................................
بان الشبابُ وأَمْسَى الشَّيْبُ قد أَزِفَا * * * ولا أرى لشبابٍ ذاهبٍ خلَفا
عاد السوادُ بياضاً في مفارقهِ * * * لا مرحباً هابذا اللونِ الذي ردفا
في كلِّ يومٍ أرى منه مبيِّنة ً * * * تكاد تُسْقِطُ منِّي مُنَّة ًأَسَفَا
ليت الشَّبَابَ حَلِيفٌ لا يُزَايِلُنا * * * بل ليته ارتدّ منه بعضُ ماسلفا
..........................................
أراعي بلوغ الشيب والشيب دائيا * * * وأفني الليالي والليالي فنائيا
وَمَا أدّعي أنّي بَرِىء ٌ مِنَ الهَوَى * * * ولكنني لا يعلم القوم ما بيا
تَلَوّنَ رَأسِي، وَالرّجَاءُ بحَالِهِ * * * وَفي كُلّ حَالٍ لا تَغُبّ الأمَانِيَا
..........................................
غَيَّرَتْهُ غِيَرُ الدَّهْرِ فشابْ * * * ورمته كلُّ خود باجتناب
فغدا عند الغواني ساقطاً * * * كسقوط الصفر من عد الحساب
وتولى عنه شيطانُ الصبا * * * إذ رماه الشيبُ رجماً بشهاب
وكأنَّ الشَّعَرَ منه سَعَفٌ * * * يلتظي فيه شواظٌ ذو التهاب
أيها المُغْرِى بِتأنِيبِ شجٍ* * * سُلّطَ الوجد عليه، هل أناب؟
هامَ، لا همتَ، من الغيد بمن * * * حبّها عذبٌ، وإن كان عذاب
لمتَ، لا لمتَ، عميداً قلبهُ * * * عن سماعِ اللوم فيها ذو انقلاب
والهوى باقٍ مع المرء إذا * * * كان من عصرِ الصِّبا عنه ذهاب
..........................................
وإذا المشيب بدا به كافوره * * * كَفَرتْ به فكأنَّه الطَّاغوت
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري به * * * عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيت
..........................................
والَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ * * * منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ
لَم أَدْرِ ما يَدُه حتىَ رَشَّفَه * * * فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ
قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ * * * حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ
فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه * * * ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ
¥