ومع التاريخ المعاصر، نشير إلى (أعمال الأعلام)، القسم الثاني نشر بالرباط [7]، و الثالث بالدار البيضاء [8]، و من تطوان صدرت رسالة (مقنعة السائل من المرض الهائل)، و نشر منها بالأعداد الأولى من مجلة لسان الدين، و ثالثا: (مثلى الطريقة) ثم (التعريف بالحب الشريف) [9].
و قد كان هذا أول الرسائل التي ناقشتها جامعة محمد الخامس عن تراث ابن الخطيب، و هي التي تحمل عنوان (الشاعر لسان الدين ابن الخطيب).
و من كلية الآداب بالرباط نشير إلى (معهد مولاي الحسن) بتطوان، فيقترح بين أبحاثه لجائزة 1948م، موضوع (وزير غرناطة و مؤلفاته).
و في نفس المدينة تنظم كلية الآداب (ندوة ابن الخطيب)، حيث كان بين تدخلاتها عرض الأستاذ الباحث عبد السلام شقور، و فيه أعلن عن عثوره على قطعة جديدة من كتاب (الإحاطة)، و هي التي نشرها – وشيكا – بطنجة.
و إلى هنا نتبين من هذا المسرد ألوانا من تقدير المغرب لتراث لسان الدين ابن الخطيب، و نضيف لذلك تميز الجهة ذاتها، بأنها كانت و لا تزال المعقل الذي حافظ على غالبية كتب ابن الخطيب، و هو ما يشهد به باحث مختص قائلا عن المنوه به: (معظم كتبه وصل إلينا من المغرب). و هو الذي درسته و حققته دة. السعدية فاغية، في أطروحتها الجامعية التي تقدمت بها للدكتوراه إلى كلية الآداب بجامعة مدريد 1985.
و قد توفقت الباحثة في اختيارها لنص بالغ الأهمية بين آثار ابن الخطيب، بما يكشف عنه من معلومات جديدة عن حياة المؤلف، و عن واقع الأندلس و المغرب خلال 1418.
و إلى هذا توفقت الدراسة – مرة أخرى – في تعاملها مع النص المحقق: تصحيحا و شكلا، فضلا عن مجهود المقارنة و التعاليق الوافية.
و من حسن الاتفاق، أن يناقش ثم ينشر هذا الكتاب، في توقيت غير بعيد عن موعد الذكرى الستمائة لوفاة ابن الخطيب 776/ 1374.
و بهدا الاعتبار و ما تقدمه، جاء عمل الباحثة يعبر عن توفيق في اختيارها، و عمق في تحقيقها، و مَجْدٍ كَلَّلَها به إعدادُها الكتابَ المنوه به، فضلا عن مساهمة أطروحتها في تخليد ذكرى المؤلف.
فلتهنأ السعدية فاغية بنجاحها في مجهودها، و ليظهر البحث التاريخي بظهور السفر الثالث من (نفاضة الجراب و علالة الاغتراب).
الرباط:
الثلاثاء 24 جمادى الأولى 1409.
3 يناير 1989.
محمد المنوني
[1] و الأمر هنا يتعلق بالجزء الثاني الذي طبع بتحقيق: الدكتورة السعدية فاغية، بالدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة،سنة 1989م، و قد طبع قبله الجزء الأول، و بينت المحققة الخلاف الذي في عدد أجزاء (نفاضة الجراب) بينما من يقول هي ثلاثة و من يقول أربعة.
[2] لابن الخطيب شرح عليها، طبع بتونس - طبعة رديئة- عن المكتبة العمومية، سنة: 1316هـ، 1898هـ،
ثم بدمشق تـ: عدنان درويش، عن وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، سنة: 1990م، كما ان هذه المنظومة توجد منها عدة نسخ مخطوطة بخزائن المغرب، و كذلك شرحها.
[3] لينظر كلام العلامة الأتي، و بالإضافة إلى ذلك طبع بالقاهرة عن مكتبة الخانجي، تـ: محمد عبد الله عنان، سنة: 1973م.
و كذلك طبع بطنجة تـ: عبد السلام شقور، عن مؤسسة التغليف و الطباعة و النشر و التوزيع للشمال، سنة: 1988م، و سيشير إليها العلام في الآتي.
[4] طبع بالرباط، عن دار المنصور، سنة: 1973هـ، و طبع أيضا بالجزائر، تـ: عبد المجيد التركي، عن المؤسسة الوطنية للكتاب، سنة: 1983هـ، و أعيد طبعه بنفس التحقيق في دار الغرب الإسلامي، سنة: 1988م.
[5] طبع بعدها بالمحمدية، عن مطبعة فضالة، تـ: محمد كمال شبانة، سنة: 1976ه،، ثم اعيد طبعه بنفس التحقيق في الرباط مع ترجته للإسبانية، عن المعهد الجامعي للبحث العلمي، سنة: 1977م.
و أعيد طبعه بالتحقيق نفسه، عن مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة، سنة: 2002م.
[6] ثم طبع ببيروت عن دار الثقافة، تـ: إحسان عباس، سنة:1963م.
[7] بتحقيق: المستشرق ليفي بروفنسال، سنة: 1353هـ/1934م، عن المطبعة الجديدة، ثم أعيد طبعه بالتحقيق نفسه، ببيروت عن دار المكشوف، سنة: 1956م.
[8] بتحقيق: أحمد المختار العبادي و محمد إبراهيم الكتاني، الدار البيضاء، دار الكتاب، سنة 1964م.
[9] طبع بالقاهرة، عن دار الفكر العربي، تـ: عبد القادر عطا، سنة: 1962م، ثم بعدا بالدار البيضاء، عن دار الثقافة، تـ: محمد الكتاني، سنة: 1970م