ـ[سامح رضا]ــــــــ[08 - 12 - 09, 11:00 م]ـ
أما المعاصرون فلا أعرف أحدا معتبرا وافق ابن مضاء، وأما المتخبطون منهم فكثيرون.
هل أفهم من كلامك أنك تصف عملاق اللغة شوقى ضيف رحمه الله وبعض من ذكرتهم أعلاه بهذا؟
وابن مضاء نفسه لا يعتد بخلافه في هذا الموضوع؛ لأنه لم يعطنا منهجا نحويا متكاملا يمكن الرجوع إليه.
ابن مضاء طلب:
1 - إلغاء نظرية العامل
2 - إلغاء العلل الثواني والثوالث
3 - إلغاء القياسات الفاسدة في النحو
4 - -إلغاء التمارين غير العملية
ولا يخالف النحاة في باقي النحو ... فهو ليس في حاجة إلى وضع منهج متكامل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 12:02 ص]ـ
هل أفهم من كلامك أنك تصف عملاق اللغة شوقى ضيف رحمه الله وبعض من ذكرتهم أعلاه بهذا؟
شوقي ضيف لم يكن متخصصا في النحو، وأنا أتكلم عن علماء النحو المتخصصين فيه.
وليس كل من حقق كتابا في فن من الفنون يصير عالما متخصصا فيه حتى يعتد بقوله، فقد حقق شوقي ضيف مثلا في القراءات وغيرها وليس متخصصا في ذلك.
هذا بافتراض موافقة شوقي ضيف لابن مضاء في جميع منهجه، وهو غير مسلم.
ابن مضاء طلب:
1 - إلغاء نظرية العامل
2 - إلغاء العلل الثواني والثوالث
3 - إلغاء القياسات الفاسدة في النحو
4 - -إلغاء التمارين غير العملية
ولا يخالف النحاة في باقي النحو ... فهو ليس في حاجة إلى وضع منهج متكامل
الإشكال في كلام ابن مضاء ليس في هذه المسائل؛ لأنه يمكن الخلاف في بعضها.
ولا شك أن بعض ما قاله ابن مضاء كان مسبوقا إليه، فقد أنكر على النحويين من قبله الجاحظ وابن حزم وابن سنان الخفاجي وغيرهم.
ولكن الإشكال إنما هو في المنهج الذي أقام عليه ابن مضاء بناء علم النحو، وهو:
1 - أن إجماع النحويين لا عبرة به!
2 - أن الاعتماد إنما هو على اليقين فقط دون الظن (مع أنه نص على عكس ذلك في موضع آخر!).
3 - أن قواعد النحو تتغير بتغير قصد المتكلم الذي لا يدل عليه السياق!
..... إلخ.
وابن مضاء لما رأى أنه أتى بمنهج جديد وغريب على النحويين، شعر أنه بحاجة لوضع كتاب كامل في النحو، حتى يبسط فيه القواعد الجديدة التي بنى عليها نظريته، فوعد أنه سيضع مثل هذا الكتاب، ولكن كتابه لم يصل إلينا، أو لم يكمله أصلا.
فالمقصود أن ابن مضاء يخالف النحويين في المنهج الذي بنوا عليه علم النحو نفسه، وليست مخالفاته في مسائل جزئية، وقواعد هذا المنهج استقر إجماع النحويين من قبله عليها؛ لأن ابن مضاء -كما لا يخفى عليك- توفي في أواخر القرن السادس.
وأكبر خطأ وقع فيه ابن مضاء أنه أخطأ في فهم كثير من كلام النحويين، وهذا يدل على أنه لم يكن متمكنا من هذا العلم تمكنَ أهله، ولا شك أن من أهم أصول الرد على المخالف أن تفهم كلامه على وجهه، وإلا فلن يعتد أحد برأيك ولا بخلافك.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[10 - 12 - 09, 05:23 ص]ـ
جزى الله شيخنا الفاضل أبا مالك العوضي، دائما يجيب بما هو في صدري، فحين كنتُ في السنة التمهيدية بقسم النحو والصرف كان الدكتور حماسة عبد اللطيف يلقي علينا مقتطفات من رسالته وهي الصفحات الخاصة بهدم نظرية العامل، وكان مولعا بها وحين قرأت كتابه رأيته يتكلم على النحاة كما لو كانوا مجموعة من الأغبياء الحمقى لا يكادون يفقهون نحوا. فكاد قلبي يتفطر ولكني ما كنت أحسن الرد على هذا الكلام حتى اطلعت على ما هذا المنتدى المبارك والمجلس العلمي فوجدت فيه كتابات فتحت لي آفاقا من البحث والتحري.
وأما ابن مضاء فالذي دعاه إلى فعل ذلك أمران: الأول غلوه الشديد في نفي العلل كما هو معروف في مذهبه الأشعري.
والثاني: نفي القياس تأثرا بالظاهرية في الأندلس كما يقرر ذلك كثير من المعاصرين.
وبهذا نخلص أن ابن مضاء لم يكن دافعه إلى ذلك إلى تخليص النحو من شوائب القدماء بل هو التأثر بعلوم أخرى لا صلة لها بالنحو والله أعلم.