تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نظرات في طبعة دار النوادر لكتاب مصابيح الجامع للدماميني]

ـ[مجد الدين السلفى]ــــــــ[22 - 05 - 10, 09:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد فانطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) كتبت هذه المقالة الوجيزة ليقف القراء على حقيقة طبعة دار النوادر لمصابيح الجامع، والله المسئول أن يحسن نياتنا وأن يرزقنا الإخلاص فيما نقول ونعمل.

ونظرًا لاهتمامي الشخصي بهذا الكتاب حيث إني أعمل على تحقيقه منذ سنوات وذلك يعلمه بعض إخواننا الأفاضل بمصر كالأخ خالد الرباط قيِّم دار الفلاح بالفيوم والدكتور بدران العياري قيِّم دار المحدِّثين بالقاهرة، فقد بادرت لشراء نسخة دار النوادر فور علمي بطباعتها.< o:p>

وقد رأيت عملهم طيبًا في كثير من مواضع الكتاب، فجزاهم الله خيرًا وغفر لهم، ولكن رأيت بعض الأخطاء في الجزء الأول، ثم قلَّبتُ النظر في سائر الأجزاء فرأيتُ أن عملهم قد شابه خللٌ كبير في كثير من المواضع، فتتبعت المجلد الأول فهالتني نتيجة تتبعي، ثم قلبت بعض الصفحات في أجزاء مختلفة منه فرأيت ما لا كنت أتوقعه أبدًا.< o:p>

ثم إني قمت بعمل دراسة لهذه الطبعة فتبين لي أن الخلل الواقع فيها يمكن تقسيمه إلى قسمين:< o:p>

1- القسم الأول:< o:p>

* عدم التعليق على الكتاب من حيث مباحثه اللغوية والنحوية والفقهية والأصولية والحديثية والعقائدية.< o:p>

* وكذلك عدم تراجم الأعلام والرواة، وقد أدى ذلك لوقوع التصحيف في بعضها، ومن ذلك ما جاء في ج 6 ص 433 قالوا: (كان لعلي بن منبه)!! وصوابه: «كان ليعلى ابن مُنية» < sup>([1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)).

* ومن ذلك أيضا ما جاء في الجزء الخامس ص 316 قول المصنف: (قول الأبياري) وكذا جاء في ص 319، وفي ص 321: (ابن الأنباري) وفي ص 322: الأنباري.< o:p>

* قلت: وكل ذلك خطأ واضح وإنما هو الأبياري، يعني بالموحدة وبعدها ياء آخر الحروف.< o:p>

* وكذلك عدم تخريج الأبيات الشعرية، وعدم شرح غريبها، وعدم التنبيه على موضع الشاهد.< o:p>

* وكذلك عدم شرح الغريب في اصطلاحات المصنف أو عباراته.< o:p>

* وكذلك عدم بيان سهو المصنف أو خطئه أو وهمه في موضع من المواضع.< o:p>

* وكذلك عدم توثيق النقولات التي نقلها المصنف وهي بالمئات، إلا ما كان من توثيق النقل عن الزركشي والجوهري والقاضي عياض، وذلك في بعض المواضع فقط، مع إهمال باقيها.< o:p>

ومثل هذا تسبب في وقوع خلل كبير، وذلك لأن المصنف ينقل بالمعنى من كتب الآخرين، فجاء نقله في بعض المواضع مختصرًا أو مبتورًا أو مُصَحَّفًا، فبالرجوع إلى المصدر المنقول منه يتبين ما وقع في النسخ الخطية من خلل كان يمكن تفاديه بالإشارة إلى ذلك بالهامش.< o:p>

وأخطر ما في ذلك ترك تعقب المصنف في مسائل العقيدة، فمع علمكم بأن المصنف من الأشاعرة الغالين - وقد بدا ذلك واضحًا في شرحه لكتاب التوحيد من الصحيح- إلى أنه لم يُعلق على موضع واحد من ذلك.< o:p>

وآلَمُ ذلك وأفجعه تأويله للاستواء بالاستيلاء، والاستشهاد على ذلك ببيت الأخطل النصراني:< o:p>

قد استوى بشر على العراق

بغير سيف ولا دم مهراق

وبطلان ذلك مبثوث في كتب أهل السنة، ومع ذلك لم يُعلَّق عليه بحرف واحد. فإما حدث ذلك تأييدًا للمصنِّف، وإما جهلًا بالمسألة، وأحلاهما مُر.< o:p>

ولذلك لا تراه يذكر تأثر المصنف بالمذهب الأشعري في المآخذ على الكتاب التي ذكرها (ص 72 - 73).< o:p>

وسأبين إن شاء الله تعالى للإخوة الكرام أوجه النقص والخلل المتمثل في القسم الثاني في مرات متتالية وذلك لكبر هذا القسم وتعدد أمثلته إذ هو يقدر بمئات المواضع.

كتبه أبو يعقوب نشأت بن كمال المصري عفا الله عنه.< o:p>

([1]) ومنية: اسم أمه، ولهذا كتبتها بالألف.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير