تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نكباتُ المكتباتِ الإسلاميةِ في التاريخِ. بقلم: نواف الرشيد

ـ[أبو روميساء]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:36 ص]ـ

بسم الله

هذه مقالة منشورة بجريدة الجزيزة بعنوان: نكبات المكتبات الإسلامية في التاريخ. بقلم: نواف بن محمد الرشيد. وهذا نص المقال:

ازدهرت حركةُ التأليف في بداية القرون الأولى وأصبحَ لبعض الولاة اهتمامٌ بالكتب فقام بعضهم بتأسيسِ مكتبات عامّة وصرفوا لها أموالاً وفَرغوا لها نُساخاً.

يذكر الدكتور عبد القادر سعود: (إنَّ ظهور المكتبات في المجتمع الإسلامي يدلُ دلالةً واضحةً على التطور الفكري والحضاري الذي أسسه المسلمون على ركائز متينة، كما تدلُ على اهتمام المسلمين بجمعِ التُراث الإنساني المكتوب والحفاظ عليه). ويذكر الأستاذ محمَّد كرد علي: (ما برحت خزائن الكتب تزيد على الزمن بازدياد الحضارة في الإسلام). (خطط الشام 6 - 191).

ومن مظاهر انتشار الكتب في القرون المتقدمة ما يُروى عن بعضِ الملوك أنَّه أرسلَ إلى الصاحب ابن عبَّاد يسألهُ القدوم عليه فقال الصاحبُ له: (ت 385 هـ): أحتاجُ إلى ستين جملاً أنقلُ عليها كتب اللغة التي عندي، ويُعلقُ الحافظ السيوطي على هذه الحادثة بقوله: (وقد ذهبت جلُّ كتب اللغة في الفتن الكائنة من التتار وغيرهم بحيث أنَّ الكتب الموجودة الآن في اللغة من تصانيف المتقدمين والمتأخرين لا تجئ حِمْل جملٍ واحدٍ!!) المزهر للسيوطي 1 - 97 ط المكتبة العصرية 1986م.

وقال بعضُ المؤرخين المصريين: (إنَّ الباقي من الكتب التي ألفها المسلمون ليس إلاَّ نقطة من بحر ممَّا أحرقهُ الصليبيون والتتر والأسبان). انظر التراتيب الإدارية 2 - 455.

وابتليت كثيرٌ من المكتبات الإسلامية العامّة بالعديد من النكبات عبر التاريخ، مما أدى إلى فُقدان الكثير من الكتب التي لا نعرفُ اليوم إلاَّ عناوين بعضها!!

واقتصرتُ في مقالي على المكتبات الإسلامية العامة التي ابتليت بنكبات إذ لم أتطرق إلى المكتبات الخاصة التي أصابتها نكبات سواء بفعل أصحابها أنفسهم! أو بأمرٍ من السلطان كما فعل المعتضد بن عبَّاد بكتب الإمام ابن حزم الأندلسي (ت 456 هـ) حيثُ أمرَ بإحراقها فحرقت!

أمَّا أنواع النكبات التي تعرضت لها المكتبات فهي أضرب مختلفة:

1 - الحرائق وتُمثل غالب النكبات.

2 - رمي الكتب في الماء أو وصول الماء إليها نتيجة الإهمال!.

3 - السرقة.

4 - انتشار الأرضة ودودة الكتب فيها.

< HR SIZE=5>

الحجاز

* مكتبة الحرم المكي. قال الأستاذ رشدي ملحس في مُلحقٍ له على كتاب أخبار مكة للأزرقي ص 314 ط الخامسة سنة 1408 هـ مكتبة الثقافة (سيل عام 738 هـ ليلة الخميس العاشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة جاء سيلٌ وغيم، ورعودٌ مُزعجة، وبروقٌ مُخيفة، ومطرٌ وابل .... دخلَ الحرم الشريف من جميع الأبواب ... وبلَّ جميعَ الكتب التي كانت في قُبة الكتب).

وقال الأستاذ المذكور في ص 324 (في سنة 1278 هـ شهر جمادى الأولى لثمانٍ خلونَ منه أتى سيلٌ قبلَ صلاة الصبح ومعه مطر كأفواه ا لقِرب ودام المطر نحو ساعة ثم هجم السيل ودخل المسجد الحرام دُفعةً واحدة ... فامتلأ المسجد الحرام وصارَ يموج كالبحر ووصلَ الماء قناديل الحرم ... وغرقت الكتب التي بالحرم).

* مكتبة الحرم النبوي. يقول السمهودي في كتابه خلاصة الوفا - ص: 322 (ثمَّ احترقَ المسجد النبوي في الثلث الأخير من ليلة الثالث عشر من شهر رمضان عامَ ستٍ وثمانين وثمانمائة ... ومات في هذا الحريق المذكور زيادة على عشرة أنفس، وعظمت النار جداً، واستولت على سائر سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والرباعات والمصاحف غير ما بادروا بإخراجه).

* مكتبةُ شيخ الإسلام عارف حكمت. وصفها: (قد بذل شيخ الإسلام في اقتناء كتب مكتبته وشرائها، أمولاً كثيرة، وجهوداً كبيرة، وهي تزخرُ بالجم من تراث العربية والإسلام، وفهارسها الحالية تُشير إلى أنها تحوي زهاء خمسة آلاف مخطوط) من كلام الدكتور محمد الخطراوي بتصرف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير