تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[آداب إسلامية في ملتقى أهل الحديث]

ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 01 - 06, 11:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن ملتقى أهل الحديث – جزى الله القائمين عليه خيرا - ليس كغيره من المنتديات التي تجمع الغث والسمين، وتنتظم البعر والخرز الثمين؛ بل هو شامة متميزة على جبين العلم الشرعي على الشبكة، وشمسٌ ساطعة بزغت فأضاءت ديجور المنتديات، وأنارت الطريق أمام السالكين.

قد جمع من العلم صنوفا، ومن الفائدة ألوانا، لا يعلم حقيقة قيمتها إلا من جعل منادمَتها هجيراه، ومخادنَتَها ديدنه في دنياه.

وقد كان العلماء قديما ينصحون بالاستفادة من هدي الشيوخ وسمتهم، قبل الاستفادة من علومهم.

ويذكرون نحوا من هذا المعنى عن أم مالك – إمام دار الهجرة - في نصيحتها لابنها لما أرسلته إلى ربيعة الرأي – رحم الله الجميع.

وكذلك نحن اليوم، نطمح إلى الاستفادة من أعضاء هذا الملتقى المبارك، في حسن أدبهم، وكريم خُلقهم، مثلما نطمح إلى السير على خطاهم في طلب العلم الشرعي، وجمع مادته.

فخذ أخي الكريم هذه الباقة من الآداب التي انتقيتُها، وجعلتها تذكرة لنفسي ولإخوتي، وأنا – بعد الانتهاء منها - فاتحٌ الباب لمعقب أو مستدرك، لعل الله يمن علينا بأن نجمع نواة صالحة من الآداب الشرعية التي نحتاج إليها في هذا الملتقى وغيره.

1 - من الأدب الإسلامي ألا تخلو مشاركة علمية في الملتقى من ذكر الله في أولها، وأقل ذلك البسملة أو الحمدلة، أو كلاهما. وحري بطالب العلم ألا يغفل هذا الأدب، فإن لذكر الله عند الابتداء أثرا عجيبا في تيسير العلم، وتليين القلب.

2 - ومنه رد السلام كتابة عند تكلفِ جواب من ابتدأ موضوعَه بالسلام. والاجتزاء بالرد الشفوي على سلامٍ كتابي محل نظر وتأمل. وقد تقرر في عرف المنتديات أن الكتابة تحل محل النطق، فلتجعل هي الأصل الذي يرجع إليه. وهل يكتفى برد واحد، أم أن كل مشارك يرد على السلام الأول ولو طال الموضوع وكثرت المشاركات فيه؟ كأن القول الأول أولى، ولستُ أجزم بشيء.

3 - ومنه ألا يغضب مَن سلم فلم يرد عليه السلام أحد، بل عليه أن يعذر إخوانه. فقد ينتقل النظر، فلا ينتبه الراد للسلام المكتوب؛ وقد يشغله الموضوع ومضمونه الأصلي عن توابعه وفروعه؛ وقد يكتفي بالرد بلسانه؛ الخ.

4 - ومنه الاعتناء بالصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فإنها خاصية أهل الحديث – نضر الله وجوههم - التي يتميزون بها، ويفخرون بها على أهل العلوم والفنون. وليكن ذلك بكتابتها كاملة، غير مختزَلة في رمز من تلك الرموز التي درج عليها بعض المتأخرين، مثل (ص) و (صلعم) ونحوها. ولينتبه عند النقل من (الوورد) ونحوه، فقد يحدث أن تتحول عبارة (صلى الله عليه وسلم) إلى حرف لاتيني مثل ( r)، فليراجع مشاركته للتأكد من مثل هذه الهنات.

5 - ومنه تكلف الدعاء بـ (جزاك الله خيرا) و (أحسن الله إليك) ونحوها، لكل من تكلف جوابا عن سؤال لك، أو لمن أفادك فائدة، وإن كانت دون ما كنت ترجوه وتأمله. واحذر – أخي الكريم – من الانتقاء في الدعاء، فإنه إذا عم كان أرجى للإجابة. ومثال الانتقاء غير المحمود: أن تختار من كافة المجيبين، واحدا ترى أن أصاب كبد الجواب، فتدعو له، وتترك الآخرين، الذين تكلفوا فلم يوفقوا. فإن مثل هذا التصرف قد يوغر الصدور. ومن المعلوم أن النفوس ضعيفة أمام حبائل الشيطان.

6 - ومنه عدم الاستهزاء بقول مخاطبك، وإن ظهر لك أنه متنكب جادة الصواب، حَري بالطرح والاستهجان. فإن من حق المسلم على أخيه ألا يسخر منه، ولا يستهزئ بقوله ولا بفعله.

7 - ومنه تحلية المخاطَب بما يبلغك إلى قلبه، ويرفع الكلفة بينك وبينه، كأن تناديه بلقب (الأخ الفاضل) أو (الشيخ الكريم) أو نحو ذلك. ولو زدت بأن دعوت له بما تراه مناسبا - كما يفعله بعض الأفاضل – لكان حسنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير