تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ملتقى أهل الحديث بين المتقدمين والمبتدئين]

ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[12 - 08 - 07, 10:43 م]ـ

[ملتقى أهل الحديث بين المتقدمين والمبتدئين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فإن ملتقى أهل الحديث مدينة من مدن العلم، مليئة بالعلم مضيئة بالخير، يقصدها العلماء وطلبة العلم يعلمون ويتعلمون، ويفيدون ويستفيدون، حتى غدا هذا الملتقى شمسا في سماء الإنترنت، فجزى الله القائمين عليه عن الإسلام والعلم والسنة وأهلها خير الجزاء، وزادهم توفيقا وتسديدا.

وهذه نصيحة أسديها لإخواني في هذا الملتقى الأعضاء والضيوف أرجو أن ينفع الله بها من قرأها. فقد لحظت كما لحظ غيري أنه إذا كتب أحد العلماء أو طلبة العلم المتقدمين موضوعا في مسألة من مسائل العلم الدقيقة التي لايحسنها المبتدئون في طلب العلم دخل بعض المبتدئين في المناقشة والمباحثة فتكلموا بما لايحسنونه، وفي هذا الفعل عدة مفاسد، منها:

1 - أنه يؤذي كاتب الموضوع وقراءه من المتقدمين، ويعكر صفوهم، ويفسد عليهم موضوعهم فقد يشغلهم عن أصل الموضوع بالرد على هذا المبتدىء، وقد ينفرهم من الكتابة في الملتقى. وقد أخبرني أحدكبار طلبة العلم أنه كتب موضوعا في هذا الملتقى، فوجد مناقشات غير سديدة تدل على ضعف مستوى أصحابها، فلم يعد إلى الكتابة في الملتقى، ولهذا السبب نجد أن ملتقى أهل الحديث وإن كان قويا إلا أنه في بدايته كان أقوى مماهو عليه الآن.

قال الخطابي: ولو لم يربح الإنسان في العزلة والتخلي عن الناس وعن مساويهم والانقطاع عن محاورتهم إلا ما يكفاه من فضل مؤونة التحرز منهم وما يستفيده من الأمان أن يرفعوا عليه قولا يسمعونه يتكلم به في حال غفلة واسترسال أو يتأولوا عليه كلاما لا يبلغ عقولهم كنهه فيوجهوه إلى غير جهته وينحلوه غير صفته لكان فيه كفاية وكافية وعصمة واقية، وقد روينا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. (العزلة /30)

وأهل العلم إذا رأوا أن المبتدئين يلجون في تلك المسائل الدقيقة التي يطرحونها ربما أحجموا عن الكتابة في الملتقى حماية للمبتدئين من الفتنة كماسيأتي بيانه.

2 - أنه قد يكون من الكلام في دين الله بغير علم، والكلام في دين الله بغير علم من أشد المحرمات وأقبح المنكرات كما هو معلوم.

3 - أنه مناف لآداب طالب العلم، وربما حرمه خيرا كثيرا.

قال الزهري: قال أبو سلمة: لو رفقتُ بابن عباس لأفدتُ منه علما كثيرا.

قال: وكان أبو سلمة ينازع ابن عباس في المسائل ويماريه، فبلغ ذلك عائشة فقالت: إنما مثلك يا أبا سلمة مثل الفروج سمع الديكة تصيح فصاح معها يعني أنك لم تبلغ مبلغ ابن عباس وأنت تماريه. (تاريخ مدينة دمشق 29/ 305)

وإذا ضربنا مثالا حديثا لهذا قلنا: هو كطالب في المرحلة الابتدائية سمع مجموعة من أساتذة الجامعة يناقشون مسألة من مسائل العلم والاختصاص، فجعل يناقش معهم

إن قراءة المبتدىء للمسائل الدقيقة التي يطرحها المتقدمون أمر غير محمود، وفيه عدة مفاسد، منها:

1 - أنه يخالف المنهج الصحيح في طلب العلم، فالشأن في طالب العلم أن يتدرج فيه فيبدأ بصغار العلم قبل كباره. قال الشاطبي: ومنه أن لا يذكر للمبتدئ من العلم ما هو حظ المنتهى بل يربي بصغار العلم قبل كباره. (الموافقات 4/ 191)

ومما قيل في تفسير قول الله تعالى {كونوا ربانيين}: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. (صحيح البخاري 1/ 37)

قال ابن حجر: والمراد بصغار العلم: ما وضح من مسائله، وبكباره: مادق منها وقيل: يعلمهم جزئياته قبل كلياته، أو فروعه قبل أصوله، أو مقدماته قبل مقاصده. (فتح الباري 1/ 162)

2 - أنه يشوش ذهن المبتدىء، وربما سبب له مشكلة، أو أوقعه في فتنة.

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. رواه مسلم في مقدمة صحيحه 1/ 11.

قال ابن وهب: وذلك أن يتأولوه غير تأويله ويحملوه إلى غير وجهه. (الاعتصام 2/ 14).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير