تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العايد]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 01:18 ص]ـ

أحبّكِ حباً لم ير الناسُ مثله به تضرب الأمثال في صادقِ الودِ

قالت الأخت (شجرة الطيب):

كأنما رأيت القافية هنا مجتلبة بإظهار وجه الشبه .. إذ حين يقتصر على لم ير الناس مثله، يصبح المعنى أوسع في صدق الود وعمقه ومداه .. فما رأيكم؟

وأقول: إنّ صدر البيت لا يغني عن عجزه، الحبّ الذي لم ير الناس مثله لا يُدرى أهو في قوّته أم في ضعفه، فلما تبيّن أنّ الأمثال تضرب به في صدق المودّة آذنَ بالقوّة.

إذا أشرقت شمس بكيتُ أميمتي وإن غربت شمس بكيت من السهدِ

قالت الأخت (شجرة الطيب):

كأنما رأيت المعنى يستقيم أكثر لو قيل:

إذا غربت شمس ذكرت أميمتي وإن أشرقت شمس بكيت من السهد ..

لأن الغروب يذكر بالموت؛ فيظل الحزين يبكي ويقضي ليله دامعا ساهرا .. وحين تشرق الشمس يبكي من السهد .. وتبقى وجهة نظر ..

وأقول: صدقتِ في أول التعليل، ولم توفقي كثيراً في بقية التعليل؛ لأنّ السهد هو قلّة النوم، فالسهد لا يناسب الإشراق.

ـ[شجرةالطيب]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 05:13 ص]ـ

وأقول: إنّ صدر البيت لا يغني عن عجزه، الحبّ الذي لم ير الناس مثله لا يُدرى أهو في قوّته أم في ضعفه، فلما تبيّن أنّ الأمثال تضرب به في صدق المودّة آذنَ بالقوّة.

من وجهة نظري لا يشك المتلقي لحظة واحدة أن يكون هناك ضعف في الحب .. والشعر تكفي فيه الومضات .. والأمر إليكم ..

أقول: صدقتِ في أول التعليل، ولم توفقي كثيراً في بقية التعليل؛ لأنّ السهد هو قلّة النوم، فالسهد لا يناسب الإشراق ..

أعلمُ أيها الكريم أن السهد هو قلة النوم .. لذا قلت يقضي ليله دامعا ساهرا وحين تشرق الشمس يبكي على السهد الذي عاناه في ليله .. بينما حين يكون البكاء على السهد عند الغروب ... يبدو المعنى غريبا -على ما أحسب- إذ لم يسهد بعدُ ليبكي .. !!

دمت مسددا ..

ـ[أحاول أن]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 08:03 م]ـ

((قراءة ذاتية في النص))

هل تستطيع أن تحدد من أين بدأ الشعر في هذا النص؟!

من العنوان الدامع ,أم من التقديم الممتد الشاسع ,

من أول:"أحبكِ" إلى آخر "انتهت "

... أم من قبل التعبير بكثير ومن بعده بكثير! .. ؟

استعد لقراءة النص؛ لا تتفقد أبجديتك وحروفها الثمانية والعشرين ..

بل راجع إنسانيتك وقاموس لغتك الحية المتداولة في التعامل مع الأحبِّة ..

فلن يقرأ هذا النص جيدا ويترجمه من مادة الكلمات إلى روح المشاعر

إلا الأفئدة المختنقة , والأعين الحمراء المحترقة ..

كلمات تعلو على هامة اللغة , كما تعلو صاحبتها رحمها الله -ومثيلاتها حماهن وشفاهنّ الله- على الدنيا بأسرها ..

بدأت الشرارة من العنوان ,فانتشرت الحرائق في غابات الذكرى التي كثيرا ما يفشل فيضان الدمع في إخمادها ..

أما قبل:

فلا بد من إضاءة للدهشة التي أثارها في َّ تعليق الشاعر: "أن الكتاب جاء أولا" ..

فمن المتعارف عليه نقديا أن الكاتب لا ينفصل عن تجربته الإنسانية تماما , (وهذا في تفسيري المتواضع: لأن التجارب الحقيقية الصادقة "طاقة " وتعريفها عند أهل الطبيعة: "لا تفنى كما أنها لم تُستحدث من العدم , بل تتحول من شكل إلى آخر")

ولكنه يظل يعبر عن التجربة بمقاييس الانفعال فمثلا:

رثاء الراحلين يناسبه الشعر أول المصاب؛

حيث زخم تدفق العواطف في لغة الشعر ,

وصخب تشقق العواصف في موسيقى الشعر ..

وعندما تدور آلة الزمن ونظن أنها تتضمد الجراح ,

وتهدأ اللوعة .. يخرج التأثر كتابا نثريا هاديء النشيج؛

منتشرا بين الناس بلا ضجيج؛

يأتي نثرا يغلبه العقل والتأمل , ويسود فيه الهدوء والتفكر ..

ما حدث هنا ليس عرَضا , ولا مصادفة ..

لا ولا استثناءً من القاعدة ...

هو بالضبط مثال لصدقها؛ فحرارة اللوعة اللاذعة ,ومرارة الفقد العظيم

تسير مع الأيام من الأهدأ للأعنف ,

من الفراغ الغامر ,إلى الاحتياج .. الاحتياج للراحل ..

من وجع التأسي الساكن المُحتمل , إلى ألم الاستيعاب الذي لا يُطاق ..

الشاعر يؤكد لنا:

تجفف الأيام الدمع على الأحباب .. نعم ..

لكنها تجفف معها القلوب الرطبة والآمال الندية ..

وتخفف الليالي فاجعة الفقد .. هذا صحيح ..

لكنها تخفف معها القدرة على العطاء والفرح والصبر والتواصل والسعادة ..

كل ما هنالك:

أن الوقت يحوِّل الأنين العميق , إلى حنين ٍ عنيف ٍ رقيق!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير