تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[شجرةالطيب]ــــــــ[29 - 03 - 2008, 08:01 م]ـ

وبوركتم أستاذنا القدير ..

فما أهديته هو بعض فضلكم ..

كالبحر يمطره السحاب وماله:: فضل عليه لأنه من مائه ..

فكتابكم (نظرات لغوية في القرآن الكريم) معي دائما يفتح لي آفاق المعاني ..

أسأل الله أن يجعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم ..

تحية وتجلة ..

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 11:13 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم معارضتي الشديدة لإبداء الملاحظات النقدية على الرثاء فهو أصدق الشعر , غير أن تطفلي نسج في ذهني تساؤلات حول القصيدة , أتمنى منكم

تسديد طائشها , وتقبل صائبها

المأخذ الأول: جميل وصف حبك لأمك غير أن تكرار (أحبك حبا لو .... ) - وإن كان قد استحسن في مواضع - قد أوقعت في مشقة اختيار المجازات ومن أكثر بعثر

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَظَلَّ سَحابُهُ = لأَهْمَى بِلا بَرْقٍ يَلُوْحُ ولا رَعْدِ

يلوح فيها بعد أفسد معنى أظل

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ بَسَطْتُ رِدَاءَهُ = عَلَى القَاعِ فَاقَ الرَوْضَ بِالعُشْبِ وَالرَنْدِ

يقول الله تعالى: ((فيذرها قاعا صفصفا)) وروى مسلم في صحيحه:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو عامر الأشعري ومحمد بن العلاء (واللفظ لأبي عامر). قالوا: حدثنا أبو أسامة عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" إن مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا. فكانت منه طائفة طيبة. قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكان منها أجادب أمسكت الماء. فنفع الله بها الناس. فشربوا منها وسقوا ورعوا. وأصاب طائفة منها أخرى. إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا. ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ".

صحيح مسلم باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم

والمبالغة في الشعر محمودة مذمومة

فلو شئت لقلت على الجدب

وكلمة فاق التي هي بمعنى تَفَوَّق

لا تناسب أيضا ففي التفوق حركة واستعلاء

((يقودني حدسي إلى أن اشتقاق الفعل فاق إنما هو من من الاسم الجامد

{فوقُ}))

ولو شئت قلت: بارى الروض - حاكى الروض

ولو شئت لقلت: غار الروض ذو العشب والرند

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَثَرْتُ عَبِيْرَهُ = بِدَرْبِ عَرُوْسٍ مَا اشْتَهَتْ عِطْرَهَا الوَرْدِيْيخيل إلي أن العجز مصاب بكسر أو رضة خفيفة

الوردي؟ أردت اللون أم مصدر العطر؟ لقد زجت زجا هنا

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَقَشْتُ حُرُوْفَهُ = عَلَى الصَخْرِ ذَابَ الصَخْرُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ

ولم سيذوب؟ أحب الأم يجلب الوجد؟

إنما الوجد نتيجة للفقد

ما رأيك لو تقول:

رثائي لأمي لو كتبت حروفه ...... ؟

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ قَدَحْتُ زِنَادَهُ = عَلَى التُرْبِ أَوْرَى كَالهَشِيْمِ مَعَ الزَنْدِ

تصميمك على تكرار (أحبك حبا) لا تلام عليه فالعاطفة لا تترك للشاعر مجالا ليختار لذا دائما ما يكون الرثاء أروع الشعر وأصدقه

غير أنه -كما أسلفت - قد أوقعك في مأزق تقصِِِِّي المجازات

فاعل (أورى) هنا مستتر فعلام يعود؟

آسف لم أر مع الزند إذ وجودها يثبت عودة الضمير على الترب

ولو عاد على الترب أو الزند لما صلح رجوعه إلى أي منهما

فلا الزند يوري ولا الوَقود؟

جاء في القاموس المحيط: أورى زنده

الأُوارُ يفعله قادح الزند فهو الموري

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَعَرْتُ قَلِيْلَهُ = لِغَيْرِيَ لَمْ يَكْتُمْ عُقُوْقاً وَلَمْ يُبْدِ

الحب يوهب ولا يعار

ما المعنى لـ ((لَمْ يَكْتُمْ عُقُوْقاً وَلَمْ يُبْدِ))

أهو طراد القافية أم تعمُّد الطباق؟

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ يَفِيْضُ يَسِيْرُهُ = عَلَى النَاسِ عَاشَ النَاسُ طُرّاً بلا حِقْدِ

لا يفيض إلا إذا كثر , وإذا فاض فلن يفيض بيسير

أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ = لَكَانَ كَطِيْبِ العُوْدِ يَزْكُوْ مَعَ العَهْدِ

هنا حيث المعنى هو من استجلب الألفاظ فجاءت منظومة بإتقان

أُحِبُّكِ حُبّاً فَاقَ حُبِّيْ أَحِبَّتِيْ = فَلَيْسَ لِحُبِّ الأُمِّ في القَلْبِ مِنْ نِدِّ

هاهنا فاق وضعت حيث تصلح

غير أن لا وجه للمقارنة بين حب الأم وحب الأحبة

إذا أَشْرَقَتْ شَمْسٌ ذَكَرْتُ أُمَيْمَتِيْ = وَإنْ غَرَبَتْ شَمْسٌ بَكَيْتُ مِنَ السُهْدِ

أرى السهد قد جاء هاهنا خداجا قبل أوانه , فلم أصررت على المقابلة؟

وَإنْ بَزَغَ البَدْرُ بَدَا كَاسِفَ الرُؤَى = تَوَشَّحَ في هَالٍ مِنَ الحُزْنِ مُرْبَدِّ

لا يبزغ كاسفا يقول تعالى: ((فلما رأى القمر بازغا)) وبعدها ((فلما رأى الشمس بازغة)) 76 - 77 (الأنعام) , غير أن بدا شفعت شفعت لك إذ أوحت أن الكسوف بدا في عينيك

من كتابي:

(يظلُّ الرجلُ طفلاً حتى تموتَ أمُّهُ).

ليس هذا بعنوان بل قصيدة طويلة ملآى بالمعاني اختزلتها في عبارة

الله ما أجمل اختيارك عنوان كتابك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير