تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4) عدم إدراك التصور الكلي للمنهج، إذ مهما كان المنهج جديداً فإنه – بلا شك- مرتبط بجذور قديمة وماضٍ سحيق، ولا يمكن فهمه بمنأى عن جهود السابقين في هذا الميدان، وفيما يخص المنهج النفسي، فإنه بلا شك يحتاج إلى جهود كبيرة تكشف عن جهود أسلافنا في هذا الجانب، والحذر من الوقوع أو الولوع في تخطئة أراء الآخرين أو التقليل من قيمتها العلمية، فبقدر ما يبهرنا المنهج بما فيه من جديد في الفكر والنظر بقدر ما يثير من جدل ونقاش حول التجاوزات والأخطاء التي قد نقع فيها دون الالتفات إليها، وخلاصة القول: أن إغفال أي من الجانبين"الرجوع إلى التراث" أو"الأخذ بالعلوم الحديثة" يوقع في مزلق خطير (عجز وقصر نظر) أو (تبعية ولهث وراء الجديد من الأفكار)، فلا بد من الالتفات إلى جهود المفسرين في هذا الميدان.

5) عدم إدراك حدود المنهج ودوره إحدى الصعوبات التي تقف عقبة أمام صاحب الدعوة إلى منهج جديد، إذ ينبغي إدراك دور المنهج وحدوده فهو لا أكثر من كونه معيناً للباحث على إنجاز الأهداف، فالأسلم البقاء في الإطار الذي يخدم الهدف والحرص على إبقاء المنهج في مكانه الحقيقي الذي ينبغي له.

6) القصور في الاستقراء والتعميم في النتائج من الآفات والمزالق التي يقع فيها صاحب المنهج عموماً، وبالتالي فإن على الذين يقومون بدراسة القرآن من الوجهة النفسية الحذر من إصدار النتائج وتعميمها إذا لم تكن قائمة على استقراء كلي لنصوص القرآن الكريم أو أسلوبه، إذ لو وجد موقع واحد من المواقع التي تخالف ما توصل إليه الدارس فإنه كفيل بنقض كل ما توصل إليه في هذا الميدان.

7) الإيغال في التحليلات النظرية والكشف عن كثير من جوانب المعرفة من الناحية النظرية دون الالتفات إلى الجانب العملي وتطبيقاته، إذ على من يريد أن يسلك هذا الجانب أن يكثر من الجوانب التطبيقية والعملية، ويكثر من ضرب الأمثلة القرآنية التي بدورها تشكل نوعاً من التثبيت لما كان في الإطار النظري.

8) التركيز على الجانب الفردي وإغفال الجانب الاجتماعي من المزالق والصعوبات التي تؤدي إلى انحرافات خطيرة في النتائج، فعلى من يريد أن يسلك هذا الجانب أن يلتفت في نصوص القرآن إلى الجانبين الفردي والجماعي، ويهتم بالسلوك الاجتماعي في الوقت الذي يهتم فيه بالسلوك الفردي. والتركيز على النفسية الجماعية، وإبراز معالمها كما هو الحال مع النفس منفردة. لأن الالتفات إلى هذا الجانب الاجتماعي فضلاً عن كونه يطلعنا على كثير من الحلول للمشكلات الاجتماعية التي تعاني منها مجتمعاتنا الإنسانية في الحياة اليومية، فهي تقدم لنا نماذج لطرق التفكير لدى أعدائنا بما يعين على معرفة الطريق الأسلم للتعامل معهم.

9) الانطلاق في فهم النص والتعامل معه من خلال واقع التخلف، أحد المزالق الخطيرة التي قد يقع فيها صاحب المنهج، فيقوم بتفسير ميراثنا الثقافي من خلال واقع التخلف الذي نعيش فيه فنصير نلجأ إلى لون من التفسير المتخلف أيضاً.

10) الحذر من الوقوع في ضيق الأفق حين تكون الدعوة إلى المنهج النفسي، فلا يقال بأن العرب وحدهم الذين يدرسون القرآن ويتذوقونه فهو كتاب العربية الأقدس وفنّهم، ولعل من أخطر النتائج التي تظهر إن كانت نظرة المفسّر النفسي من هذا الأفق، صحيح أن من يتذوق العربية يدرك معاني قد تخفى على غير أهل اللغة، لكن لا ينبغي تجاهل القيم والمعاني الإنسانية العامة التي دعت إليها نصوص القرآن، بل إن هذه القيم الإنسانية هي التي تحفظ خلود القرآن وشموليته وعالميته وصلاحيته لكل جيل وقبيل، فالمنهج النفسي بهذا يستوي في فهمه العربي وغير العربي إن صار له علم بالعربية يؤهله لذلك.

هذا بعض ما في المبحث الاول، اما

المبحث الثاني بعنوان: ضوابط المنهج النفسي في تفسير القرآن فقد اشتمل على مطلبين

المطلب الأول: ضوابط ومعايير يجب توافرها في طريقة التفسير

المطلب الأول: ضوابط ومعايير يجب توافرها في طريقة التفسير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير