تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثاني عشر: أحسن صُحبة كتاب الله عزَّ وجل بحمل رسالته، وتحقيق أهدافه ومقاصده، واعلم أنَّ هذا القرآن الحبيب لا يفتح كنوزه إلا لمن يعمل به، ويتحرَّك به حركةً عمليّةً واقعيّةً، ويتزوَّد بالزاد العلميِّ، الذي يملأ وقته، ويستولي على أحاسيسه ومشاعره .. أما الذي يقرأ القرآن ـ ولو على القراءات العشر ـ ويحفظ أجزاءهُ الثلاثين، ويُطالع معظم تفاسيره، ويبحث عن بيانه وأسلوبه وبلاغته، وهو (قاعدٌ) عن اهتماماته وحركته ودعوته، فإنَّه لا يمكن أن يتعرَّف على القرآن، ولا أن يُحسن صُحبته، ولا أن يتعامل معه!!.

فعليك أن تدعو النَّاس إلى القرآن، وتُربِّيهم عليه، وتعقد حلقات ودورات التلاوة والحفظ، والتدبُّر والفهم، ومجالس التَّزكية والتَّربية .. ولتواجه الأعداء بالقرآن، وتجاهدهم به، وتُحصِّن شباب الأمَّة بالقرآن .. وعليك أن تُعطي القرآن أفضل أوقاتك، وأبرك ساعاتك، وهي ما تكون وقت السحر لمناجاة الله، وبعد الفجر للتلاوة والحفظ والتدبُّر، وفي النهار للدعوة والتوجيه والتزكية.

ولا تنسى هذه القاعدة الصَّادقة: إنَّ القرآن لا يُعطيك بعضه إلا إذا أعطَيْتَه كلك. فإن أعطيته بعضك لن يعطيك شيئاً. ومعنى أن تُعطي القرآن (كلك): أن تَقْصُر هدفك وغايتك عليه، وتُوجِّه همَّك واهتمامك له، وتملأ أوقاتك به، وتعيش مع القرآن في حياتك.

* * *

الحواشي السفلية


([1]) مدارج السالكين 1: 475.

([2]) معجم مقاييس اللغة، لابن فارس 2: 324، ولسان العرب، لابن منظور 4: 237.

([3]) روح المعاني 5: 92.

([4]) مدارج السالكين، لابن القيم 1: 475.

([5]) قواعد التدبر الأمثل، للميداني ص 10.

([6]) التعريفات، للجرحاني ص 66.

([7]) لم يرد لفظ التأمل في القرآن الكريم صراحةً، ولكن أشارت إليه عديدٌ من الآيات التي تأمر بالنظر في خلق الله، والتثبُّت في رؤية عجائب الكون وآثار السابقين، وقد نعت آياتٌ كثيرةٌ على المشركين عدم تأملهم فيما تشاهده أعينهم من عجائب صنع الله، وقد اقترنت آيات كثيرة بالأفعال "يروا، ينظروا" بصيغة المضارع التي تدل على الاستمرار وإدامة الرؤية أو النَّظر.

([8]) قواعد التدبُّر الأمثل ص 10 - 11 وينظر فيه القاعدة الثالثة عشرة: حول أن القرآن لا اختلاف فيه ولا تناقض، وأنه لا تناقض بينه وبين الحقائق العلمية الثابتة بالوسائل الإنسانية ص 225 - 238.

([9]) دراسات قرآنية، للأستاذ محمد قطب ص 476 - 477.

([10]) مجلة "لواء الإسلام" العدد الرابع من السنة الخامسة (1370)، ومجلة "كنوز الفرقان" العدد الأول من السنة الرابعة (1371).

([11]) انتهى الشيخ من تفسير القسم المكي حسب النزول، وصدر في (15) مجلداً، ثم شرع بتدبُّر سورة البقرة من أول التنزيل المدني، وتكلَّم عن موضوع السورة، ودروسها، وحال الأجل دون تحقيق الأمل، وقد كتبت كلمات في التعريف بتفسيره التدبري في مجلة "هدى القرآن" التي تصدرها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن في العدد الثاني، سنة (1425).، ثم صدر سنة (1427) عن دار القلم بدمشق بعنوان:"التعريف بكتاب معارج التفكُّر".

([12]) شرح الإحياء 1: 3 للإمام المرتضى الزبيدي رحمه الله تعالى.

([13]) انظر هذه القاعدة المهمة في كتاب "قواعد التدبر الأمثل" القاعدة السابعة والثلاثون ص 665 - 681.

([14]) مصنف ابن أبي شيبة (30782)،ومختصر قيام الليل، للمروزي، ص135،116.

([15]) أخرجه الطبري في "تفسيره" 1: 80 (82)، والحاكم في "المستدرك" 1: 557.

([16]) رواه أحمد في "المسند" 5: 149 (21328)، والنسائي في "الكبرى" (1084)، وابن ماجه في "السنن" (1350) وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وقد بوَّب الإمام أبو عُبيد القاسم بن سلام في كتابه "فضائل القرآن" باب ما يُستحبُّ لقارئ القرآن تكرار الآية، وتردادها، ثم ساق هذا الحديث، وأورد غيره من الأحاديث والآثار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير