[5] من خلال الاطلاع على كتاب البرهان تبيَّن أن الزركشي له اهتمام في تفسير القرآن, بل له تحريرات ووقفات وترجيحات؛ ولا غرو في ذلك, فقد ألَّف تفسيراً لكتاب الله بلغ فيه إلى سورة الكهف, وهو مفقود. [وقد سجلت رسالة في الجامعة الإسلامية (أقول الزركشي في التفسير)]
[6] أن المقصود الأعظم من تأليف كتاب البرهان هو النوع السادس والأربعون: «في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن وفنونه البليغة» , كما نصَّ على ذلك عند بداية كلامه بهذا النوع, وقد اعتنى به عناية بالغة ففصَّل فيه وأطال حتى بلغ ثلث الكتاب تقريباً.
[7] تميَّز كتاب البرهان عن غيره من كتب علوم القرآن بكثرة استدلالاته على الأقوال, والمسائل لا سيما في آثار الصحابة , وما ذاك إلا لاهتمامه بعلم الحديث, فله مصنفات عدَّة فيه.
[8] أنَّ الزركشي رجَّح في مسائل عدَّة في علوم القرآن في غير كتاب (البرهان) كالبحر المحيط, والتنقيح لألفاظ الصحيح, وغيرهما, ولم يذكر تلك المسائل في البرهان, أو لم يرجِّح فيه.
[9] أنَّ الزركشي دقيق في تحريراته, ولذا تجده كثيراً ما يورد الاعتراضات على بعض الأقوال, لاسيما على الزمخشري في تفسير بعض الآيات.
[10] أنَّ في كتب أصول الفقه مباحث تتعلق بكتاب الله عز وجل, وتحريرات لا توجد في كتب علوم القرآن؛ لذا يجدر بالباحث في علوم القرآن الرجوع إليها.
[11] أنَّ الزركشي كثيراً ما يدعِّم ترجيحه بدليل من الأدلة, سواءً أكان من القرآن, أم من السنة, أم من آثار الصحابة.
[15] أن الزَّركشي لا يُغْفِل أدلة المخالف, بل يذكرها, ثم يجيب عنها.
[16] من خلال الاطلاع على ترجيحاته تبيَّن أنه يميل إلى الجمع بين الأقوال ما أمكنه ذلك, أو يختار قولاً وسطاً بينها.
[18] من خلال الاطلاع على تراجم العلماء الواردة أسماؤهم في البحث تبين أنَّ لهم كمّاً هائلاً من الكتب المتعلقة بكتاب الله عز وجل؛ منها المفقود, ومنها المخطوط الذي لم ير النور بعد.
وغيرها من النتائج الموجودة في خاتمة الكتاب , وفي ثنايا البحث كنتائج المسائل المدروسة.
أما التوصيات:
فهناك الكثير مما يجول بالخاطر تجاه هذا العِلْم, أتمنى لو حُقِّق وظهر للواقع, ومن ذلك.
[1] أنَّ للعلماء من أهل السنة والجماعة اهتماماً بمسائل علوم القرآن, فلو جُمِعَتْ أقوالهم وتحريراتهم؛ حتى تتبيَّن مسائل علوم القرآن على الوجه الصحيح, بعيداً عن تأويلات الأشاعرة, والمعتزلة, وغيرهم.
[3] الاهتمام بتدريس علوم القرآن في حِلَقِ العِلْم مؤصلاً مَبْنِيّاً على الأدلَّة الصحيحة.
[4] أنَّ للزركشي استدراكات واعتراضات – من غير ترجيح لقول معين - على بعض العلماء كالزمخشري وغيره , فلو جُمِعَتْ ودُرِسَت [قد يناسب رسالة ماجستير]
وفي الختام:
أسأل الله أن يغفر لي الزَّلل, وما كان في هذا البحث من صواب فمن الله وحده, وما كان فيه من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان؛ وأستغفر الله منه, كما أرجو من الأعضاء إسداء لأخيهم المبتدئ الملاحظات والاستدراكات ,فإني الآن أجمعها وأقيدها , والحمد لله رب العالمين.
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[04 Aug 2009, 08:44 ص]ـ
بارك الله لكم وفيكم يا شيخ غانم. وأسأل الله لكم القبول.
-لو حدثتنا عن عقيدته ومذهبه الفقهي وهل أثر هذا على اختياراته وترجيحاته
((- ثانيا:دراسة ترجيحات الزركشي في علوم القرآن
[8] إن تكرَّر ترجيحه في المسألة الواحدة مرَّتين أو أكثر فأنظُر فيها؛ فإن كان أحدها مكمِّلاً للآخر, أو في كلِّ واحدٍ منها زيادةُ بيانٍ ليست في الثاني, أو فائدة تتعلَّق بالترجيح, فأذكرها جميعاً, وإن لم يكن كذلك أكتفي بالأصرح منها, وأشير للآخر في الحاشية.))
_ما سبب ترجيح الزركشي لأكثر من مرة في المسألة؟
افدنا بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[06 Aug 2009, 06:06 ص]ـ
شكر الله لكم أخي يزيد , وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والقبول في العمل , ويغفر لنا الزلل والخطأ.
وبالنسبة لمذهب الزركشي:
أما الفقهي فهو المذهب الشافعي باتفاق المترجمين له - لكن من غير تعصب له.
وأما عقيدته -رحمه الله- فلم يشر من ترجم له إلى عقيدته , إلا أن الألوسي نسبه إلى الأشاعرة , أقول: ويتضح ذلك من خلال كتب الزركشي , وقد ذكرت في الكتاب أموراً تدل على أشعريته رحمه الله , وأسباب تأثره بالأشاعرة ,
ولذا كان لبعض ترجيحاته - وهي قليلة- تأثراً بالمذهب الأشعري كمرجع الإعجاز إلى المعنى دون اللفظ , وغيرها.
ومع ذلك فهو عالم أصولي مفسر , من أبرز من كتب وتوسع في علوم القرآن.رحمه الله , وعفا عنا وعنه.
أما سؤالكم في سبب تكرار ترجيحه:
فإنه يرجع إلى ذكر المسألة في كتابين كأن يذكر المسألة في البرهان , ويذكرها في البحر المحيط بصيغة أخرى من غير تعارض بينهما , وقد يحدث ذلك في نفس الكتاب الواحد كمسألة (المصدر في ترتيب السور) ذكر ترجيحه - وهوأنه توقيفي- في أكثرمن موضع في البرهان.
¥