8 ـ من لطيف صنيع البخاري في الإشارة إلى معنى التغني تصدير الباب بقوله: باب من لم يتغن بالقرآن وقوله تعالى: (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) يشير إلى أن معنى التغني: الاكتفاء والاستغناء، وقد خفيت هذه الترجمة على كثير من أهل العلم، وقال ابن كثير: فيه نظر؛ لأن هذه الآية الكريمة رد على الكافرين. ص87.
9 ـ من طريف ما أوردته التراجم: أن أشعب المشهور الذي يضرب المثل في الطمع، كان حسن الصوت في القراءة، وربما صلى بالناس في المسجد واجتمعوا لحسن صوته، وكان قد قرأ القرآن وتنسك. ص91.
10 ـ أخبرني بعض أهل العلم عن نفسه أنه قرأ القرآن كله في ذهابه من المدينة إلى مكة، ومنها إليها في سيارته قراءة مرتلة بصوت مسموع. وأما المداومة على ختمة كل ثلاث فلا يقدر عليه إلا أولو العزم من الناس، الذين لا يشغلهم شاغل، من عمل أو وظيفة، أو اشتغال بتعلم أو تعليم أو تصنيف. ومن المقرئين من يحصل له استماع هذا القدر أو أكثر كل يوم، وقرأ عليّ بعض الطلاب ختمة كاملة بقراءة عاصم من روايتي شعبة وحفص في ثلاثة أيام متفرقة، فرّغت نفسي لذلك، في كل يوم بضع ساعات. ص166.
11 ـ كان أحمد بن محمد بن خلف القاضي العلامة، نجم الدين، أبو العباس المقدسي (ت638) يقرأ كل ليلة ثلث القرآن، ومن جملة محفوظاته (الجمع بين الصحيحين) للحميدي. وهو كتاب نوصي طالب العلم أن يديم النظر فيه، ويكثر من مطالعته حتى يتمكن من استحضار متونه، وأيسر منه وأحكم (الجمع بين الصحيحين) لعبد الحق الإشبيلي، فإنه رتبه على أبواب الفقه لا على المسانيد، كما فعل الحميدي، وهذا أعون على استحضار أحاديث الباب، وجمع الحميدي أقرب إلى الصنعة الحديثية، وهو أشهر وأذكر، وأما قول العراقي في ألفيته: وليت إذ زاد الحميدي ميّزا. فغير دقيق، ولعل العراقي ـ رحمه الله ـ قلد في هذا غيره، ولو تأمل المواضع التي زادها لرآها معزوة إلى من زادها من أصحاب المستخرجات قاله ابن حجر، انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح.
وأما عبدالحق فإنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا ذكرها، وزياداته قليلة، وما زاده ميّزه، وأما (الجمع بين الصحيحين) للموصلي ففيه نقص، ومعظمه منتزع من جامع ابن الأثير، وكان معاصراً له. وهناك جمع الصغاني، مرتب على الحروف، وفيه نقص، ولصالح الشامي، من المعاصرين كتاب اسمه (الجمع بين الصحيحين) لا يبلغ رتبة كتاب عبدالحق، مع حسن ترتيبه وتهذيبه. ص170 ـ 171.
12 ـ لما سمع الفقيه ابن العربي: أن رجلاً بالمشرق يقال له: أبو عيسى التلمساني كان يختم بين اليوم والليلة اثني عشر ألف ختمة، قال هذا في مجلسه، وابن العربي الفقيه حاضر، فقال الفقيه ابن العربي: لو كان يقول:القرآن، القرآن، القرآن ما أتم اثني عشرة ألف ختمة. وذكر الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن محمد الحرّاني، المعروف بابن القزاز أنه اتكأ في الحجر الأسود من جهة الميزاب فتلا فيه ختمة، ثم قال الذهبي معلقاً: لعله قرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات!. ص186 ـ 187.
13 ـ من أصول التفاسير ومصادرها: تفسير ابن جرير الطبري، والكشاف للزمخشري، وتفسير ابن أبي حاتم، والثعلبي، فلا تجد تفسيراً بعدهم إلا وهو مستقى من هذه التفاسير، مقتبس منها إلا ما ندر. ومعظم ما اشتمل عليه تفسير الطاهر ابن عاشور من حواشي الكشاف، ولكنه انتقى منها انتقاء العالم القائم على كل جملة بما تحمله من معنى، وأما تفسير الشوكاني فقسم منه منتزع من الدر المنثور، وقسم آخر من تفسير القرطبي، والقرطبي يأخذ من الكشاف، ومن أحكام القرآن لابن العربي. ولو اعتنى طالب العلم باللغة العربية، لفظاً ومعنى، ودلالة، وإعراباً، لكفاه ذلك ثلثي مؤنة ما يبذله من جهد في استيعاب التفسير.ص262.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 May 2010, 01:31 م]ـ
هذا ما تيسر إيراده وتهيأ إعداه من هذا الكتاب اللطيف الحجم، الكبير النفع، وتركت جملة من الفوائد حتى لا أُذهب جدته لمن يريد اقتنائه، والله يحفظكم ويرعاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 May 2010, 02:04 م]ـ
غفر الله لك ذَنْبَك يا أخي فهد، وكتب أجرك، وحرَّمَ وجهَك على النار، فقد أفدتنا فائدةً عظيمةً بِهذه الاختيارات القيمة اللطيفة من هذا الكتاب الطريف، ولا بد من اقتناء هذا الكتاب إن شاء الله، وليهنك العلمُ والأجرُ.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[20 May 2010, 04:37 م]ـ
أخي المبارك فهد/
أين يُباع الكتاب في الرياض؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 May 2010, 07:18 م]ـ
وغفر لكم ولوالديكم فضيلة الشيخ عبدالرحمن، أسأل الله أن يتمم عليكم نعمه باطنة وظاهرة.
حياكم الله يا أبا عبدالله، الكتاب حديث الصدور ولذلك انتشاره ليس بذاك واقتنيته من نفس الدار الناشرة للكتاب (دار ابن حزم) وأخبرني البائع أنه للتو نزل وذلك يوم الثلاثاء قبل يومين، فتجده عندهم في مكانهم في حي السويدي على امتداد جامع الصانع ومكتبتات طيبة وبلنسية والوطن، وإن شق عليك وبعد المكان أتيت لك به في المكان الذي تريد (طبعاً بالمجان) حفظك الله وبارك فيك.
¥