تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

Œ- فائدة دراسة المفاهيم القرآنية، طبق منهج الدراسة المصطلحية، في تحقيق الفهم السليم للنص القرآني الكريم، وتحديد مفاهيم مصطلحه؛ تحديدا يحصي آياته، ويجمع مشمولاته ويكشف عمود نظامه، ويبرز سماته ومقوماته، ويغوص على أبعاده وموضوعاته، ويستخرج لطائفه وإيحاءاته، مما يدفع دفعا إلى إجماع الأمر، وإتقان الدرس، وإحكام التدبير، وإحقاق التعبير, ويشرع السبيل أمام تخليص المصطلح الكريم من غلطات المفسرين وشطحات المتأولين, وتقريب مفهومه القرآني من أفهام المتلقين، ليقع العمل به في واقع المسلمين.

ولعمري لوأحسن الدارسون في تطبيق منهج الدراسة المصطلحية على المصطلح القرآني الكريم، وأغنوه بالمحاولات والتجارب، وأوسعوه من حيث الإجراءات والوسائل، وتطلبوا في تنفيذه الغايات والمقاصد، لجعلوه لهم شرعة ومنهاجا، وللدرس المصطلحي قواما وملاكا.

?- رسم ضوابط منهجية، أتاحها منهج الدراسة المصطلحية؛ لدراسة نتاج الفهوم في سائر القرون، ولاسيما الفهوم التفسيرية؛ دراسة لا تغيب عنها أصول التفسير السليم: من تفسير القرآن بالقرآن، ورعاية نظم الكلام وظاهر البيان، والأخذ بصحيح الأحاديث وصريح العقائد ... وسائر ما من شأنه أن يعين على كشف الحق من أي علم كان، وطرح كل غثاء ببرهان، ومن ثم يعين على تقديم الفهم الشامل الصحيح للمصطلح في القرآن، وتنزيله على واقع البحث بميزان.

?- رصد الخصوصيات المنهجية لدراسة مصطلح الأمر في القرآن الكريم على مستوى التحضير والتحرير، وهي خصوصيات نابعة- كما تقدم- من موارد المصطلح الكثيرة ومعانيه المتشعبة وسماته المتميزة وأبعاده الممتدة ومجالاته المتنوعة، وظاهرة في تتبع مسالك مخصوصة؛ كالاستقراء الشامل لموارده، والتركيب الدقيق لمعانيه، وتعضيدها ومقارنتها بنظائرها في نصوص الحديث بالهامش، والوصف والتحليل لسمات المصطلح وصفاته وعلاقاته، والدراسة المصطلحية للكلمات المفاتيح المبينة لحقيقة موضوعاته، والتفسير للمستفادات العلمية ضمن مجالاته، والترتيب لعناصر العرض ومعاقد البحث، وصلا لمدلولاته وجمعا لمشمولاته. وإن الاحتكام إلى هذه الخصوصيات ليشهد شهادة قاطعة على أن المنهج الدارس لن ينضج ويستقيم، والمصطلح المدروس لن يفصح ويبين، إلا إذا اجتهد الدارس في تنزيل قواعد المنهج وإجراءاته على واقع البحث وخصوصياته. وبغير ذلك، لايمكن أن يستقيم للبحث المصطلحي في المفاهيم سير راشد.

وأما الثمرات العلمية, فنجملها فيما يلي:

Œ- انطلق مصطلح الأمر في اللغة من معان لغوية متآلفة تؤول إلى معنى "الظهور"، وتطور عن مأخذ حسي هو" معالم الطريق الظاهرة"، ولبس في القرآن الكريم حلة جديدة من المعاني المصدرية والاسمية، التي استمدت من مجموع نصوصه، ومختلف سياقاته وصور وروده، وتوجت باستنباط تعريف جامع للمصطلح، وهو الشأن الرباني المتعلق بالخلق تدبيرا وتكليفا.

?- تميز مصطلح الأمر في القرآن الكريم بكثرة النصوص وتنوع أحوال الورود, وتعدد الضمائم والعلاقات, وتشعب الدلالات والامتدادات, مما أثمر قوة في اصطلاحيته, وجدة في دلالاته, وسعة في استعمالاته وعلاقاته وامتداداته. وبملحظ من تمايز معانيه المصدرية والاسمية، تنوعت وظائفه في جهازه المصطلحي، فشملت التأسيس لتثبيت شريعتي الفطرة والدين, والدعوة إلى الخير أو الشر، والتحقيق لشؤون التدبير والتكليف. وباعتبار ذلك، احتل المصطلح موقعا عظيما داخل أسرته المفهومية؛ إذ ارتبط من خلال مفاهيمه التكوينية والتكليفية، المصدرية والاسمية، بالمصطلحات المنتمية إلى الكلام الإلاهي، والمؤسسة لبناء الشريعة التكليفية والتكوينية، والمتعلقة بالشؤون الإلاهية والجزاءات الأخروية.

كما ارتبط انطلاقا من مفاهيمه الدعوية، الإصلاحية والتخريبية، بالمفاهيم المجلية لحقيقة الدين الرسالية ووظيفة أتباعه التبليغية، والمفاهيم المعبرة عن وساوس الشيطان وأعمال أوليائه الإفسادية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير