تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

B أن انضمام "الأمور" إلى وصف "العزم", الدال على عقد القلب على الأمر, ووصف "العاقبة" المستعمل في معنى آخر الكفر والعصيان, أفاد نوعا من الأمور, وهي الطاعات والخلال الواجبة التي تعقد عليها العزيمة, والأعمال التي تصير إلى الله سبحانه للجزاء عليها في الدنيا والآخرة.

‘- نظرا لما تتسم به مشتقات الأمر في القرآن من قلة الموارد, وضآلة العناصر, لم يكن لها أثر كبير في تقوية دلالة المصطلح وإثراء مفهومه, ورسم تشعبه خارج نصوصه. ولعل أهم ما تحصل من دراستها: تكثيف مفهوم الأمر الشيطاني (الأمارة) , وتأكيد اتصاف الكملة من المؤمنين بفضيلة الأمر بالمعروف (الآمرون).

’- انتظمت المعلومات المصطلحية والمستفادات العلمية، المستلهمة من جميع نصوص المصطلح في سلك قضايا ثلاث: قضية الأمر الإلاهي, وقضية الأمر الشيطاني, وقضية الأمر الإنساني. وحاصل دراستها الموضوعية يتمثل في النتائج التالية:

B أن قضية الأمر الإلاهي بشقيها التكويني والتكليفي هي عمود قضايا الأمر في القرآن الكريم، بل هي قطب دعوة القرآن إلى الإيمان والإسلام، ومن ثم كان حشد موضوعاتها على التمام ضرب من المحال, والكلام في تفسيرها ليس كمثله كلام، ولئن طال، فليس على المتكلم تثريب ولا ملام.

B أن الأوامر التكوينية الإلهية, كما كشف عنها مسار البحث الطويل, غيب من الغيب الذي تتقاصر دون إدراكه الأفهام؛ لأنها – كصفات الله الأزلية - تتسم بخاصية الإحاطة بكل شيء, والتجلي في كل شيء؛ ولاغرو فقد تبين أنها نازلة من خزينة الكلام الإلهي الذي لا ينفد, نابعة من صفة الإرادة الإلاهية المطلقة, شاملة للدساتير الكونية؛ الدنيوية والأخروية, نافذة في جميع الأحياء والأشياء والأقدار, بمنتهى اليسر والاطراد؛ متجلية في مجالات متنوعة, تستعصي على الاستقصاء، كمجالات التكوين والتدبير والتسخير والقضاء؛ مجلية لعظمة ربوبيته سبحانه وحقيقة رحمته وحاكميته وقدرته، ممثلة من قبل الأسباب الظاهرة والغيبية, التي تدبر أمور قدر الله في الكون والخلق, وفي عالمي الشهادة والغيب.

وبما أن تلكم الأوامر التكوينية هي مناط القدر والقضاء, فقد أنجز البحث دراسات مصطلحية مركزة لعدد من المفاهيم التي هي منها بسبيل مقيم وعلى سبب متين، منها مفاهيم: الخلق" و"الإحياء" و"التدبير" و"التصريف" و"القضاء" ... الأمر الذي يسر الولوج إلى مجالاتها المتشعبة, ورسم أبعادها الممتدة, وعزز حقيقتها القدرية, وبين وجوه الفصل والوصل في علاقاتها بأسرتها المفهومية، ولاسيما بمفهومي: "الخلق" و"القضاء" ... , وأكد سماتها البارزة: سمات التحقق , والنفاذ, والثبات, والوحدة والسرعة, والتقدير والتدبير لكل شيء وفق ما سطر في الكتاب.

وبالجملة, فإن هذه الدراسة للأوامر التكوينية أسهمت في رسم صورة مقاربة للكمال عن مفهوم هذه الأوامر وتجلياتها ووسائل امتثالها وتمثيلها؛ صورة فتحت من كل شيء نافذة للعلم بالله وكلامه وكمالاته, والعلم بأقضيته وأقداره, والعلم بالكون وقوانينه وأعماله.

Bباستقراء مسالك البحث في حقيقة الأوامر التكليفية ومجالاتها, يتحصل:

& oacute; أن الدراسة المصطلحية لمفاهيم:"التكليف" و"الدين" و"الوحي" أسهمت في توسيع مفهوم الأمر التكليفي, وتبيين أبرز خصائصه وعلاقاته, التي تعزز موقعه الأصيل, المؤسس لتثبيت دين الإسلام, وتنظيم حياة الإنسان؛ كصلات الأمر ب"الدين" و"الدين" ب"الفطرة"، وسمات: الثبات والاستقامة, والحق, واليسر, والإحياء ...

كما ذللت هذه الدراسة سبيل الكشف عن مصدره السامي ومقامه العالي, من خلال تجلية حقيقة الوحي المنزل على الأنبياء, وعلو موقعه ضمن سائر الكلام الإلهي, وعادت بالبيان على وسائطه الغيبية والبشرية، مما نفى عنهم دعوى الربوبية وعزز وظيفتهم التبليغية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير