الأولى يؤكد فيها أن الجهاز ليس بديلا للإمام وانه مصمم لمن يصلي بمفرده كما انه ليس بديلا عن صلاة الجماعة ..
والثانية: أشار فيها إلى انه سيتم التنويه في دليل المستخدم على وجوب قيام المصلي بقراءة الفاتحة والتشهد بنفسه وإتباع كافة الخطوات الشرعية في الصلاة.
وجاءت إجازة دار الإفتاء المصرية التي حملت توقيع ثلاثة من مشايخ أمانة الفتوى وهم محمد وسام عباس ومحمد شلبي وعماد الدين احمد عفت كالتالي:
الجهاز بحسب ما قرأنا عنه في الطلب ومزاولتنا استخدامه (حيث أرفق السائل نموذجا منه) جائز استعماله من الناحية الشرعية في الجملة، وان كنا نقترح أموراً تحسينية وهي:
- جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، حيث يقرأ القارئ (الجهاز) ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده.
- استخدام تسجيلات لقراء مجيدين من ناحية فن التجويد والتلاوة.
- إضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله في موضعهما من سياق الصلاة.
- وضع إمكانية اختيار كم القرآن المسموع في بداية التشغيل بالصفحات أو الأرباع أو ما شابه، ليناسب الصلوات التي يحب المصلي تطويلها أو تقصيرها.
- حبذا لو جعلنا بعد تكبيرة الإحرام نص دعاء الاستفتاح، وفي الركوع والسجود أذكار كلا منهما وأدعيتها.
وملاحظة أخيرة: على الباعث لعمل الجهاز، وهو سماع المصلي للقرآن الكريم بهذا الجهاز -كما ورد في السؤال- فالحقيقة أن المطلوب في صلاة الفرد هو التلاوة لا السماع فالسماع يكون في صلاة الجماعة الجهرية حيث يستمع المأمومون لقراءة الإمام أما المنفرد فانه يتلو ولا يستمع إلا لنفسه، وعليه فان طريقة المصحف المعلم المقترحة هي المحققة لهدف صلاة الفرد المطلوبة للسائل.
المؤيدون والرافضون
وعلى الرغم من كل مزاياه ونتائجه الجيدة التي ذكرها مخترعه إلا أن علماء الدين انقسموا حيال هذا " الإمام الالكتروني بين مؤيد ومعارض "
ويأتي على رأس المؤيدين لهذا الاختراع الدكتور علي جمعة مفتي مصر حيث يؤكد أن الإسلام كمنهج وحياة لا يتعارض مع منجزات العلم بقدر ما يتفاعل معها ارتباطاً بتقدير الإسلام للعلم والعلماء ودورهم في تعمير الأرض وتطويرها والتيسير على الإنسان في كل أمور حياته، ومن هنا فقد أفتى بشرعية الجهاز مع مراعاة نقاط عدة منها جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، إذ يقرأ القارئ ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده واستخدام تسجيلات بقراءة مجيدين لفن التجويد والتلاوة وإضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي في موضعيهما من سياق الصلاة.
وعلى الجانب الآخر يرى الدكتور صبري عبد الرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين العلم والمدنية ويتماشى مع جميع الحضارات ويدعو للبحث العلمي ويعمل على رفع مستوى الفرد والجماعة بشرط ألا يتعارض ذلك مع نص من كتاب الله أو سنة رسوله. وإذا كان العصر الحضاري قد خرج علينا بمستجدات ومخترعات فإننا نقول لهذه المستحدثات مرحبا من أجل خدمة البشرية وتطورها، ولكن مهلا فيما يتعلق بالعبادة لأن العبادة علاقة خاصة بين الفرد وربه.
ويوضح د. صبري أن توظيف التكنولوجيا في أمر العبادات مرفوض تماما لأن العبادات ما سميت عبادة إلا لأن العقل ليس فيه مجال وإنما لاعتماده فيها على السمع والطاعة والانقياد لأمر الله عز وجل.
فالصلاة مثلا شرعها الإسلام وللإنسان أن يؤديها منفردا أو في جماعة، وإذا أداها في جماعة فإننا نقول أنه يشترط في المأموم أن يرى الإمام أو يسمع صوته أو يتصل بصف متصل بصفوف الإمام من غير واسطة أي من غير متابعة على الأجهزة الالكترونية كشاشة التلفاز أو الأقمار الصناعية، وذلك لأن مشاهدة الإنسان لإمامه عن طريق الوسائل العلمية المستحدثة وليس عن طريق المباشرة يؤدي لانشغاله بمشاهدة الإمام عبر الشاشة فيضيع منه الخشوع الالتزام لكمال الصلاة، مشيراً إلى أن الصلاة بهذه الكيفية خلف الإمام الالكتروني المزعوم تضيع تماماً عندما يحدث عطل مفاجئ لهذه الأجهزة فلا يستطيع المصلي أن يتابع إمامه.
¥