تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويتابع د. صبري عبد الرءوف، أن قول خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم: «أنما جعل الإمام ليؤتم به» فهذا يعني أنه إذا قرر هؤلاء المخترعون جعل هذه الأجهزة الالكترونية لتؤم من يصلي منفرداً فقط فإن ذلك ليس جائزاً إلا في حالة من يسمع هذا الجهاز الالكتروني قبل الدخول في الصلاة من باب التعليم أو الاسترشاد كمن دخل في الإسلام حديثا أو من في حكمه فلا مانع من ذلك.

أما أن دخل الإنسان في الصلاة فلا يحل له بأي حال من الأحوال أن يتابع صلاته عن طريق أي من هذه الأجهزة الالكترونية وعلى ذلك فكان الأولى لهؤلاء المخترعين أن يبحثوا عما يعود بالنفع العام للمجتمع بعيداً عن نطاق العبادات لأنها ترتبط بحقوق العبودية لله بما يعني حقوق السمع والطاعة للخالق العظيم هذا هو عين العبودية لله التي ينبغي للمسلم إن يتخلق بها وان يسير على منهجها.

ويخلص د. صبري عبد الرءوف إلى التأكيد بأن استخدام ما يسمى بالإمام الإلكتروني بدعة لأنها لا تتماشى مع الخشوع والإخلاص لله حال الصلاة.

في الوقت الذي يؤكد فيه د. عبد الحي عزب أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة بجامعة الأزهر عدم تعارض الأحكام الشرعية مع تطور العقل البشري والاختراعات التي تيسر حياة الإنسان في كل زمان ومكان، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت خاتمة لكافة الشرائع السماوية ولما كانت شاملة للأحكام بأنواعها من عبادات ومعاملات لضبط حياة الفرد والمجتمع سواء ما يتعلق منها بالأمور الدنيوية أو الأخروية، ومع هذا فقد تركت الشريعة مساحة واسعة لمجال الفكر والعقل والنظر فنجد القرآن الكريم يحث العقل كي يتحرك ويحث الإنسان على النظر والتدبر في مخلوقات الله وملكوته ولذلك تختم الكثير من الآيات بقوله تعالى: {أفلا يعقلون}، {أفلا تبصرون}، {أفلا يتدبرون}. وهذا يؤكد إن الدين الإسلامي لا يقف حجر عثرة أمام التقدم العلمي والابتكار الذي يسهل له أمور حياته. وهنا نجد المولى عز وجل يقول في سورة «النحل» {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}.

ويضيف د. عبد الحي أن تلك الابتكارات التكنولوجية والاليكترونية الحديثة التي تعود بالنفع العام على الإنسان قد تندرج تحت قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعلمون} بشكل مباشر أو بطريق غير مباشر من خلال تعليم الإنسان ما لا يعلم، وهذا في ذاته تأكيد على أن الإسلام لا يصادر فكراً أو معرفة بل هو دين الانسجام مع الحياة، ألا إن الأحكام والأمور الشرعية تتنوع تنوعاً كبيراً ومنها ما يخص العبادات التي رسم لها الشارع الحكيم من المعالم التي يجب أن تؤدى بها كالصلاة فهي تؤدى إما فردا أو جماعة وتؤدى بالصفة الشخصية ولا يجوز إن ينوب فيها شخص عن آخر لأنها علاقة رسمية وصلة وثيقة بين العبد وربه.

ويشير د. عبد الحي عزب إلى أن: لا حاجة عملية لذلك خاصة أن للمسلم أن يصلي بالهيئة والصفة التي يتمكن منها فإن لم يستطع قائماً فجالساً وان لم يستطع جالساً فنائماً وان لم يستطع القراءة أطلاقا فليجر على لسانه الصلاة ولو بالدعاء.

وحول إمكانية توظيف هذه التكنولوجيا لتعليم الجاهل بأحكام وشروط الصلاة من الداخلين في الإسلام حديثاً يوضح د. عزب، أن الحديث عهداً بالإسلام ولا يستطيع قراءة الفاتحة فإنه يجوز استخدام هذا الصوت عبر الجهاز الاليكتروني بحيث يسمع الفاتحة ويرددها خلفه، وهذا لا مانع شرعياً فيه انطلاقاً من عدم معرفته بفاتحة الكتاب، وهذه الرخصة تدخل في باب الضرورة ووفقاً للقاعدة الفقهية وهي أن الضرورة التي تقدر بقدرها .. وهذا يعني أن هذه الضرورة تقتصر على أهلها فإذا وجد مضطر لاستخدام هذا الجهاز الاليكتروني فإن حالته لا تنسحب على غيره والرخص هنا تمنح بدافع الضرورة.

ويؤكد د. عبد الحي عزب إنه لا يجوز أن نعمم هذه الرخصة ونقول أن المذياع يقرأ أو تقوم قراءة المذياع مقام قراءة الفرد للقرآن أثناء الصلاة، أو القول بأن الإمام يصلي في الكاسيت أو الجهاز الاليكتروني ونحن نصلي خلفه فهذا ممنوع منعاً باتاً، لأنه طريق إدخال في الدين ما ليس منه، مشيراً إلى انه إذا كان أرباب الديانات الأخرى يحترمون ما فيها من طقوس، فنحن أولى منهم باحترام طقوس عبادتنا، وإلا فالإسلام لا يرغم أحدا على الدخول فيه أو البقاء فيه، وعلى ذلك فإن ما يسمى بالإمام الاليكتروني يعد نوعاً من "البدع التي يبتغون من ورائها تشويه العبادة".

ويصف الدكتور محمد داود عميد معهد معلمي القرآن الكريم مثل هذه التكنولوجيا بالعلم المشبوه الذي يهدف إلى صرف المسلمين عن الدين مدللاً على ذلك بصلاة الجمعة التي لا تصح بدون خطبة، مؤكداً أن ذلك يخل بشرط من شروط صحة الصلاة وهو خطأ يجب رده.

ورفض د. محمد داوود إمكانية إجازة الإمام الاليكتروني لما له من تداعيات خطيرة تتصل بإمكانية صرف المسلمين عن الذهاب للمساجد.

إلا إن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة في حالة اقتناء مثل هذا الجهاز:

ماذا ستكون النتيجة وهل سيظل يوم الجمعة العيد الأسبوعي للمسلمين الذي يجتمعون فيه في المساجد، وسؤال آخر يطرح نفسه هل من سيصلي بهذا الجهاز سيأخذ ثواب صلاة الجماعة، وكيف سيكون للمصلي بكل خطوة يخطوها للمسجد يأخذ به حسنة وترفع عنه سيئة.

4 - 6 - 2007

http://www.moheet.com/asp/subject.asp?ch=1

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير