تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورغم الفارق الزمني الكبير إلا أن الجدل الفقهي الدائر في مصر هذه الأيام يؤكد أن التاريخ يعيد نفسه دائما،* ?إذ بدا* ?غير مفهوم وغير مقبول أن يخرج علينا الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بفتواه العجيبة عن تبرك الصحابة ببول الرسول صلي الله عليه وسلم،* ?فماذا يفيد المسلمون بهذه الفتوي التي ذكرها في كتاب له* (?حسنا فعل بسحبه من التداول*) ?وهل كانت رسالته ومعجزته صلي الله عليه وسلم في* "بوله*" ?أم في كتاب الله المنزل والشريعة السمحاء الداعية إلي اعمال العقل والفكر والعلم واعمار الدنيا وإعلاء قيمة الإنسان باعتباره أكرم المخلوقات؟ *! ?

ولعل فتوي المفتي* (?وهو بالمناسبة ليس أزهريا في الأساس*) ?تؤكد ضرورة إعادة النظر في قرار اختيار مفتي البلاد بل شيخ الأزهر ايضا،* ?والعودة مرة أخري إلي تشكيل هيئة كبار العلماء التي كانت بدورها تختار من بينها شيخ الأزهر،* ?والتي يتعين أن تختار ايضا المفتي،* ?باعتبار أن المنصبين الجليلين يتطلبان مواصفات ومقومات خاصة،* ?وعلماء الأزهر هم الأجدر علي تحديدها ثم اختيار من تتوافر فيه*.?

لقد كان من المفترض أن ينشغل علماء وفقهاء الإسلام في مصر وعلي رأسهم شيخ الأزهر والمفتي بقضايا الوطن والناس وهي كثيرة ومتعددة،* ?كان عليهم الدعوة إلي التمسك بالفضائل والقيم والأخلاقية التي حض عليها الدين* .. ?وفي مقدمتها الصدق والتراحم والاخلاص في العمل والتكافل الاجتماعي في كافة المعاملات باعتبار أن الدين ليس كله عبادات،* ?وإنما الدين المعاملة*.?

كان من المفترض أن ينشغل علماء وفقهاء الإسلام في مصر بالدعوة إلي نبذ الكذب والغش والخداع والسرقة والسطو علي المال العام* .. ?داعين أثرياء هذا البلد ورجال الأعمال والتجار إلي الرحمة بالناس والامتناع عن الاحتكار والمغالاة في الأسعار والتهرب من دفع الضرائب وايتاء الزكاة عن أموالهم المكدسة*.?

من المفترض ايضا أن يتصدي علماء وفقهاء الإسلام في مصر لظاهرة الفساد بكل أشكاله والذي استطرق واستشري في المجتمع ينخر في أوصاله وجذوره يكاد يدمر الوطن*.?

* ?كان علي علماء وفقهاء الإسلام في مصر أن ينشغلوا بالبحث عن حلول من الشريعة الإسلامية لقضايا البطالة والفقر والغلاء وأزمة الإسكان وتأخر سن الزواج وارتفاع معدلات العنوسة،* ?وكان عليهم الانشغال بظاهرة العنف الاجتماعي والأسري الذي استشري علي نحو خطير وكيف يمكن وبالشريعة الإسلامية التصدي لهذه الظاهرة صونا* ?لأمن المجتمع وأمانه*.?

أما تلك الفتاوي المثيرة للبلبلة،* ?وما يتبعها من جدل فقهي عقيم حول أمور تافهة وهامشية لا تنفع الناس في دينهم أو دنياهم فهي دليل مرض أو هي عرض لمرض هو اضمحلال فكري وثقافي وفقهي ناتج عن اضمحلال سياسي واقتصادي واجتماعي*.?

يا علماء الأزهر* .. ?يا فقهاء الإسلام في مصر*: ?أوقفوا هذا العبث الفقهي لأنه فقه اضمحلال،* ?فالأزهر كان دائما منارة الإسلام والفقه المستنير والصحوة والنهضة*.?

http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35401&Page=11

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير