الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية هو بطل التغطيات الصحفية لهذا الأسبوع الساخن بفتاواه الشاذة وآرائه المستفزة .. فقد حملت جريدة الأسبوع في عددها الصادر هذا السبت كارثة صدمة جديدة ساندها علي جمعة بفتوى قالت الأسبوع أنها منشورة على الموقع الرسمي لدار الإفتاء .. ففي تقرير له كتب مصطفى سليمان عن مراكز إخصاب في مصر تستخدم تقنية dep الوراثية لتعديل بعض الخلل الوراثي في الأجنة لكن المراكز المصرية تستغل هذه القضية في التحايل على الفطرة ولتحديد نوع الجنين بالتخلص من الإناث .... وهو ما يمثل عودة للجاهلية بوأد الإناث في عالم الأجنة .. الكارثة الحقيقية في الأمر أن تقرير مصطفى سليمان كشف أن فتوى منشورة على موقع دار الإفتاء تجيز هذا الفعل الآن تحت زعم أن هذا تعرض لنعمة المولى وأن تحديد الجنين مباح لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص في التحريم .. وكأن المفتي
كان يريد أن ينزل نص بتحريم استخدام الهندسة الوراثية في تحديد نوع الجنين ...
وعن المفتي أيضا خصصت مجلة روز اليوسف في عدد هذا الأسبوع ملفا حول زلات المفتي وكوارثه "فتواه" ... ملف روز اليوزسف ركز على صفة قال أنها موجودة في شخصية المفتي .. هي صفة الخيلاء ... وبحسب مل ف روزا .. تتضح هذه الصفة في التأنق الشديد الذي يظهر بع المفتي في التليفزيون وحرصه على الظهور المبالغ فيه في وسائل الإعلام ... وضمن ملف روزا أيضا تقرير عن خطاب علي جمعة في المؤتمر الدولي الذي حمل عنوان "الإسلام والمسلمون في العالم" الذي عقد في لندن في يوليو الجاري
في ذلك المؤتمر هاجم جمعة الخلافة الإسلامية وزعم أنها لا أساس لها في الإسلام وأشاد بالليبرالية واعتبروها من الإسلام؟ .. وعن المفتي أيضا نقلت جريدة المصري اليوم في عدد الأحد نفي المفتي صحة ما تردد أنه اعتذر عن فتواه الشاذة حول التبرك ببول الرسول ..
وعودة لعدد مجلة روزاليوسف لهذا اليوسف حيث صدر كرم جبر مقاله الافتتاحي بالدعاء الشهير الذي خاطب به الشيخ الشعراوى الرئيس مبا رك (فليعينك الله علي أن تتحملنا) .. ومن عدد الاثنين من المصري اليوم نعرف أن الانبا شنودة صادر كتابا يحمل أفكار الأب متى المسكين وهو كتاب مترجم عن اللغة الروسية.
*مقالات:
مقالات:
في جريدة الأسبوع كتب أسامة أيوب تحت عنوان: "فقه الاضمحلال" ... مقارنة بين التهييس الفقهي الذي تعيشه مصر حاليا متمثلا في فتاوى البول و رضاعة الكبير والعبث الفقهي الذي كان ساريا في بغداد الخلافة التي انهارت تحت سنابك خيل المغول ... نقرأ:
هذا الجدل الفقهي الدائر في مصر حاليا حول قضايا دينية هامشية لا نفع منها بل ضرر كبير،* ?في مقدمتها فتوي* "?إرضاع الكبير" ?وفتوي المفتي بتبرك الصحابة بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم،* ?والتي استدعت أن ينعقد المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بقضه وقضيضه لحسم الخلاف* .. ?هذا الجدل يعيد إلي الأذهان ذلك الذي كان دائرا بين علماء وفقهاء الإسلام عندما كانت جحافل جيش المغول علي أبواب بغداد عاصمة الخلافة العباسية بعد أن اجتاحت واحتلت الأطراف الشرقية للدولة الإسلامية الكبري*.?
فرغم الخطر الداهم المحدق كان الفقهاء والعلماء والمسلمين جميعا خاصتهم وعامتهم منشغلين بقضايا تافهة* .. ?غارقين في خلافات فقهية حادة حول قضايا مفترضة مختلقة* - ?يعف القلم عن ذكرها* - ?لا مجال لحدوثها في الواقع*.?
وبينما كان الجدل الفقهي دائرا ومحتدما،* ?كانت الدولة تتحلل وتتفكك* .. ?الخليفة* ?غارق في ملذاته*. ?كبار أمراء الدولة تفرغوا للمؤامرات والصراع علي السلطة وجمع الأموال والجواري* .. ?أثرياء الأمة ومترفوها يعيشون حياة اللهو والسفه* .. ?فقراؤها يتضورون جوعا والمغول اخترقوا الدولة وجندوا منهم العملاء*. ?هذه الأوضاع كانت مقدمة طبيعية لنتيجة حتمية وهي سقوط بغداد وانهيار الدولة الإسلامية الكبري بانتهاء الخلافة العباسية*! ?
وإذا كان من المؤكد أن انشغال علماء الإسلام في بغداد بتلك الخلافات الفقهية التافهة والفتاوي المثيرة للفتنة* .. ?لم يكن هو السبب في اجتياح المغول لعاصمة الدولة العباسية،* ?إلا أنه في حقيقة الأمر كان مظهرا من مظاهر اضمحلال الفكر والثقافة بل اضمحلال الفقه الديني ذاته،* ?وعلي النحو الذي عكس اضمحلال الدولة كلها*.?
¥