ـ[توبة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:31 م]ـ
هل هناك -سواء من المثبتين أو النفاة- من فرق في القول بحجّية التحسين والتقبيح العقليين، بين العادات والعبادات؟
أرجو التوضيح ...
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:48 م]ـ
شكرا لابى حازم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الفاضل مصطفى سعد جزيت خيراً ووفقك الله لكل خير.
أخي الكريم توبة وفقك الله:
لا أعلم من فرق بين العبادات والعادات، نعم اختار الرازي في آخر مصنفاته القول بالتحسين والتقبيح العقليين في أفعال العباد دون أفعال الله تعالى كما ذكر ابن تيمية _ رحمه الله _ في منهاج السنة النبوية (1/ 450)
ونرى بعض الحنفية كالسرخسي وغيره يبستدلون لإثبات حجية العادة والعرف بأن " نزع الناس عن عاداتهم فيه مشقة وحرج ".
كما أن هناك كثير من الأصوليين يستدلون لحجية العرف والعادة بأن الأصل في الأشياء أو المنافع الإباحة.
ولا شك أن مسألة رفع الحرج ورفع المشقة والأصل في الأشياء كلها تعود في تأصيلها إلى أصل التعليل في أفعال الله عز وجل وأحكامه وسبق بيان الارتباط بين التعليل والتحسين والتقبيح العقليين.
فمن هذه الجهة البعيدة كما نرى يكون هناك نوع ارتباط بين العادات والتحسين والتقبيح العقليين.
كما أن بعض الأصوليين يعرفون العادة بأنها ما يتكرر من غير دلالة عقلية ويريدون بذلك إخراج ماتكرر بالعقل كالأثر والمؤثر فكلما تكرر الأثر تكرر المؤثر ويعني ذلك أن مستند تكرار العادة ليس العقل، لكننا من جهة أخرى نعلم أن الخلق لا يعتادون فعل شيء بالأغلبية _ وهو العرف أو العادة المحتج بها _ إلا إذا كان مستحسناً لديهم. والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:07 ص]ـ
جازاكم الله خير الجزاء .....
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:15 م]ـ
نوقش في جامعة الملك سعود بحث بعنوان التحسين والتقبيح وهو في كلية التربية، فلعله يفيد في هذا الباب.
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 08 - 08, 01:36 ص]ـ
بارك الله فيك
ممن طرح المسألة بشكل جيد الدكتور محمد حسين الجيزاني في معالم الأصول فقال:
مسألة التحسين والتقبيح العقليين
والكلام على هذه المسألة يمكن ضبطه في النقاط التالية:
أ- المراد بالحُسْن والقبح.
ب- الأقوال في المسألة.
جـ- أصول مهمة عند أهل السنة.
د- تفصيل مذهب أهل السنة.
ه- مذهب أهل السنة وسط بين الطرفين.
و- تنبيهات.
أ- المراد بالحُسْن والقُبْح:
يطلق الحسن والقبح بثلاثة اعتبارات ():
الاعتبار الأول: بمعنى ملاءمة الطبع ومنافرته، فما لاءم الطبع فهو حسن؛ كإنقاذ الغريق، وما نافر الطبع فهو قبيح؛ كاتهام البريء.
الاعتبار الثاني: بمعنى الكمال والنقص، فالحسن: ما أشعر بالكمال؛ كصفة العلم، والقبيح: ما أشعر بالنقص؛ كصفة الجهل.
والحسن والقبح بهذين الاعتبارين: لا خلاف أنهما عقليان، بمعنى أن العقل يستقل بإدراكهما من غير توقف على الشرع.
والاعتبار الثالث: بمعنى المدح والثواب، والذم والعقاب.
والحسن والقبح بهذا الاعتبار: محل نزاع بين الطوائف، وذلك على النحو الآتي:
ب- الأقوال في المسألة:
القول الأول: إثبات الحسن والقبح العقليين، بمعنى أن العقل يدرك الحسن والقبح، فهو يحسن ويقبح، وهذا مذهب المعتزلة ().
القول الثاني: نفي الحسن والقبح العقليين، بمعنى أن العقل لا يدرك الحُسن والقُبح، فالعقل لا يحسن ولا يقبح، وهذا مذهب الأشاعرة ().
القول الثالث: مذهب أهل السنة، وهم وسط بين الطرفين، وقبل تفصيل مذهبهم في هذه المسألة لا بد من ذكر أصولٍ لهم يُحتاج إلى بيانها في هذا المقام:
جـ- أصول مهمة عند أهل السنة:
? الأصل الأول: أنهم يثبتون الحكمة والتعليل في أفعال الله سبحانه وتعالى وأحكامه، فجميع الأوامر والنواهي مشتملة على مصالح العباد ().
قال ابن القيم: "كيف والقرآن وسنة رسول الله ? مملوآن من تعليل الأحكام بالحكم والمصالح وتعليل الخلق بهما والتنبيه على وجود الحكم التي لأجلها شرع تلك الأحكام، ولأجلها خلق تلك الأعيان، ولو كان هذا في القرآن والسنة في نحو مائة موضعٍ أو مائتين لسقناها، ولكنه يزيد على ألف موضع بطرق متنوعة.
¥