تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ إخواني في الله ـ هم خير الخليقة بعد الأنبياء والمرسلين، وهم الذين اصطفاهم الله تعالى لصحبة نبيه وخليله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا خير أصحاب وخير أصهار، مدحهم الله تعالى في كتابه الكريم، وأثنى عليهم وعلى ما حملوه من إيمان عظيم، فقال تعالى مبيناً حقهم وعظيم أجرهم: {وَ?لسَّـ?بِقُونَ ?لاْوَّلُونَ مِنَ ?لْمُهَـ?جِرِينَ وَ?لانْصَـ?رِ وَ?لَّذِينَ ?تَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـ?تٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ?لانْهَـ?رُ خَـ?لِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذ?لِكَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ} [التوبة:100]. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بذلوا الأموال والأرواح والمهج رخيصة في سبيل الله تعالى، حتى جعلت الواحد منهم يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحري دون نحرك يا رسول الله) فتفجرت بذلك دماؤهم الزكية، وتناثرت أشلاؤهم الطاهرة في الجهاد في سبيل الله، وهم يذبون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرفعون كلمة التوحيد خفاقة، حتى انتشر الإيمان والإسلام في أرجاء المعمورة وأطرافها، واندحر الشرك ـ إخواني في الله ـ والإلحاد تحت سنابك خيولهم، فكانوا أحق الناس بكلمة التقوى وأهلها حيث قال الله تعالى عنهم: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ?لتَّقْوَى? وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح:26]، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الصادقون في إسلامهم، أصحاب المنزلة الرفيعة والمكانة العلية، العدول الأثبات الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم ففد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)) رواه الترمذي.

ولهذا إخواني في الله، أجمع أهل السنة والجماعة على فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة الاثنا عشرية، حيث حكموا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالردة والخروج من الدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قال التستري وهو من كبار علمائهم في كتابه إحقاق الحق ما نصه: "كما جاء موسى للهداية، وهدى خلقاً كثيراً من بني إسرائيل وغيرهم، فارتدوا في أيام حياته، ولم يبق فيهم أحد على إيمانه سوى هارون عليه السلام، كذلك جاء محمد صلى الله عليه وسلم، وهدى خلقاً كثيراً، لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم" انتهى. كما ذكر الكليني في الكَافي والعياشي في تفسيره، والمجلسي في "بحار الأنوار" ما نسبوه كذباً وزوراً إلى محمد بن علي الباقر أنه قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة" انتهى.

واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد شيوخ الشيعة الإمامية وهو يقول: إن جميع الناس يعني: الصحابة رضوان الله عليهم قد ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أربعة عياذاً بالله تعالى، فاستمع ماذا يقول: "يقول الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: ارتد الناس بعد الحسين إلا قليل، كما ارتد الناس بعد رسول الله إلا أربعة أشخاص، ارتد الناس بعد مقتل الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام إلا قليل، هكذا كان الوضع عندما تسلَّم الإمام السجاد أزمة الأمور وأزمة العالم بأجمعه".

كما سأبين لك ـ أخي في الله ـ بعض أقوالهم في أعظم وأحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنرى مدى جراءة وافتراء وظلم الشيعة في حق الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وإلى أولهم:

عائشة رضي الله عنها فهي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق، الطاهرة المطهرة التي نشأت في بستان الطهر، وتربت في واحة العفة والحياء، حبيبة حبيب الله صلى الله عليه وسلم، وصديقة فراشه العفيفة المبرّأة من فوق سبع سموات، والتي مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه الشريف بين سحرها ونحرها، وريقه الشريف قد خالط ريقها، والتي قبض ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو راضٍ عنها، والتي يقدمها أهل السنة والجماعة على عشائرهم وقبائلهم، بل والله على أمهاتهم وآبائهم لقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحبه الشديد لها، حيث سئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: ((عائشة)) رواه البخاري، والتي تغنى بها وبتقواها وبطهرها شعراء أهل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير