تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - حديث عاشوراء في أعلى درجات الصحة؛ إذ رواه الأئمة: مالك في الموطأ و أحمد في المسند والبخاري ومسلم في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب بعد القرآن الكريم ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجهْ في سننهم ورواه الحاكم في مستدركه ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.

4 - صيام يوم عاشوراء كان معظماً في قريش قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يصومونه.

5 - صام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون يوم عاشوراء في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة حتى جاء فرض رمضان فخيرهم النبي صلى الله عليه وسلم في صيامه.

6 - النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب موافقة أهل الكتاب ومخالفة المشركين أهل التباب فيما لم يؤمر به حتى يأتيه الوحي؛ ذلك أن

(شرع من قبلن اشرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه) وهذه القاعدة نطبقها بأمرين اثنين معتبرين لاثالث لهما وهما كما في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم جـ 1 ص 464:

((الأول: أن يثبت أن ذلك شُرع لهم بنقل موثوق به: مثل أن يخبرنا الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو يُنقل بالتواتر ونحو ذلك

الثاني: أن لا يكون في شرعنا خاص في ذلك)).أهـ

.

7 - صام النبي والمسلمون معه يوم عاشوراء في المدينة (اختياراً بعد فرض رمضان) حتى السنة العاشرة من الهجرة ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابلٍ لأصومن التاسع يعني يوم عاشوراء وفي رواية أبي غطفان بن طريف المري عن ابن عباس قال حين صام رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله:إنه يومٌ يعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمت اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله {صلى الله عليه وسلم})). من أفراد مسلم

[س] لِمَ لَمْ تأتِ المخالفة إلا في ذلك التوقيت؟

[ج] الجواب: بعد حكمة الله العليم الخبير مايلي:

1 - أتى الأمر من السماء للنبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة كل الكفار والمشركين في السنة العاشرة من الهجرة بعد أنِ استقر الإسلام وتم له التمكين ووجد له أعواناً يدافعون عنه بأرواحهم وصارت لهم دولة لها هيبتها أما مخالفة في وقت استضعاف لا تأتي من حكيم خبير وهذا مقرر عند علماء الأمة كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في كتابه العملاق اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم وهوكتاب ماتع شارح لصدور و أرواح الموحدين و كاسر وخالع لقلوب أصحاب الجحيم. يقول جـ1 ص 177 - 178: ((ومما يوضح ذلك أن كل ما جاء من التشبه بهم إنما كان في صدر الهجرة ثم نسخ ذلك لأن اليهود إذ ذاك كانوا لا يميزون عن المسلمين لا في شعور ولا في لباس لا بعلامة ولا غيرها

ثم إنه ثبت بعد ذلك في الكتاب والسنة والإجماع الذي كمل ظهوره في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما شرعه الله من مخالفة الكافرين ومفارقتهم في الشعار والهدى

وسبب ذلك أن المخالفة لهم لا تكون إلا بعد ظهور الدين وعلوه كالجهاد وإلزامهم بالجزية والصغار فلما كان المسلمون في أول الأمر ضعفاء لم يشرع المخالفة لهم فلما كمل الدين وظهر وعلا شرع ذلك

ومثل ذلك اليوم لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورا بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر لما عليه في ذلك من الضرر بل قد يستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك

مصلحة دينية من دعوتهم إلى الدين والاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك أو دفع ضررهم عن المسلمين ونحو ذلك من المقاصد الصالحة

فأما في دار الإسلام والهجرة التي أعز الله فيها دينه وجعل على الكافرين بها الصغار والجزية ففيها شرعت المخالفة وإذا ظهرت الموافقة والمخالفة لهم باختلاف الزمان ظهرت حقيقة الأحاديث في هذا

الوجه الثاني لو فرضنا أن ذلك لم ينسخ فالنبي صلى الله عليه و سلم وهو الذي كان له أن يوافقهم لأنه يعلم حقهم من باطلهم بما يعلمه الله إياه ونحن نتبعه فأما نحن فلا يجوز لنا أن نأخذ شيئا من الدين عنهم لا من أقوالهم ولا من أفعالهم بإجماع المسلمين المعلوم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه و سلم ولو قال رجل يستحب لنا موافقة أهل الكتاب الموجودين في زماننا لكان قد خرج عن دين الأمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير