11 - القرآن العظيم: للحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري (ت 256هـ) في صحيحه،كتاب فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، ج 2، ص 103، دار الفكر، والإمام أحمد (ت 241هـ) في مسنده: (الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
وعلل القرطبي (ت 671 هـ) هذه التسمية بقوله: " سميت بالقرآن العظيم بتضمنها جميع علوم القرآن وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله عز وجل بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم، وكفاية أحوال الناكثين، وعلى بيانه عاقبة الجاحدين " القرطبي ج 1، ص 173/ 174 ".
12 - الرقية: السورة بأجمعها رقية، فهي فاتحة القرآن الكريم، ومتضمنة لجميع علومه، وقد دل الحديث النبوي الشريف على ذلك، وعززه القرآن الكريم (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الإسراء:82).
13 - الكنز: لقوله صلى الله عليه وسلم حاكيا عن الله عز وجل: (فاتحة الكتاب كنز من كنوز عرشي) " أخرجه البيهقي (ت 458 هـ) في شعب الإيمان، ج 2، ص 448، دار الكتب العلمية ".
ثانيا: فضائل سورة الفاتحة:
ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث متعددة، مما يدل على عظم شأنها، وقد اقتصرنا على ثلاثة أحاديث توخيا للاختصار، وهي:
1 - روى الإمام مسلم (ت 261 هـ) في صحيحه عن ابن عباس (ت 68 هـ) أنه قال: (بينما جبريل قاعد مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا الملك ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين قد أوتيتهمالم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) " صحيح مسلم، باب فضل الفتاحة و خواتيم سورة البقرة " صحيح مسلم، باب فضل الفاتحة و خواتيم سورة البقرة، ج 2، ص 458، رقم الحديث 247، دار الشعب، مصر ".
2 - عن أبي سعيد ابن المعلى (ت 73 هـ) قال: كنت أصلي فدعاني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم أجبه، قلت يارسول الله: إني كنت أصلي. قال: ألم يقل الله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) سورة الأنفال، الآية 24 " ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟. فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت ألا أعلمك أعظم سورة من القرآن. قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. أخرجه البخاري (ت 256 هـ) في صحيحه كتاب فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، ج 2، ص 103، و الإمام أحمد (ت 241 هـ) في مسنده.
3 - عن عبادة بن الصامت (ت 34 هـ) ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) " أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب كتاب الصلاة، باب وجوب القراءة، ج 1، ص 184 ".
4 - عن أبي هريرة (ت 59 هـ) ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ: (و الذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، و لا في الزبور، و لا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، و القرآن العظيم الذي أعطيته) " أخرجه الترمذي (ت 279 هـ) في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل الفاتحة، ج 5، ص 155/ 156، طبعة الحلبي بمصر".
ثالثا: نزول الفاتحة
اختلف العلماء في نزولها، ذهب أكثر العلماء إلى أنها نزلت بمكة، ومن ثم فهي مكية، وذهب مجاهد (ت 104هـ) إلى أنها نزلت بالمدينة ومن ثم فهي مدنية، وقيل إنها نزلت مرتين، مرة بمكة حين فرضت الصلوات الخمس، ومرة بالمدينة حين حولت القبلة. والقول بمكيتها أصح الأقوال قاله البغوي (ت 510هـ) " إنها مكية لأن الله تعالى منَّ على الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بقوله: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)، والمراد منها: فاتحة الكتاب. و سورة الحِجْرِ مكية، فلم يكن يمنّ عليه
¥