تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في مكة كفر بنو أمية كلهم وآمن عثمان بن عفان،لا لأن خطاب الوحي أثر فيه فاستجاب لمن يدعوه إلى الله، صاحِبه أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ كما فعل الزبير بن العوام وأبي عبيدة بن الجراح وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف حين استجابوا لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ. وإنما لأنه نشأ في بيت عقبة بن معيط ـ زوج أمه ـ.!!

فنشأة عثمان ـ رضي الله عنه ـ في كنف عمِّه وزوج أمه عقبة بن معيط الأموي أورثه جفاءً من ناحية الأسرة ومن ناحية بني أمية عموماً جعله لا يسايرهم في كفرهم ولذا أسلم (18). واشتد إقباله على الإسلام بحديث لخالته الكاهنة التي تنبأت له فاتبع محمداً صلى الله عليه وسلم.

هكذا يقول عبّاس. وكأنه يحكي قصة مسلسل!!

ولا تصدق عباس. فكل هذا من عنده. يتقمص شخصية الكاهن الذي يخلط قليلاً من الحقيقة بكثيرٍ من الكذب.

لم يكن عثمان وحده مَن أسلم من بني أميه، بل لم يكن وحده من السابقين إلى الإسلام من بني أمية، كان منهم غير عثمان بن عفان عمرو بن سعيد بن العاص، وخالد بن سعيد بن العاص، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط (19) ـ، وهي من ذات البيت الذي نشأ فيه عثمان ـ رضي الله عنه وعنها ـ وقد أكثر العقادُ من الحديث عن بيت أبيها وكأنه كان يسكن فيه ولم يذكر شيئاً عن أم كلثوم بنت عقبة هذه ـ رضي الله عنها ـ.

فلم يكن بنو أمية كلهم صفاً واحداً ضد الإسلام، كونه خرج من بني هاشم؛ ولم يكن الأمر كما زعم العقاد جفاء بين عثمان وبني أمية دفعه إلى الإسلام وترك ما عليه قومه من الكفر، بل جاءت الأخبار أن عثمان كان محبباً لبني أمية، ولذا آووه يوم الحديبية ومنعوه، بل وعرضوا عليه أن يطوف آمناً بالبيت، وخاف عمر من توليته الخلافة حتى لا يجمع حوله بني أميه فيجتمع عليه الناس، بل وكانت قريش تحب عثمان كلها وكانت المرأة تهدهد طفلها وتقول: أحبك والرحمن حب قريش عثمان.

ولم يكن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ حبيس بيت عمه وزوج أمه (عقبة بن معيط)، يركله ويؤذيه، كما هو الحال اليوم فيما تصوره المسلسلات التليفزيونية تبغض الناس في الحلال، بل كان غنياً ثرياً يدير التجارة إلى الشام وداخل مكة، وكان زواج الأم بعد موت الأب من العم أو غيره أمراً عادياً، والعقاد يعرف ذلك في مكانٍ آخر وينكره أو يتنكر له هنا كما هي عادته (20).

المقصود هو بيان كيف أن العقاد لا يرى أثراً للعقيدة في أفعال أبي بكر والسيدة عائشة وعثمان بن عفان ـ رضي الله عنهم ـ.

والمقصود هو توضيح حال العقاد: بم يستدل؟ وعلى ماذا يبني تحليلاته.؟

المقصود هو بيان أن تحليلات العقاد خفيفة سخيفة تُضحك من يقرأ إن وقف أمامها ينظر قليلاً في حالها.

المقصود هو بيان أن عباس القعاد قليل الأدب مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

استراحة!

أكسرُ بها الملل، وأأكد فيها على ما مضى ثم أستأنف المسير.!!

نصٌ مجمل من كلام العقاد أبين فيه أن العقاد لا يرى أثراً للعقيدة في إسلام أحد من (العباقرة)، يقول في عبقرية الصديق: (وهكذا يبين لنا في إسلام أبي بكر كما بان لنا في إسلام كل رجل ذي بال من السابقين إلى الدعوة المحمدية أنها دعتهم إليها بأسبابها المقعولة فاستجابوا إليها بأسبابهم المعقولة التي توائم كلا منهم أصدق المواءمة ولا تحوج أحداً من المعللين والمفسرين إلى الخوارق المكذوبة، أو إلى تفسير الأمر بالوعد والوعيد ورغبة الجنة ورهبة السيف) (21)

وهو يكذب، وهو يسلك طريقَ الضالين، فالخطاب الشرعي ارتكز على الثواب والعقاب في دعوة الناس إلى الله رب العالمين، فلا تجد شبهةً ولا سؤالاً للمخالفين ولا تشريعاً للمؤمنين المتبعين إلا مشفوعاً بذكر اليوم الآخر تصريحاً أو تعريضاً (22).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير