تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - ثم كيف يذهب عبد الله إلى آمنة زوجته ثم يتركها ليذهب مسرعاً إلى تلك المرأة طالباً مِنها الزنا؟!!

فهذه سرعة غريبة مدهشة لا يتصورها العقل؛ فليس من المعقول أن يبغي الزنا في الساعة التي تزوج فيها ودخل فيها على امرأته.

5 - إننا إذا نظرنا إلى الشعر الوارد في هذه الأخبار على لسان المرأة، لوجدناه شعراً ركيكاً، مزيفاً، مصنوعاً، ملفقاً، مضطرب القافية، محشورة الكلمات فيه بشكل مصطلع واضح الدلالة على تلفيقه وبهذا كله يسقط الخبر الواهي ويدل على هذا قول ابن إسحاق، والطبري، وغيرهما ممن نقلوا الخبر – فيما يزعمون – وهو زعم باطل.

فالروايات كما رأينا لا تصح من جهة الأستانيد والمتون. [1]

حالة المجتمع العربي الأخلاقية قبل البعثة:

نحن لا نُنكر وجود بعض العادات السيئة في المجتمع العربي قبل البعثة المحمدية كانتشار البغاء وأصحاب الرايات الحمر [2] كما نراه اليوم في مجتمعات أخرى كأوروبا وأمريكا.

ومع ذلك كانت توجد هناك مقالة مشهورة عِند العرب ألا وهي " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.

فالطبيعي أن كل المجتمعات يكون بها الجيد والرديء، الصالح والطالح.

وحتى إن كثر الخبيث علي الطبيب، فالعبرة بتغيير الخبيث وتحسينه، وهذا ما يُحسب لنا. فالتغيير الجذري للعادات القبيحة التي كانت تسود المجتمع العربي يُنسب إلى الإسلام وتعاليمه السمحة التي حولت مجتمع كهذا يموج بالفظائع والعادات السيئة – مع وجود بعض العادات الحسنة – إلى مجتمع فاضل متحضر، و هذا ما يُلخصه جعفر بن أبي طالب في حواره مع النجاشي في كلمات صغيرة فيقول:

" كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ... " [3]

فهذه تحسب لنا، لا علينا.


[1] أنظر الكامل لابن الاثير ج 1 ص 546 هامش 1.
دلائل النبوة للبيهقي ج 1 ص 104 هامش 167.
السيرة النبوية لإبن هشام ج 1 ص 204 هامش 151.

[2] فكانت المرأة منهم تضع راية حمراء على باب منزلها لتعلن عن هذا حتى يغشاها الرجال وتأخذ أجراً على هذا.

[3] رواه أحمد في مسنده ج 1 ص 202 ح 1704، وقال الأرنؤوط في التعليق إسناده حسن.

نكمل مع النصرانى
النصرانى يقول
كانت أمه صلى الله عليه وسلم تقول ما رأيت من حمل هو أخف منه ولا أعظم بركة منه. وروى أبن حبان رحمه الله عن حليمة رضي الله تعالى عنها عن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت أن لأبني هذا شأنا إني حملت به فلم أجد حملا قط كان أخف عليّ ولا أعظم بركة منه.

السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب ذكر حمل أمه صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

قال أبن اسحق .. كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله التي أرضعته تحدث .... فلم يبلغ سنتيه (محمد) حتى كان غلاما جعفرا (غليظ) فكلمنا أمه وقلت لها لو تركت بنيّ عندي حتى يغلظ ... فردته معنا (ثم حدث له شق بطنه فأرجعته حليمة إلى أمه) قالت أمه (آمنة) أفتخوفت عليه الشيطان قالت قلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل ... فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف علىّ ولا أيسر منه

السيرة النبوية لأبن هشام باب ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاعته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير