تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن جهل ذلك المفتون الجاهل بالمقالات والفرق أنه لم يدر أن المعتزلة إنما اخترعت لفظ (الحشوية) لتسم به (الفرق الصفاتية) كافة من سالمية وأهوازية وكلابية وأشعرية وأهل حديث فكل من أثبت الصفات عندهم فهو حشوي ولذا قال ابن النديم في الفهرست (ص: 254): ((الفن الثالث من المقالة الخامسة في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب ويحتوي على أخبار متكلمي المجبرة وبابية الحشوية وأسماء كتبهم .. )) اهـ

وقال في ترجمة ابن كلاب أستاذ الأشعري (ص: 255): ((ابن كلاب من بابية الحشوية وهو عبد الله بن محمد بن كلاب القطان ... )) اهـ ثم ترجم لجماعة منهم الكرابيسي وأبو محمد قاضي السنة.

فجعل ابن النديم من الحشوية من كان كلابياً؛ولذا قال الجاحظ في صدر كتابه (خلق القرآن): " كتبت لك كتاباً، أجهدت فيه نفسي، وبلغت منه أقصى ما يمكن مثلي في الاحتجاج للقرآن، والرد على كل طعان. فلم أدع فيه مسألة لرافضي، ولا لحديثي، ولا لحشوي، ولا لكافر مباد، ولا لمنافق مقموع، ولا لأصحاب النظّام، ولمن نجم بعد النظّام، ممن يزعم أن القرآن خلق، وليس تأليفه بحجة، وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة، فلما ظننت أني قد بلغت أقصى محبتك، وأتيت على معنى صفتك، أتاني كتابك تذكر أنك لم ترد الاحتجاج لنظم القرآن، وإنما أردت الاحتجاج لخلق القرآن. وكانت مسألتك مبهمة، ولم أك أن أحدث لك فيها تأليفاً، فكتبت لك أشق الكتابين وأثقلهما، وأغمضهما معنىً وأطولهما، ولولا ما اعتللت به من اعتراض الرافضة، واحتجاج القوم علينا بمذهب معمر، وأبي كلدة، وعبد الحميد، وثمامة، وكل من زعم أن أفعال الطبيعة مخلوقة على المجاز دون الحقيقة، وأن متكلمي الحشوية والنابتة قد صار لهم بمناظرة أصحابنا، وبقراءة كتبنا بعض الفطنة لما كتبت لك، رغبة بك عن أقدارهم، وضناً بالحكمة عن إعثارهم، وإنما يكتب على الخصوم والأكفاء، وللأولياء على الأعداء، ولمن يرى للنظر حقاً، وللعلم قدراً، وله في الإنصاف مذهب، وإلى المعرفة سبب " اهـ

فجعل مناظري أصحابه المعتزلة حشوية ومن أشد مناظري المعتزلة وقتئذ ابن كلاب وأتباعه ومنهم الأشعري وغيره.وما أكثر أن يقرن الجاحظ وأذياله بين المشبهة والحشوية والنابتة فيسم بذلك كل من أثبت الرؤية والكلام ونحوهما لله تعالى وذلك بين في كتابه في الرد علي المشبهة.

ولذا قال الحافظ في (لسان الميزان 3/ 290): " فنقل عن محمد بن إسحاق النديم في الفهرست فقال كان من بابية الحشوية وله مع عباد بن سليمان مناظرات وكان يقول أن كلام الله هو الله فكان عباد يقول أنه نصراني بهذا القول قال المصنف في تاريخه كان بعد الأربعين ومائتين قلت وقد ذكره العبادي في الفقهاء الشافعية مختصراً فقال عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان ونقل الحاكم في تاريخه عن ابن خزيمة أنه كان يعيب مذهب الكلابية ويذكر عن أحمد بن حنبل أنه كان أشد الناس على عبد الله بن سعيد وأصحابه ويقال أنه قيل له ابن كلاب لأنه كان يخطف الذي يناظره وهو بضم الكاف تشديد اللام وقول الضياء إنه كان أخا يحيى بن سعيد القطان غلط وإنما هو من توافق الاسمين والنسبة وقول ابن النديم إنه من الحشوية يريد من يكون على طريق السلف في ترك التأويل للآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات ويقال لهم المفوضة وعلى طريقته مشى الأشعري في كتاب الإبانة " اهـ

وقال (لسان الميزان 5/ 72):" قد ذكر له الذهبي ترجمة في تاريخ الإسلام فيمن لم يعرف له وحده على رأس الأربع مائة فقال محمد بن إسحاق ابن النديم أبو الفرج الأخباري الأديب الشيعي المعتزلي ذكر أنه صنف الفهرست سنة سبع وسبعين وثلاث مائة قال ولا أعلم متى توفي قلت ورأيت في الفهرست موضعاً ذكر أنه كتب في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة فهذا يدل على تأخيره إلى ذلك الزمان ولما طالعت كتابه ظهر لي أنه رافضي معتزلي فإنه يسمي أهل السنة الحشوية ويسمى الأشاعرة المجبرة ويسمي كل من لم يكن شيعياً عامياً " انتهى

فلينظر الكاتب المجهول كيف ساوى بين ما تعارف عليه المنتسبون للسنة في الجملة لنبز الفرق الضالة والأهواء المارقة وما اخترعته نفاة الصفات لنبز الصفاتية وأهل الأثر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير