تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي تلك الأخبار يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 4/ 145): ((وهذا يتناول كثيراً من غالية المثبتة الذين يروون أحاديث موضوعة في الصفات مثل حديث عرق الخيل ونزوله عشية عرفة على الجمل الأورق حتى يصافح المشاة ويعانق الركبان وتجليه لنبيه في الأرض أو رؤيته له على كرسي بين السماء والأرض أو رؤيته إياه في الطواف أو في بعض سكك المدينة إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة فقد رأيت من ذلك أموراً من أعظم المنكرات والكفران وأحضر لي غير واحد من الناس من الأجزاء والكتب ما فيه من ذلك ما هو من الافتراء على الله وعلى رسوله وقد وضع لتلك الأحاديث أسانيد حتى إن منهم من عمد إلى كتاب صنفه الشيخ أبو الفرج المقدسي فيما يمتحن به السنى من البدعى فجعل ذلك الكتاب مما أوحاه الله إلى نبيه ليلة المعراج وأمره أن يمتحن به الناس فمن أقر به فهو سني ومن لم يقربه فهو بدعى وزادوا فيه على الشيخ أبي الفرج أشياء لم يقلها هو ولا عاقل)) اهـ

فمال أهل السنة أتباع السلف وهذا؟! أدريت أن المجهول يريد أن ينزل لمز سالفيه (المعتزلة مخانيث الفلاسفة) علي أتباع السلف من أهل السنة لمخالفتهم إياه في إثبات نصوص الوحيين في الصفات كالعلو والاستواء كما سيأتي فادره!

ثم إن ابن قتيبة هو القائل (تاويل مختلف الحديث: 80 - 81):" ... وقد لقبوهم بالحشوية والنابتة والمجبرة وربما قالوا الجبرية وسموهم الغثاء والغثر وهذه كلها أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .... "انتهى

ثم قال المجهول: ((وهذا الإمام الهمام ابن الجوزي رحمه الله يرد عليهم ويرميهم بالتشبيه والتجسيم فيقول في كتابه (دفع شُبَهِ التشبيه .. ) ط الكليات الأزهرية ص8 ردًّا على المشبهة: ((وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا: (صفة فعل) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات، قالوا: (لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على معنى نعمة وقدرة، ولا (مجيء وإتيان) على معنى بِرٍّ ولطف، ولا (ساق) على شدة)، بل قالوا: (نحملها على ظواهرها المتعارفة)!!، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين .. ثم يتحرجون من التشبيه، ويَأْنَفُون من إضافته إليهم، ويقولون: (نحن أهل السنة)!!، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام، وقد نصحت التابع والمتبوع، فقلت لهم: يا أصحابنا، أنتم أصحاب نقل واتباع، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل رحمه الله يقول وهو تحت السياط: (كيف أقول ما لم يُقَل؟)، فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه، ثم قلتم في الأحاديث: (تُحْمَل على ظاهرها)!!، وظاهر القدم الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى عليه الصلاة والسلام: (روح الله)، اعتقدت النصارى لعنهم الله تعالى أن لله سبحانه وتعالى صفةً هي روح وَلَجَت في مريم!!، ومن قال: (استوى بذاته المقدسة) فقد أجراه سبحانه مجرى الحِسِّيَّات!!، وينبغي أن لا يُهْمَل ما ثبت به الأصل، وهو العقل، فإنا به عرفنا الله تعالى، وحكمنا له بالقِدَم، فلو أنكم قلتم: (نقرأ الأحاديث ونسكت)، لما أنكر أحد عليكم، وإنما حَمْلُكُم إياها على الظاهر قبيح)) اهـ كلام ابن الجوزي، وكان سيفا مسلولا على أهل البدع رحمه الله تعالى)) اهـ

قلت: أما قوله (وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا: (صفة فعل) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات) اهـ فالواجب الذي لا يرتاب فيه البصير أن الله خاطب خلقه بما يعرفون معناه لا ما يجهلونه ثم إنه أراد منهم أن يفهموا نصوصه علي ظاهرها فلا يحرفوا الكلم عن مواضعه ولا يبدلوا النص بعد ثبوته فمعني توحيدنا لله تعالى ان نثبت له ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وكذلك ننفي عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله لأنه كما قال نعيم بن حماد شيخ البخاري: (من شبه الله بخلقه كفر و من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير