تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:06 ص]ـ

ثم قال المجهول: ((ثانياً: إذا تقرر هذا فالنظر فيمن تطلق عليه هذه الكلمة، فقد تطلق بحق كما يطلقها أهل السنة على بعض جهلة أهل الحديث)) اهـ

قلت: تطلق بحق على بعض جهلة الحديث مثل من؟! أمثل جرير بن حازم الذي قال فيه أحمد: صاحب سنة؟!

ثم قال: ((يقول ابن تيمية في المجموع 4/ 23: ((فالذي يعيب بعض أهل الحديث وأهل الجماعة بحشو القول إنما يعيبهم بقلة المعرفة أو بقلة الفهم، أما الأول فبأن يحتجوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة .. وأما الثاني فبأن لا يفهموا معنى الأحاديث الصحيحة، بل قد يقولون القولين المتناقضين ... ولا ريب أن هذا موجود في بعضهم ... ثم إنهم بهذا المنقول الضعيف والمعقول السخيف قد يكفرون ويضللون ويبدعون أقواماً من أعيان الأمة ويجهلونم، ففي بعضهم من التفريط في الحق والتعدي على الخلق ما قد يكون بعضه خطأً مغفوراً، وقد يكون منكراً من القول وزوراً، وقد يكون من البدع والضلالات التي توجب غليظ العقوبات، فهذا لا ينكره إلا جاهل أو ظالم، وقد رأيت من هذا العجائب ... )) اهـ كلام ابن تيمية)) انتهى

قلت: لم يقر شيخ الإسلام هذه الكلمة في حق جهلة أهل الحديث! إنما أقر أن الجهل بمعرفة معاني الآثار أو رواية ما لا يصح منها موجود في أقوام ينتسبون للسنة ولكن هل هذا يسوغ أن يقال عنهم: إنهم حشوية؟ لا أجد في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا صريح العقل ما يسوغ مثل ذلك.

ثم اعلم أيها القارئ أنهم لمزوا أهل الحديث بأنهم حشوية ومجسمة ومشبهة وأنهم الجمهور والعوام والغثاء والغثر وحثالة الناس ورذالة القوم ومع ذلك قد سلم من ألسنتهم الجهمية والمتكلمون وأهل الرأي وأرباب الفلسفة وهم في ذلك كله كما قال أبو المظفر السمعاني (الانتصار لأهل الحديث ص: 2، 3): ((ما ثلموا إلا دينهم ولا سعوا إلا في هلاك أنفسهم وما للأساكفة وصوغ الحلي وصناعة البز وما للحدادين وتقليب العطر والنظر في الجواهر أما يكفيهم صدأ الحديد ونفخ في الكير وشواظ الذيل والوجه وغبرة في الحدقة وما لأهل الكلام ونقد حملة الأخبار وما أحسن قول من قال:

بلاءٌ ليس يشبهه بلاء عداوة غير ذي حسبٍ ودينِ

ينيلك منه عِرضاً لم يصنه ويرتعُ منك في عِرضٍ مصونِ

لكن الحق عزيز وكلٌّ مع عزته يدعيه، ودعواهم الحق تحجبهم عن مراجعة الحق، نعم، إن على الباطل ظلمة وإن على الحق نوراً ولا يبصر نور الحق إلا من حشي قلبُه بالنور ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، فالمتخبط في ظلمات الهوى والمتردي في مهاوي الهلكة والمتعسف في المقال لا يوفق للعود إلى الحق ولا يرشد إلى طريق الهدى ليظهر وعورة مسلكه وعز جانبه وتأبِّيه إلا على أهله كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون)) انتهى

ثم نقل المجهول نقلين أحدهما عن ابن قتيبة في ذم المجسمة لا يمت لكلامه بصلة،ونقلاً لابن العربي لا وجه له وما هو بصدده، ونقلاً عن ابن عساكر في ذم السالمية لا يتصرف من أمر حديثنا بمتصرف وإليكهم قال: ((قال ابن قتيبة في كتاب (الاختلاف في اللفظ) ط1/العلمية ص40: ((ولمّا رأى قوم من الناس إفراط هؤلاء [يعني الجهمية] في النفي، عارضوهم في التمثيل، فقالوا بالتشبيه المحض!، والأقطار! والحدود!، وحملوا الألفاظ الجائية في الحديث كما ظاهرها!!، وقالوا بالكيفية فيها، وحملوا من مستشنع الحديث: (عَرَق الخيل)!، و (حديث عرفات)!، وأشباه هذا من الموضوع .. )) اهـ، وانظر (مع ابن قتيبة في العقيدة الإسلامية) ط الشركة العالمية ص122. وقد لقي الإمام القاضي أبو بكر بن العربي المالكي جماعة من الحشوية في رحلته فقال عنهم في (العواصم من القواصم) ص210: ((وكان رأس هذه الطائفة بالشام أبو الفرج الحنبلي بدمشق، وابن الرميلي المحدث ببيت المقدس، والقطرواني بنواحي نابلس، والفاخوري بديار مصر، ولحقت منهم ببغداد أبا الحسين بن أبي يعلى الفراء، وكل منهم ذو أتباع من العوام، جمعاً غفيراً، عصبة عصية عن الحق، وعصبية على الخلق، ولو كانت لهم أفهام، ورزقوا معرفة بدين الإسلام، لكان لهم من أنفسهم وازع، لظهور التهافت على مقالاتهم، وعموم البطلان لكلماتهم، ولكن الفدامة استولت عليهم، فليس لهم قلوب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير